رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسبوع صاحب الليالى «2»

وائل لطفي يحاور ابنة عميد الدراما: أبي أسامة أنور عكاشة

رئيس التحرير يرحب
رئيس التحرير يرحب بابنة أسامة أنور عكاشة

تم اتباع سياسة التجاهل لأعماله بعد ٢٠٠٥ ومسلسلاته عوملت بطريقة غير لائقة 

كتب معالجة «أبواب الفجر» لتجسيد بطولة المصريين فى أكتوبر والحملة ضده أصابته بالاكتئاب فتوقف عن الكتابة 

هناك أربعة سيناريوهات كاملة تركها والدى هى «الإسكندرانى» و«عادل يذهب إلى البحر» و«غزال شارد» و«قلب الفيل»

تواصل «الدستور» الاحتفال بأسبوع «أسامة أنور عكاشة» صاحب الليالى والأيادى البيضاء على الدراما المصرية.. فى هذه الحلقة نستضيف الإعلامية «نسرين أنور عكاشة» صغرى بنات الكاتب الكبير، التى شاء القدر أن تكون سببًا فى إعادة الالتفات لتراثه وأعماله التى لم تنفذ من خلال حديثها عنها.. تروى صغرى بنات الكاتب الراحل عن طباعه العائلية وطقوسه قبل الكتابة وعلاقته بأبنائه.. كما تتحدث عن معاناته مع الحملات الصحفية التى استهدفته فى التسعينيات ومنعته من إكمال فيلمه عن حرب أكتوبر.. كما تحكى عن حرب التهميش والصمت التى واجهها فى آخر سنوات حياته ودعوى الحسبة التى تعرض لها، والعروض التى تلقتها أسرته لإعادة إحياء بعض أعماله.. حوار مهم نستحضر فيه ذكرى صاحب الليالى مع وريثته وابنته نسرين أنور عكاشة.

■ فى البداية.. نود الاطلاع على الجانب العائلى من حياة الأستاذ أسامة ماذا تذكرين عنه فى طفولتك المبكرة؟

- أذكر أن الحنان كان أبرز صفاته، وما زلت أذكر عندما كان يلعب معى ألعابًا معينة، وعندما يرانى مريضة.. كان يتألم ويصل الأمر إلى أن يبكى وهو جالس بجوارى على السرير، فأنا التى استحوذت على التدليل كله، لأنى كنت الصغرى وتزامن ميلادى مع أنه استقال من كل الوظائف للتفرغ للكتابة فكان لديه مزيد من الوقت ليقضيه معى، وهو بطبيعة الحال «حنين» ومشاعره فياضة.

والفترات الطويلة التى كان يتغيب فى الكتابة كانت تشعره بالذنب بعض الشىء فكان يعوض ذلك بالحنان الزائد وكان يعتبرنى «وش السعد» عليه، فيوم ولادتى كان هناك عمل فنى يعرض له لأول مرة وهو «الرجل الذى فقد ذاكرته مرتين».

فالأب أسامة عندما كان يجلس معنا فى البيت كان يحب الحديث والمناقشة والرد، والتفاعل.. وكان يلعب معنا، وكان الملمح الأساسى فى جلوسنا معه الألعاب التى توسع مداركنا وتفتح وعينا، لذلك كان يختار ألعابًا كثيرة منها لعبة الأغانى بهدف تعريفنا على معلومات الأغنية والمطرب الذى يغنيها والملحن والسنة التى أُذيعت فيها، وكان يريد تنمية مهارات أبنائه وأن يجعلهم مختلفين ومميزين من صغرهم ومثقفين.

وبعدما كبرنا سنوات قليلة، تطورت الأمور إلى أنه بدأ يعوّدنا على قراءة الروايات والكُتب ثم السيناريوهات التى يكتبها وكان يريد أن يعرف آراءنا، فى الحلقات التى يكتبها أولًا بأول باعتبارنا شريحة من الجمهور وكان لا يجبرنا على القراءة، ولكن يأتى لنا بالكتب ويتركها أمامنا.. من خلال قراءتنا للسيناريوهات التى يكتبها اكتسبنا الثقة فى أنفسنا وجعلنا نشعر أننا نشارك فى كل أعماله بالرأى، فكانت حياته معنا عبارة عن اللعب أولًا، ثم مشاهدة الأعمال الفنية مع بعضنا بهدف تنمية حاسة التذوق ثم القراءة فى المرحلة الثالثة من خلال الكتب التى يأتى بها لنا...

