رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انطوانيت جعجع لـ«الدستور»: «القوات اللبنانية» أعادت لبنان إلى موقعها عربيًا ودوليًا (حوار)

انطوانيت جعجع
انطوانيت جعجع

أعربت المتحدثة الإعلامية لمكتب رئيس حزب القوات اللبنانية أنطوانيت جعجع، عن أملها في تطور الأوضاع اللبنانية على المستويين المالي والسياسي، خاصة بعد تفاقم الأزمات اللبنانية على مدار الفترات الماضية.

وقالت جعجع في حوار لـ"الدستور"، إن النجاح في خوض المعترك الانتخابي محطة من المحطات النضالية التي حقّقت الأهداف المرجوة منها، ولكن المواجهة السياسية ستتواصل من أجل ترجمة توجهات المواطنين الانتخابية في ظل حكومة قادرة على تحقيق تطلعات اللبنانيين لدولة قادرة على حماية سيادتها وإعادة علاقاتها مع الدول العربية والسعي بجدية للخروج من الأزمة المالية الخانقة.

كيف يرى حزب القوات اللبنانية نتائج العملية الانتخابية في لبنان؟
أي فريق سياسي يطمح في الحصول على أفضل نتائج ممكنة بالانتخابات، ونحن في حزب "القوات اللبنانية" سعينا إلى أغلبية نيابية مؤيدة لمشروع الدولة التي من دونها سيبقى البلد مأزوما والشعب فقيرًا.

وقد أثبتنا في الانتخابات الحالية، اننا كقوى سيادية حصلنا على نسبة أصوات مهمة دلّت ان اللبنانيين مع خيار الدولة وضد الدويلة، ولم نتحالف في الانتخابات مع أي فريق سياسي أخر لا يشبهنا، إنما كل تحالفاتنا كانت مع شخصيات سيادية تريد ان يستعيد لبنان دوره وازدهاره وتألقه.

ونجحت "القوات اللبنانية" في احتلال موقع الصدارة مسيحيًا على حساب "التيار الوطني الحر"، ما يعني أن "القوات" أعادت المسيحيين إلى خطهم التاريخي المؤيد للدولة، كما أعاد للبنان علاقاتها مع المجتمعين العربي والغربي، وهذا التطور مهم للغاية كونه صحّح الانقلاب العوني على الدستور والدولة والخط اللبناني التاريخي.


لماذا تغيرت خريطة تصويت الكتلة المسيحية؟
لقد تبدلّت خريطة التصويت لدى الكتلة المسيحية بعدما لمست أن الفريق الآخر قادها إلى العزلة والفقر والجوع والانهيار، بعدما لمست وتأكدت ان مشروع "القوات" يريد دولة لجميع اللبنانيين من أجل العيش باستقرار وازدهار بعيدا عن السلاح غير الشرعي، والممارسة البعيدة كل البعد عن الفساد، ولا يرتبط بالصفقات السياسية الخبيثة، ولا بالمساومة على مصالح الدولة.

ما تقييمكم لاختيار نبيه بري رئيسًا للمجلس النيابي؟
لم تقترع "القوات اللبنانية" يومًا للرئيس نبيه بري، لا في دورة العام 2005 ولا في استحقاق العام 2009 ولا في انتخابات 2018 ولا في الانتخابات الأخيرة، وذلك بسبب تموضع الرئيس “بري” المؤيد لمشروع المقاومة الذي غيّب الدولة اللبنانية وأوصلها إلى ما وصلت إليه.

وأما نجاح “بري” في الاحتفاظ بموقع فمرده إلى أن الثنائي الشيعي يسيطر على كل المقاعد الشيعية، وهو بالكاد حصل على 65 مقعدا، ما يعني أن المشروع الآخر مأزوم وطنيا، وتكفي المقارنة بين الأصوات التي كان ينالها الرئيس بري في دورات سابقة و الأصوات التي نالها في الانتخابات الأخيرة.

وكان باستطاعة "القوات" إرشاد النائب غسان حاصباني لموقع نيابة رئاسة مجلس النواب، وهو معروف بكفاءته وممارسته الشفافة، ولكنه فضل مدّ يد التعاون إلى مكونات المعارضة من أجل الاتفاق على مرشح واحد على أساس مواصفات تبدأ بتغيير إدارة مجلس النواب، ولا تنتهي بدور هذا المجلس في إعادة الاعتبار لدور الدولة في استعادة قراري الحرب والسلم.

