رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

راجح داود يكشف سر الاحتفاء بمدير مكتبة الإسكندرية فى الأوبرا

الموسيقار راجح داود
الموسيقار راجح داود

أعرب الموسيقار الكبير راجح داود عن سعادته البالغة بإحيائه حفلًا موسيقيًا ضخمًا، أهدى فيه مؤلفاته للدكتور مصطفى الفقى، وذلك مساء اليوم، بمشاركة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو ناير ناجى، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

 

سر الاحتفاء بالمفكر مصطفى الفقى

كشف داود عن السر وراء الاحتفاء بالدكتور مصطفى الفقى، واختص «الدستور» بنشر كلمته المقرر أن يلقيها اليوم قبل انطلاق الحفل قائلاً: الدكتور مصطفى، مثقف ومفكر رفيع، تعاملت معه عن قرب في الآونة الأخيرة، لتتكشّف لي جوانب غير تلك التي نقرأها عنه في الصحف والحوليات وعلى مواقع الإنترنت، فهو ليس ذلك السياسي الذي يغيب أحيانًا، ثم يخرج علينا بطرح مقولات وأفكار سياسية تثير جدلًا، وتصبح علامة تجارية سياسية باسمه، بينما كان كل ما طرح ليس أكثر من "تساؤل" أو "فكرة" صغيرة، تظنها أبسط من البساطة؛ إلا أن عمق محاورها وتعقّد جوانبها يدفعان كبار الكتاب والمشاهير والسياسيين إلى الاشتباك معها كحجر يلقيه الدكتور مصطفى في مياه الحياة السياسية الراكدة، فيثير توافقات وخلافات ومواءمات ينعش بها الحياة السياسية بفكره ومعرفته وخبرته «كان ذلك ما أعرفه قبل أن ألتقيه».

 

ماذا قال راجح داود عن مصطفى الفقى؟

أضاف الموسيقار الكبير: "ما أسرني حقاً في صديقي العزيز الدكتور مصطفى الفقي كان اهتمامه الأبوي الحميم بأطفال المدارس الحكومية في الإسكندرية ومحيطها، ليقينه أن المستقبل لهم وبهم ومن أجلهم، وأن كل ما نقدمه جميعًا من مثقفين وفنانين وسياسيين إنما نقدمه من أجل هذا المستقبل، الذي هو مستقبل الوطن الحقيقي، حيث تعود كلمة "الحقيقي" على كليهما "المستقبل" و"الوطن"، وخلال سنوات عملي بالقرب من الدكتور مصطفى الفقي ظل داعمًا صلبًا لكل أفكار الحفلات والمعارض وسائر الفعاليات الثقافية من أجل أطفال المدارس في الإسكندرية والمحافظات المجاورة، فهو يدرك بفطنة المفكر الخبير أهمية الجمال، ومعنى أن يصادف الطفل في طفولته حفلًا موسيقيًا رفيع المستوى، أو يشاهد عرضًا مسرحيًا ممتعًا، فلا ينساه طوال حياته، ويظل طوال عمره أسيرًا للفن والجمال والخلق الرفيع.

وتابع داود فى تصريحاته "أسعدتني أيما سعادة أنباء حصول مكتبة الإسكندرية، التي أشرف بالعمل فيها، على جائزة الشيخ زايد لهذا العام 2022 في مجال الكتاب والنشر، وهى الصرح والمنصة والمنارة وأكبر مؤسسة ثقافة عربية أنشئت بعد عشرين قرنًا من احتراق المكتبة القديمة على يد الجهل والعبث والتخبط والفوضى والعشوائية في لحظة مأساوية من تاريخ الحكم الإغريقي للإسكندرية، ملتقى الحضارات والثقافات والبشر دائمًا كانت ودائمًا ستكون؛ تحتفل المكتبة "الجديدة" في نفس الوقت، بمرور 20 عامًا على إنشائها، وقد دشنت احتفالًا يليق لا بعظمتها وقيمتها كصرح ثقافي محلي وإقليمي ودولي فحسب، إنما يليق بقيمة وعمق وثقافة مديرها الحالي، المفكر المستنير، الدكتور مصطفى الفقي، أطال الله عمره، ومتعه بالصحة والعافية.

إنه لهذا الفكر المستنير، وتلك الشخصية الراقية التي تدرك معنى وقيمة وتأثير الجمال على الإنسان، أهدي حفلي المتواضع، إلى الصديق العزيز، الدكتور مصطفى الفقي. 

برنامج حفل الموسيقار راجح داود بالأوبرا

ومن المقرر أن يبدأ الحفل فى الثامنة مساء، بمشاركة العازفين محمود عبد الفتاح (عود)، شريف إسحاق (بيانو )، ماجد سرور (قانون)، هاني البدري (ناي)، سمير عزمي (غناء)، محمد العشري (باص جيتار)، حازم عبدالقادر (درامز)، هاني بدير (إيقاع)، صفاء عبدالرحمن (فلوت)، أميرة أحمد علي (فيولينة)، بستان مجدي (غناء)، راجح داوود (أورغن) ومنها ترنيمة الصلاة الأخيرة، ابتهال، حوار، عصافير النيل، رسائل البحر، الرجل الثالث، باسكاليا، تقاسيم، وشوشة الورد، نصر السماء، أسلحة دمار شامل، هوانم جاردن سيتي ورجل في زمن العولمة، إضافة إلى مهرج السيرك للأوركسترا التي يهديها إلى زوجته.

يشار إلى أن راجح داود أحد أهم واضعي الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما المصرية، أستاذ بالمعهد العالى للموسيقى، حصل على بكالوريوس الكونسرفتوار في التأليف الموسيقى عام 1977 ودبلوم الدراسات العليا وشهادة الفنون العليا من أكاديمية فيينا للموسيقى، حاصل على العديد من الجوائز المهمة منها جائزة الدولة التشجيعية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1996، جائزة في المهرجان القومي للسينما الروائية وجائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2003 وغيرها.

أما د. مصطفى الفقي فقد أثرى الحياة الفكرية والعلمية بما يزيد على الأربعين كتابًا، إضافة إلى مئات الدراسات العلمية المنشورة في الدوريات العلمية المحكمة العربية والأجنبية.  

يأتي تخصص مصطفى الفقي الدقيق في فلسفة العلوم السياسية؛ حيث تناولت أعماله النظم السياسية والشأن الديني والطائفي وغيرها، وتميزت كتاباته بالطابع التحليلي النقدي، والأسلوب الأدبي السلس.