وعندما وصلنا لمرحلة الجامعة أو أنا بالتحديد، كان والدى يحب أن يسمع منى كل التفاصيل فى يومى، سواء فى المدرسة أو مع صديقاتى أو فى أى مكان أذهب إليه أو مع أى شخصيات أتعامل معها، وكان يقول لى أنا أستفيد من هذه التفاصيل وأسمع للناس كلها، لأن التفاصيل الصغيرة هى التى جعلتنى قريبًا من الناس وأعرف واقعهم وأغوص فى تفاصيلهم.

■ هل هناك تشابه بين أى من شخصياته الفنية وبين أحد أفراد أسرته؟

- بالتأكيد، وكنت أرى هذه الملامح متفرقة فى أعمال مختلفة له، ورأيت ملامح من مشهد لى معه كان فى مسلسل «امرأة من زمن الحب»، فكانت الأم «وفية» التى تجسد شخصيتها الفنانة سميرة أحمد عندها أربعة أولاد، تمامًا مثل أسرتنا، وكانت ملامحهم النفسية قريبة منى أنا وإخوتى الثلاثة موزعين بملامح مختلفة، وذات مرة دخل لى الغرفة وكنت أستمع للفنانة ماجدة الرومى ودار بينى وبينه حوار معين كان يهدف منه للاطمئنان علىَّ فى ماذا أفكر ورأيت هذا المشهد فى المسلسل بين سميرة أحمد وابنتها جيهان فاضل وهى تسمع ماجدة الرومى.

■ هل عاصرتِ فترة والدك عندما كان فى الكويت؟

- الفترة التى سافر فيها إلى الكويت كنت لم أولد بعد، ولكن والدتى حكت لى ما حدث بها، فهو ظل فى الكويت شهورًا بسيطة، ولم يستطع أن يكمل هناك، وفى هذه الفترة كان يعانى كثيرًا، ومن خلال الخطابات التى كان يرسلها ظهرت ملامح معاناته، ولم يستطع أن يعيش هناك، والمعاناة تتلخص فى أنه كان يطارده سؤال سجله فى خطاباته للأسرة وهو «ليه أسيب المكان الذى أعشقه وأحبه وهو بلدى؟.. علشان إيه؟» وفى النهاية غامر وأخذ ورقة من الكفيل دون إذنه ونزل القاهرة دون أن يخطر أحدًا.

■ أين كان يسكن الراحل أسامة أنور عكاشة وعائلته عندما ولدتِ باعتبارك آخر مولود له؟

- عندما ولدت فى ١٩٧٨ كنا نعيش فى الجيزة فى منزل صغير، وظللنا فيه حتى وصل عمرى ١١ سنة وتقريبًا مع عام ١٩٩٠، انتقلنا لمنزل آخر أكبر بحدائق الأهرام، وكان والدى أغلب الوقت فى الإسكندرية يكتب ويغيب فترات عنّا، وكان يقلق علينا جدًا، وكان بعده عنا يشكل له معاناة إضافية فوق معاناة الكتابة.. فكان يتصل بنا كل عشر دقائق أحيانًا كى يعرف جميع التفاصيل اليومية لنا على الرغم من أنه كان يترك المسئولية كاملة لوالدتى، وأظن أنه كان يعيش فى صراع ما بين الكتابة التى هى حياته وبين البقاء فى بيت القاهرة الذى يعنى له الدفء والاستقرار. 

وهو طبعًا كان يحب الهدوء جدًا لذا انتقلنا مبكرًا إلى حدائق الأهرام التى كانت فى ذلك الوقت شبه صحراء، وكان له مكتب شبه منفصل فى المنزل يكتب فيه ومع ذلك كان يذهب إلى الإسكندرية دائمًا وكتب معظم أعماله هناك وكان دائمًا فى نقاش وجدل معنا حول رغبته فى أن ننقل حياتنا بالكامل إلى الإسكندرية.

■ هل كانت له طقوس معينة فى الكتابة؟

- من عاداته اليومية أنه كان يستيقظ من النوم فى حوالى العاشرة صباحًا، يجلس معنا بعد الإفطار وينخرط معنا فى الحديث. وأحيانًا يشاهد معنا التليفزيون فترة قصيرة ثم يدخل مكتبه وكان من عادته أنه لا يكتب مباشرة بعد دخوله المكتب بل يقضى وقتًا فى اللاشىء ويرتب الأوراق التى توجد على مكتبه بطريقة معينة قبل أن يبدأ الكتابة، وكان من طقوسه الشهيرة أن كل عمل فنى له أقلامه وأدواته الخاصة.. وله قلم حبر معين لا يكتب بداية المشاهد إلا به، وكان يضع على مكتبه مجسمًا للكرة الأرضية ينظر إليه كثيرًا فى لحظات التفكير أثناء الكتابة.. والأوراق والأقلام والكرة الأرضية التى كان ينظر إليها فترات طويلة كان لا بد أن تبقى كما هى ولا يمسها أحد، فهذه تفاصيل نحافظ عليها.

