رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب ثأر عمره 8 سنوات.. «سهرة حمراء» قادت شابا إلى حتفه

جثة
جثة

جلس الشقيقان في منزلهما بمنطقة الكيت كات بالجيزة يفكران في طريقة تعيدهما إلى مسقط رأسهما بالصعيد مرفوعي الرأس وسط أهالي بلدتهما، الذين اعتادوا معايرتهما ما أن تطأ أقدامهما البلدة بسبب مقتل والدهما وعدم أخذهما بالثأر حتى الآن رغم الزج بقاتله خلف الأسوار وصدور حكم بسجنه 25 عاما.

العقلية العقيمة التي مازالت ترى أن الثأر هو قتل القاتل أو أحد أفراد عائلته وعدم الاكتفاء بحكم القضاء ، كانت الدافع للشقيقان في قرار الثأر من قاتل والدهما القابع خلف أسوار السجن فقررا قتل شقيقه بدلا منه ووضعا خطة لاستدراجه وقتله، معتقدين أنهما بتلك الطريقة سيستعيدان شرفهما المفقود منذ عام 2014،عقب مقتل والدهما.

- طُعم نسائي

اعتمدت خطة الشقيقين على استخدام العنصر النسائي لتسهيل عملية استدراج الضحية، فاستعانا بسيدة ووالدتها أقنعاهما باستدراج الشاب لقتله مقابل الحصول على مبلغ مالي ضخم فاستجابت المتهمتان تحت تأثير المال.

 وكان السبيل الوحيد لاستدراج الضحية هو اللعب على وتر الشهوة فاتصلت به المتهمة الشابة من هاتف محمول بخط جديد اشتراه لها أحد المتهمين وأوهمته بإعجابها به ورغبتها في قضاء سهرة حمراء معه، فنجحت في إغوائه وبالفعل اتفق معها على موعد للقاء في حين كان الشقيقين يرتبان طريقة تنفيذ جريمتهما. 

 - تفاصيل البلاغ

 كانت البداية بتلقي الأجهزة الأمنية بالجيزة بلاغا، يفيد بالعثور على جثة شاب مجهول ملقى في الصحراء بدائرة قسم شرطة أكتوبر أول، وجه اللواء علاء فاروق مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة بسرعة فحص البلاغ ، لبيان ملابساته وتبين من الفحص الأولي أن الجثة لشاب في العقد الثالث من العمر لا توجد به إصابات ظاهرية فتم إخطار النيابة العامة التي قررت نقله لمشرحة زينهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة بإجراء عملية التشريح والتصوير لتعميم نشرة بمواصفاته على أقسام الشرطة بالجمهورية. 

- خصومة ثأرية عمرها 8 سنوات 

شكل اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة للمباحث فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة وتوصلت التحريات بقيادة العميد عمرو البرعي،  رئيس مباحث قطاع أكتوبر إلى هوية المجني عليه وتحديد هوية الجناة حيث تبين إنهم شقيقان وسيدتين ونجل أحداهما وان الدافع وراء ارتكاب الجريمة خصومة ثأرية منذ عام 2014. 

- قتل على طريقة ريا وسكينة 

و أضافت التحريات برئاسة العقيد أحمد نجم مفتش مباحث أكتوبر أن الشقيقين عقب الحكم على قاتل والدهما بالسجن المؤبد 25 عاما قررا الاستمرار في السعي للأخذ بالثأر على الرغم من الحكم على القاتل ووضعا خطة لاستدراج شقيق المتهم فحصل أحدهما على رقم هاتفه وأعطاه لسيدة كي تتصل به وتغويه بقضاء سهرة حمراء . 

وبالفعل نفذت المتهمة الجزء الخاص بها من الخطة بعد استئجار شقة بمنطقة العشرين في فيصل لتنفيذ الجريمة ووقع المجني عليه في فخ السيدة اللعوب، وعندما توجه إلى الشقة وضعت له مخدر في شراب قدمته له وعندما بدأ في فقد الوعي ظهر باقي المتهمين وأجبروه على تناول دواء للقلب ثم حقنوه بجرعة أنسولين لتأكد من وفاته، إلا انه كان مازال حيا فكتموا أنفاسه بفوطة مبللة حتى فارق الحياة. 

وحمل المتهمون جثة المجني عليه وألقوا بها في صحراء أكتوبر وفروا هاربين، حتى نجحت قوة أمنية ترأسها المقدم إسلام المهداوي رئيس مباحث أكتوبر أول في ضبط المتهمين الذين اعترفوا بتفاصيل الجريمة كاملة، و تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة التي قررت حبسهم على ذمة التحقيقات.