ما تعليقك على بعض الآراء الرافضة لـ «بري» رئيسًا للنواب؟ 

إذا أخذنا في اعتبارنا آراء الملمين بالمشهد السياسي اللبناني، وحتى القوى السياسية بالبلاد، سنتوصل إلى أن ما حدث من مسألة اختيار الرئيس بري، تشير إلى أن هناك صفقة ما، تم تمريرها بين فريق الثامن من آذار والذي يضم التيار الوطني الحر، وحزب الله، وحركة أمل، على الرغم من أن جبران باسيل، زعيم التيار الوطني، أعلن في وقت سابق عن عدم مشاركته في اختيار رئيس المجلس النيابي، ولكن هذا الأمر لا يمر على أحد، لأن ما حصل كان نتيجة صفقة قضت بتقاسم هذا الثلاثي المواقع على قاعدة: "بمرقلّك تا تتمرقلّي".

وما يكشف هذه الصفقة الأرقام التي حصل عليها الرئيس ونائب الرئيس وهي كانت متساوية العدد أي 65 نائبًا، ولكن العبرة الأساسية ان هذا الفريق الذي كان يملك الأكثرية النيابية وضع كل ثقله من أجل ان يحافظ على مواقعه في تراجع واضح وكبير في وضعيته النيابية.

انطلاقا من هذه النقطة.. كيف ترين سيناريوهات المرحلة المقبلة؟

المواجهة السياسية لن تتوقّف قبل قيام الدولة وتطبيق الدستور وتحقيق السيادة، والمشوار على هذا المستوى ما زال طويلا، لكن الأساس أن الإصرار على تحقيق السيادة لن يتوقف و سيتواصل فصولا، وقد حقّق في الانتخابات الأخيرة جولة مهمة، ونعمل من أجل تحقيق مزيد من الجولات سعيا للجمهورية القوية التي تريدها الناس واقترعت لها في الانتخابات.

وندرك مدى انشغال العالم بأزماته، وأن معظم الأزمات معلقة من دون حلول، من الملف النووي، إلى الأزمة الأوكرانية، وما بينهما العراق وسوريا، وعلى رغم كل ذلك نتكئ على إرادة اللبنانيين على غرار ما حصل في الانتخابات، هذه الإرادة التي وحدها القادرة على إعادة الاعتبار لمشروع الدولة الذي وحده يؤمن الاستقرار والازدهار.

وما يجب التأكيد عليه أن لبنان غير متروك لقدره ومصيره، ولكن من مسؤولية اللبنانيين حلّ أزماتهم لا الاتكاء على الخارج الذي لم يبخل في مساعدة لبنان والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، إلا أنه علينا كلبنانيين ان نواصل النضال كما فعلنا في الانتخابات من أجل دفع القضية اللبنانية قدما.
ولكي يستطيع لبنان الخروج من أزمته، فلابد من بعض القوى السياسية التوقف عن إقحام بمشاكل المنطقة وتصدير الإرهاب إلى الخارج، الأمر الذي أدى إلى عزل لبنان عن محيطه.


وماذا عن تشكيل الحكومة؟
الوضع في لبنان حاليا صعب ومعقّد، ولكن إذا تضافرت جهود الكتلة السيادية و التغييرية التي تضم النواب المستقلين مع القوى السيادية (كتلة الاشتراكي، والقوات اللبنانية، وكتلة الكتائب والشخصيات السيادية وفي طليعتها اللواء أشرف ريفي وكميل دوري شمعون وميشال عوض، وغيرهم)، سيكون هناك معركة مع تيار حزب الله الذي لن يسمح بتشكيل حكومة لا تناسب تطلعاته، فيما الشعب اللبناني مصرّ على تشكيل حكومة تجسّد تطلعات اللبنانيين في السيادة والإصلاح.

لذا فعلى الجميع أن يعمل بقوة ويقاوم من أجل ضمان وجود حكومة قوية ملفها الرئيسي (الاصلاح الاقتصادي)، لأن دون هذه المسألة سوف يزداد الوضع في لبنان.