وأحيانًا يصل الأمر إلى أن يقضى يومًا كاملًا فى رسم غلاف الحلقة وتلوينه لأن الكمبيوتر لم يكن قد ظهر بعد وهو لا يكتب على الآلة الكاتبة وبعد أن ينتهى من الحلقة يخصص يومًا لغلاف الحلقة ولتلوينه وأظن أنه فى هذه الأثناء كان يفكر فى أحداث الحلقات التالية، وهو يفعل ذلك كان يستمع للموسيقى والأغانى وبشكل أساسى أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وفيروز كانت أساسية جدًا له، ويستمع لموسيقى عالمية، وغربية مع تناول الشاى أو القهوة بشكل مستمر، ثم التدخين بكميات كبيرة جدًا، وعندما يبدأ فى الكتابة لا يدخل عليه أحد المكتب ولم يكن لديه موعد ثابت للانتهاء من الكتابة، فكان يكتب غالبًا لمدة ٦ أو ٨ ساعات، وأحيانًا عندما تتأزم الأمور يخرج بفاصل قصير علينا فى المنزل ويتحرك بيننا وذهنه مشغول ثم يعود للمكتب مرة أخرى. 

وعندما يدخل الموسم الرمضانى كان يجلس لساعات طويلة تصل أحيانًا إلى يوم كامل.

■ عُرض له أحيانًا أكثر من عمل فنى معًا.. هل أدى ذلك إلى ظلم أى منهما؟

- بالتأكيد هناك مسلسل «أنا وأنت وهو فى المشمش» هذا المسلسل ظلم بشكل كبير على الرغم من أنه كُتب قبل مسلسل «ليالى الحلمية»، وكان لا يعرف أن العملين كانا سوف يعرضان معًا، فكان لا يحب أن يكتب عملين مع بعض، ولكن اقتضت الظروف فى السنوات الأخيرة ذلك ولكنه كان غير سعيد بذلك.

■ بعد نجاحه الكبير.. هل كان منخرطًا داخل الوسط الفنى ككاتب أم أن هناك شخصيات معينة كان يحب أن يتعامل معها؟

- كان يحب شخصيات معينة، ولكن كانت تضطره الظروف إلى التواجد مع شخصيات أخرى فى حدود الزمالة واللقاء فى المهرجانات والندوات، ولكن صداقاته كانت محدودة ولا أعرف إذا كان عن قصد أم لا، فكان لا يحب الانخراط داخل الوسط الفنى، وكان القريبون منه هم من يشبهونه فكريًا، مثل الراحلين د. سيد عبدالكريم والفنان عهدى صادق ومحمد متولى وشوقى شامخ، ويحيى الفخرانى، ونبيل الحلفاوى، وكان من أقرب المخرجين له عاطف الطيب، ومحمد فاضل، وإسماعيل عبدالحافظ.

فالمخرج إسماعيل عبدالحافظ كانت تربطه صداقة قوية بوالدى من قبل الشهرة لأنهما من بلد واحد، ولهما نفس النشأة والأحلام والطموحات، والأسرتان لهما علاقة وطيدة ببعضهما بعضًا، وكان المخرج فخر الدين صلاح، رحمه الله، أيضًا علاقته قوية به فكان أقرب شخص له فى مرحلة البداية، وهو الذى أخرج له سيناريوهاته الأولى قبل «الشهد والدموع»، وشاء القدر أن يتوفى عندما انفجرت به الطائرة المتجهة إلى أثينا فى ١٩٨٥ وكان المفترض أن يكون والدى معه على الطائرة لكن الله سلّم، وقد حزن كثيرًا على رحيل فخر الدين صلاح ودخل فى مرحلة اكتئاب.

ومن بين الشخصيات التى كانت قريبة جدًا منه الراحل عاطف الطيب الذى تأثر والدى برحيله جدًا.. بعد أن قدم معه «كتيبة الإعدام» و«دماء على الأسفلت» وكانا سيقدمان معًا فيلم «الإسكندرانى» لولا رحيل عاطف المفاجئ الذى أحزن والدى، ومن الجيل الأصغر تحمس لجمال عبدالحميد، وتبنى موهبته.. وطبعًا علاقته بمحمد فاضل معروفة وقدم معه أعمالًا مهمة جدًا.. فكل شخصية من هؤلاء كان يجد عاملًا مشتركًا بينه وبينهم، وعندما يرى فى أحد موهبة كان يتحمس له ويحاول أن يدعمه. 

