رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع احتفالات الكنيسة بها.. رحلة العائلة المقدسة لمصر في كتابات المؤرخين

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الأربعاء، بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر. 

ويترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح غد، احتفالات ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر بكنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة سخا بكفر الشيخ، وذلك عقب ترؤسه مساء اليوم صلاة العشية بدير القديسة دميانة بالبراري.

وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، في دراسة له: «إنه حظيت رحلة العائلة المقدسة، باهتمام العديد من الكتاب والمؤرخين الذين أهتموا بتحقيق، وتوثيق مسار الرحلة في مصر ابتداء من منطقة الفرما بالعريش حتي منطقة دير العذراء بجبل الدرنكة بأسيوط».

وذكرها المؤرخ بلاديوس أسقف هلينوبوليس، الذي زار مصر أواخر القرن الرابع الميلادي حيث  قال إنه تقابل مع قسيس يدعي «أبولون»، وقال عنه: «لقد تقابلنا مع قسيس أسمه أبولو عاش في اقليم الصعيد في منطقة الأشمونين، حيث جاء المخلص مع القديسة مريم ويوسف»- كما ذكرها أيضًا المؤرخ سوزومين (400- 450 م تقريبا)، وتكلم عن وجود شجرة لبخ بمدينة الأشمونين. 

غير أن أقدم مصدر موجود تناول مسار الرحلة بالكامل؛ هو الميمر، وميمر كلمة سريانية معناها سيرة أو ذكرى، وذلك الميمر كتبه البابا ثاؤفيلس بطريرك الكنيسة القبطية رقم 23، ولقد كتبه باللغة القبطية؛ ثم ترجم إلى اللغة العربية علي يد القمص يعقوب، رئيس دير المحرق، يوم السبت الموافق 18 نوفمبر 1284، وأقدم نسخة منه موجودة بمكتبة الفاتيكان تحت رقم (698 عربي)، ويرجع تاريخ نساختها إلي عام 1371، وأيضًا المخطوط الموجود تحت رقم (381/ 15 سير) بدير أبو مقار؛ ويرجع تاريخ نساخته للقرن الرابع عشر الميلادي؛ كما يوجد مخطوط محفوظ في دير المحرق، يرجع تاريخه للقرن 19 تحت رقم ميامر (12/42).

أيضا من المصادر الهامة التي أرخت لرحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر، هو نص الأنبا زاخارياس أسقف سخا (693- 723م)، وولد الكاتب في أسرة غنية لأب يُدعي «يوحنا»، كان يعمل كاتبا في الإدارة البيزنطية؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة، وترهب بعدها بدير يوحنا القصير بوادي النطرون، وهو أحد الأديرة المندثرة حاليًا، وبفضل علمه وتقواه اختاره البابا سيمون الأول، البطريرك رقم 42، أسقفًا لمدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ حاليًا؛ واستمر أسقفًا لمدة حوالي ثلاثين سنة؛ حتي توفي  ما بين عامي 723 و730 م تقريبًا.

وأحصى الأب وديع أبو الليف الفرنسيسكاني، 15 مخطوطة لهذا الميمر يُذكر منها مخطوط محفوظ في كنيسة القديس أبانوب بسمنود تحت رقم (نسخ 1502)، ومخطوط آخر محفوظ في دير أبو مقار تحت رقم تحت رقم (ميامر 67)؛ ومخطوط ثالث يوجد بالمتحف القبطي بالقاهرة تحت رقم (تاريخ 477)؛ كما توجد مخطوطة باللغة العربية موجودة بمكتبة كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة تحت رقم (123 مسلسل /  30 لاهوت)، وتاريخ نساخته يرجع لعام 1383م؛ وتوجد أيضا مخطوطة محفوظة في مكتبة الفاتيكان تحت رقم (عربي 170). 

ومن المصادر الهامة لرحلة العائلة المقدسة الميمر الذي وضعه الأنبا كرياكوس أسقف البهنسا، وللأسف يحوط الغموض الشديد بحياة هذا الأسقف، حيث يُذكر ضمن آباء النصف الأول من القرن السادس الميلادي، بينما يذكره آخرون ما بين القرن الثامن والعاشر الميلادي، بينما يضعه آخرون بين آباء القرن الرابع عشر الميلادي، وله ميمران عن دخول العائلة المقدسة إلي أرض مصر، الميمر الأول خاص بحلول السيدة العذراء بجبل القوصية المعروف بدير المحرق حاليًا، وأقدم نسخة منه موجودة باللغة العربية تحت رقم (236 عربي) بالمكتبة الوطنية بباريس ويرجع تاريخها للقرن الخامس عشر تقريبًا.

كان أيضًا من ضمن المؤرخين الذين كتبوا عن رحلة العائلة المقدسة؛ «موهوب بن منصور بن مفرج الإسكندري»، وهو أحد الكتبة الذين أكملوا كتاب «تاريخ البطاركة»، بعد ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين ففي خاتمة سيرة البابا كيرلس الثاني، البطريرك رقم 67، وفي خاتمة السيرة ذكر كشفًا بالمزارات وآثار العائلة المقدسة التي زارها؛ فقال عنها: «وأنا أذكر هنا ما رأيته وتباركت منه؛وآثارات سيدنا المسيح ووالدته السيدة مريم العذراء القديسة في عدة مواضع بأرض مصر منها كنيسة المعلقة؛ وكنيستها المعروفة بالدرج بمصر بني وايل». 

غير أن هناك مخطوطات أخري مجهولة المؤلف؛ منها مخطوطة ترجع للقرن التاسع الميلادي، محفوظة في مكتبة مورجان بنيويورك؛ تشير إلى رحلة العائلة المقدسة دون تحديد أماكن بعينها؛ كذلك أيضا توجد مخطوطة محفوظة بمكتبة الفاتيكان ومكتوبة باللغة القبطية؛ ولقد عثر عليها عام 1883؛ونسخ نسخة منها الأنبا أغابيوس بيشاي (1882 -1887) النائب الرسولي للأقباط الكاثوليك خلال الفترة من (1866- 1880)؛ وتتضمن إشارة لأسماء بعض المواقع ألتي يعتقد أن العائلة المقدسة قد زارتها.