رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل من علاقة النجيبين.. ماذا كتب "سرور" عن "محفوظ" رغم خلافاتهما؟

نجيب سرور
نجيب سرور

"أى قوة لا تستطيع إلغاء الكاتب الحقيقى بدليل بقاء أعمال محفوظ رغم محاولات تهميشه وتجاهله" هكذا قال الشاعر الراحل نجيب سرور، الذي تحل ذكراه اليوم، عن الأديب العالمي نجيب محفوظ في كتاب "رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ"، الذي أصدرته دار الشروق للنشر والتوزيع عام 2007، كما أوضح أن "محفوظ قدوة لكل المخلصين لفنهم.. ليوقنوا كما أيقن هذا الرجل أن قوى العالم أجمع لا يمكنها أن تقتل فنانا أصيلا.. وأن نقاد العالم أجمع لا يستطيعون أن يخلقوا من الأقزام عمالقة ولا من العمالقة أقزاما وأن النصر فى النهاية للإخلاص والإصرار والثقة بالنفس واحترام الكلمة".

ورغم أن العلاقة بين نجيب سرور وأديب نوبل مرت بالعديد من التحولات، ووصلت في أحيان كثيرة إلى ذروة التصعيد والخلاف، فاعتبره "أديب السلطة"، أى سلطة في إشارة إلى أنه كان مع النظام الملكي في مصر قبل سقوطه، ومن ثم أصبح من المصطفين مع النظام الجمهوري بعد ثورة يوليو 1952، كما كان كثير الانتقاد لمواقفه، إلا أنه نظرا لتميز نجيب سرور في النقد الأدبي والمسرحي، وكان يعتاد على كتابة المقالات النقدية ونشرها بعدد من الصحف والمجلات، فكتب أيضا عن ثلاثية نجيب محفوظ، التي أشاد بها مؤكدا أصالة محفوظ الفكرية والإبداعية، بجانب تواضعه وإخلاصه وصبره، وكراهيته للإعلان عن الذات.

ويعد "رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ" دراسة، يأخذنا نجيب سرور في رحلة شيقة في الثلاثية، ونشرت فصول من هذه الدراسة في مجلة "الثقافة الوطنية" اللبنانية عام 1959، وأنجز نجيب سرور فصولا أخرى منها حتى 1963، ثم جمعت، وقام بتحقيقها وتقديمها في كتاب محمد دكروب عام 1989.

وفي الكتاب قال نجيب سرور: "مهمتنا صعبة" بل غاية فى الصعوبة، فالرواية "بين القصرين" والروائى هو "نجيب محفوظ" فلتدخل إلى ما بين القصرين إلى عالم نجيب محفوظ، هذا العالم الرحب الشامل العميق الكبير المزدحم بمشاكل الفن ومشاكل الحياة، ولنعد أنفسنا للرحلة، فهي رحلة طويلة مع قلب يحتضن التاريخ.

وليس هذا فحسب؛ فكان مقهى ريش - الذي يقع بالقرب من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، والذي تم تأسيسه عام 1908، على أنقاض قصر الوالي محمد علي باشا- ليس كغيره من المقاهى، فقد كان شاهدا على بعض الذكريات التي جمعت بين نجيب سرور ونجيب محفوظ، كما شهد مناقشات عديدة بين الكثير من الأدباء والمثقفين.

وكان نجيب محفوظ يعقد ندوته الأسبوعية، عصر كل جمعة منذ عام 1963، بأحد أركان المقهى، ويلتقي مع عدد من الأصدقاء، وفي نفس اليوم ايضا كانت تعقد ندوة الشاعر نجيب سرور، الذي كان يأتي إليه سيرا على الأقدام، بحضور أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله، وغيرهم من الشعراء.