■ وماذا عن فيلم «أبواب الفجر» الذى لم يكتمل؟

- فيلم «أبواب الفجر» كان فيلمًا عن حرب أكتوبر، أقدم والدى على كتابته بناء على تكليف من الشئون المعنوية ليجسد فيه بطولة المصريين فى حرب أكتوبر، وتعرض والدى لحملة شرسة من جانب بعض الصحف، على رأسها صحيفة أخبار اليوم بدعوى أنه يسىء للرئيس السادات.. مما أدى إلى دخوله فى حالة اكتئاب، ورغم ذلك عافر كثيرًا، ودخل معارك كثيرة، إلا أنه فى النهاية رفض استكمال الفيلم بعد أن كتب ٢٤ مشهدًا، وكتب معالجة كاملة، ولكنه شعر بأن العمل لن يستقبل بشكل جيد، وأنه سيتم التعتيم عليه، وكانت لديه مؤشرات لهذا بالفعل إلا أنه كان لا يحكى لنا.

والفيلم كان يركز على حياة المواطن المصرى أثناء الحرب وعلى بطولة الجندى المصرى، وتفاصيل العملية العسكرية، والجبهة وما حدث بها، والقصص الإنسانية للجنود المصريين، وكان يريد أن يُظهر الجوانب الأخرى لمن هم ليسوا على الجبهة.

■ هل هناك أعمال أخرى غير «أبواب الفجر» لم تخرج للنور؟

- بالتأكيد، فهناك أعمال درامية غير كاملة منها مسلسل «تنابلة السلطان» الذى كتب منه ٦ حلقات ودخل فى مرحلة المرض، وذلك بعد أن رفض التليفزيون إنتاج الجزء الثالث من «المصراوية»، وكتب قبله معالجة مسلسل اسمه «الطريق ٢٠٠٠»، وأظن أنه كان يعارض فيه رواية «الطريق» للأستاذ نجيب محفوظ أو يستوحيها فى عام ٢٠٠٠، ثم بدأ فى كتابة «تنابلة السلطان» كنوع من التعويض لعدم استكمال الجزء الثالث من «المصراوية».

■ ما أسباب مغامرة عكاشة لاختيار هشام سليم بدلًا من يحيى الفخرانى أو السعدنى للمصراوية على الرغم من عدم تناسب الدور مع شخصية الصعيدى؟

- ربما يرجع الأمر إلى أن الدكتور يحيى الفخرانى كان يريد التغيير والتنويع فى الأدوار، فرفض بطولة «المصراوية»، وهذا ما حدث فى «زيزينيا الجزء الثالث»، حيث رفض د. يحيى بطولته وقال إن ملامحه تغيرت وسنه تقدمت فلم يخرج للنور، ومسألة الأجزاء المتعددة التى قدمها والدى كانت سمة من سمات بعض مسلسلاته ولم يكن هدفها استثمار النجاح، بل كان كل جزء بمثابة فصل من فصول متعاقبة تعالج موضوعًا معينًا.

وهو كان يكتب ويترك اختيار الأبطال للمنتج والمخرج، ولكن أحيانًا كان يبدى رأيه فى اختيار الشخصيات ويتم الاتفاق بينهما، وخلال السنوات الأخيرة بدأت مقاييس الإنتاج تختلف ولم يعد يتدخل كثيرًا فى اختيار الأبطال.

■ هل شعر بالتهميش فى الفترة الأخيرة؟

- نعم عانى من التهميش منذ ٢٠٠٤ تقريبًا، فعمل مثل «كناريا وشركاه» مسلسل محترم، ولكن كان يعرض فى قنوات لا يعرف عنها أحد، ولم تتم إذاعته فى أماكن أخرى بسبب الحملات الصحفية ضده، ومع الوقت تم اتباع سياسة التجاهل الإعلامى تجاهه وعدم الحديث عن مسلسلاته بالخير أو الشر.

وبدأت هذه المرحلة من ٢٠٠٥ وأصبح لا ذكر لأسامة أنور عكاشة فى أى وسيلة إعلامية، وكانت مقالاته فى هذا التوقيت صعبة للغاية، لم يكن معارضًا سياسيًا ولكن كان ينتقد الأوضاع كمثقف، وكان ضد التوريث، وتنبأ بحدوث تغيير فى نظام الحكم وبقيام الثورة وبأن الجيش سوف يتدخل لحسم الأمر، وقد تحققت نبوءته بالكامل. 

