رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أصبحت العقاقير المصرية تنافس مثيلاتها في العالم؟

العقاقير المصرية
العقاقير المصرية

أصبحت صناعة الدواء هي صناعة المستقبل وهو التوجه الذي حفزته أزمة فيروس كورونا المستجد وانطلقت العقاقير المصرية لتنافس مثيلاتها في العالم مع تقدمها ومواكبتها في إنتاج العقاقير وتوافر التكنولوجيا التي تحتاجها من أجل توفير الدواء

في هذا الصدد قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الباطنة، بالمعهد القومي للكبد والأوبئة، إن الملحمة المصرية لعلاج فيروس الكبد الوبائي سي هي أكبر تجربة مثال لمنافسة العقاقير المصرية والتي ساعدت في علاج أكثر من 4 مليون مواطن منذ عام 2014 حتى الآن باستخدام الأدوية المصرية المثيلة، بنسبة شفاء أكثر من 95%  ودرجة امان عالية تعادل المستورد والأصلي.

وأوضح عز العرب، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذه التجربة أكبر دليل أن الدواء المصري فعال ومنافس للأدوية العالمية "البرندات"، ودليل ذلك أيضًا إن مصر صدرت أدوية فيروس سي للعديد من دول العالم وخاصة دول إفريقيا، وهو ما يؤكد ثقة العالم بالمنتج المصري وهذه الثقة تأتي من واقع نسب الشفاء الموجودة في مصر لمن أخذوا المثيل المصري والتي تعدت 95%.

وأضاف أن القدرة على إنتاج العقاقير المصرية ساهم في توفير أكثر من 2.5 مليار دولار من العملة الصعبة في عملية الاستيراد للأدوية، وكذلك إعادة السمعة الطيبة للدواء المصري عالميًا، في الوقت الحالي الدواء المصري لا يفرق عن المستورد بأي شكل.

وأشار عز العرب إلى أنه من الناحية العلمية إنتاج الدواء المصري في أثناء تسجيله يتم الاعتماد على مركز التكافؤ الحيوي، الذي يقوم بعمل تجارب الثبات والفعالية ويتأكد أن الدواء المصري لا يقل فعالية ودرجة أمان عن المستورد وهو رد عملي لقدرة العقاقير المصرية.

وذكر أن صناعة الدواء في مصر صناعة قديمة جدٍا منذ ثلاثينات القرن الماضي وكان لنا السبق في تصدير الدواء لإفريقيا منذ الستينات والبنية التحتية لصناعة الدواء في الوقت الحالي بتقنية وجودة عالية وعالمية ولا يقل جودة عن الصناعات الدوائية الدولية، وأبرزها مدينة الدواء الموجودة في منطقة أبو زعبل هي مدينة عالمية وتم الإعلان عن نزول إنتاج عدد من شركاتها في الأسواق، مضيفًا أنها تنتج خطوط إنتاج على مواصفات دولية وبجودة دولية.

صناعة الدواء في مصر تقدمت بشكل كبير جدًا والاتجاه القادم هو للتصدير، فدولة مثل الهند تستفيد من تصدير عقاقيرها بأكثر من 50 مليار دولار ومصر من الممكن أن تحذو مثلها بالأدوية المثيلة مثلما فعلت الهند ودرجة أمان وفعالية عالية وبأسعار مناسبة.

ولفت استاذ أمراض الباطنة إلى أن قدرة مصر كذلك على تصنيع لقاح كورونا بالتعاون مع الشركة الصينية أمر يؤكد قدرتها على المنافسة وكذلك تصدير عدد من اللقاحات إلى الدولة الشقيقة فلسطين.

مدينة الدواء الجديدة والموجودة بمنطقة الخانكة تقع على مساحة 180 ألف متر، مقسمة إلى مصنعين ضخمين جداً، يضما 20 خط إنتاج يتم تصنيع كل الأشكال الصيدلانية  فيها، من أقراص، وكبسولات، وفوارات، ومستحضرات دوائية للشرب، والكريمات، عبر تكنولوجيا تُصنف على اعتبارها الأعلى في العالم.

وتقوم الرؤية الاستراتيجية لمدينة الدواء على توفير دواء آمن، وفعَّال، وبجودة عالية، لتكون أحد أذرع الدولة الصناعية القوية لتوفير أدوية حديثة، وعلى أعلى مستوى، مع طموح المدينة بأن تصبح مركز إقليمي للتصنيع، خصوصًا وأنها تعتبر أكبر مدينة لتصنيع الأدوية في الشرق الأوسط.


صناعة الدواء المصري المارد الجديد في العالم


وأكد الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة، أن  صناعة الدواء هي المارد الجديد والشغل الشاغل للجميع في الفترة الاخيرة خصوصا بعد جائحة فيروس كورونا، وتلعب هيئة الدواء المصرية جنباََ إلى جنب مع وزارة الإنتاج الحربي دورًا مهما في ذلك.

وأوضح أبو عامر، في تصريح لـ"الدستور"، أن مصر لديها الكثير من الخبرات الكبيرة والمؤثرة والممتدة التي تستطيع نقلها للعالم أجمع والدول الإفريقية، وذلك بطرق متعددة وتم التخلص تمامًا من الاعتماد على الأنظمة القديمة وأصبح هناك العديد من الأنظمة التي ستؤدي إلى الاعتماد على إحداث شراكات حقيقية بين مصر والدول الأوروبية والإفريقية.

وذكر أنه في الوقت الحالي أصبح لا يوجد مشكلة في توافر أدوية الجهاز المناعي فالمصري منها متوفر وله فعالية عالية ولا يوجد فرق بينها وبين المستورد، ولكن هناك بعض الأدوية  المستوردة هي التي تنقص المرضى وبعض أدوية فيروس B وفيروس نقص المناعة المكتسب ولكن جميعهم لهم بديل مصرى جيد جدًا.

وشدد أبو عامر على ضرورة الاهتمام بتشديد الرقابة على أسعار وأنواع  الدواء المصري والمستورد بالإضافة إلى تفعيل قانون يلزم الشركات بتوفير الدواء طالما حصلت على ترخيص بدلًا من قيامهم بالفكرة التجارية التي تعتمد على عدم إنزال الدواء للأسواق فيزداد الطلب عليه ثم تنزله بأسعار عالية نظرًا لحاجة المرضى إليه.