■ ما الأعمال الفنية التى تشبه حياة أسامة أنور عكاشة؟

- ملامح شخصيته كانت فى مسلسلات كثيرة، كنت أراها فى تجسيده شخصية زوجة الأب، فكان دور أنيسة التى تربى مثل الأم من الحنية، ووفية فى «امرأة فى زمن الحب»، وهدى سلطان فى «زيزينيا»، فهو عاش مع زوجة الأب وشعر بالحنان معها لذلك جسد هذا، وشخصية على البدرى وسليم البدرى، ملامح شخصيته الشياكة مع فكرة التناقض، وروحه أيضًا، وحسن أرابيسك، وهذه أكثر الشخصيات.

■ عندما بدأ يسطع نجمه فى عالم الشهرة وأنتِ طفلة.. هل كان الأطفال المحيطون بك والمعلمون يستوعبون ذلك؟ وكيف كانت المعاملة معك؟

- كنت خلال هذه المرحلة فى الابتدائية، فكان الطلاب يقولون لى «مش ده باباكى اللى بيظهر فى التليفزيون»، وفى المرحلة الإعدادية بدأ والدى «يتعرف»، وكان زملائى يتحدثون معى على أن والدى ممثل وكان هذا الأمر يمثل لى لخبطة، وفى مرحلة الجامعة بدأ الموقف يتخذ ضدنا بشكل عدوانى، فكان زملائى يقولون عندما أجلس فى مكان وحدى من الخجل إنى مغرورة علشان بنت الكاتب عكاشة، واتهمنا بالكبرياء، فعانيت منها فترة، ولا يعرفون أن والدى ربانا على التواضع، فكان والدى كى يكسر حدة هذه النظرة كان يحضر معنا بعض الاحتفالات.

وفى مرحلة الجامعة بدأ والدى ينغمس فى الكتابة أكثر، فكنت أرى أحيانًا الفرح من البعض لأنى بنت أسامة عكاشة، بينما يصفنى البعض الآخر بالمغرورة، على الرغم من أن والدى كان لا يحب المظاهر ولم يهتم بها، فكنا من أسرة متوسطة الحال، وهو ابن بلد، وعندما كنا ننزل مع والدى الشارع كانت تبدو على ملامح الناس السعادة، وكان هو أيضًا سعيدًا بهم وبكلماتهم التى يستمد منها القوة.

وفى شهر رمضان كان والدى ينزل بعد الفطار كى يرى رد فعل الناس على العمل الفنى، وكأنه يريد أن يعرف تقييم الناس له وهل نال إعجابهم أم لا، وعندما يحضر ندوة بعد الفطار فى رمضان كان يجد إقبالًا كبيرًا من الناس على ندوته، ناس من خارج الوسط الفنى والصحفى مبسوطة ومنبهرة به، فكان يتعامل معهم بتواضع للغاية.

■ هل وجدتم أعمالًا فنية مكتوبة غير فيلم «الباب الأخضر»؟

- بالتأكيد، وجدنا فيلمًا كاملًا بعد رحيله فى شقة أخى الراحل المخرج هشام عكاشة، فـ«الباب الأخضر» كان مكتوبًا منذ فترة، وكان قد يئس أن يخرج للنور فلذلك ركنه، وعندما وجدناه، وعندما تحدثت عنه فى لقاء إذاعى، بدأت الأنظار تلتفت إليه، وأن الذى خلق عودة ظهور أعمال لأسامة عكاشة هو حديثى عنها مع الإعلامى يوسف الحسينى فى الإذاعة، وبالصدفة أخذت سيناريو جاهزًا لوالدى، وحكيت عن «الباب الأخضر» و«الإسكندرانى» وأفلام أخرى، وهى: غزال شارد، وقلب الفيل، وعادل يذهب إلى البحر، أما الأعمال الدرامية فتحدثت عن حلقات مكتوبة من «تنابلة السلطان»، وكان فيه مسلسلات مكتوب بها معالجات، ومسلسلات مشاهد بسيطة للغاية، وهناك شخصيات فنية ومخرجون ومنتجون حدثونى عن أعمال لوالدى وأبدوا رغبة فى قراءتها.

هل هناك أعمال لأسامة عكاشة سوف تعرض فى رمضان المقبل؟

- حتى الآن لم يتم تحديد شىء، فهناك جهات كثيرة تحدثت معى عن إنتاج الأعمال التى وجدناها بعد رحيل والدى، ولكن لم يتم تحديد أى تفاصيل حتى الآن.