رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاتبة السوداء فى المنزل الأحمر» رحلة سلوى بكر مع الكتابة

سلوى بكر
سلوى بكر

تنتمي الكاتبة والأديبة سلوى بكر إلى جيل ثورة يوليو 1952، دخلت مدارس القبة الإعدادية وكان من طلابها - المدرسة- الرئيس جمال عبدالناصر وسلوى النبوي المهندس، وعندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية وكان من ضمن زملائها في الفصل فريدة فهمي.

حكت الأديبة سلوى بكر في حوارها لـ "الدستور" أنها دخلت منظمة الشباب في عام 1966، وكانت لا تزال في المرحلة الثانوية، وكان جمال عبد الناصر وبن بيلا وعمر الشريف وعبدالحليم حافظ فتيان أحلامهن.

سلوى بكر

عملت الكاتبة والروائية سلوى بكر مفتشًا في مصلحة التموين، وقالت أثناء استضافتها عبر برنامج "رأي عام" على فضائية "ten": "سمحت لي الوظيفة بالتعرف على كم هائل من الخبرات الحياتية، والعلاقة مع القاع الاجتماعي، وآليات المواجهة للبسطاء مع التموين بوصفه وقتها سلطة هامة للناس".

وتدين سلوى بكر لهذه الفترة لتعرفها على نماذج إنسانية مصرية صميمة، بالإضافة إلى تعرفها على اللغة المنطوقة على ألسنة الناس التي دعمت ما كتبته. 

سلوى بكر

عملت الكاتبة والروائية سلوى بكر في الصحافة والنقد المسرحي، ووصفت تنقلها بين هذه المهام، بأنه انتقال عشوائي مثلما يحدث في المجتمع المصري بأكمله، لكن هذا التنوع والانتقال العشوائي سمح لها بالغنى والثراء وأضاف لها تجربة مختلفة مغايرة.

تكتب سلوى بكر دون أن تفكر في رأي الجمهور أو المتلقي، بل تكتفى بالمتعة في خلق العوالم وخلق الشخصيات وتأمل العلاقات الإنسانية، ولا تزال تتعامل مع الكتابة بمنطق الهواية، كما أنها اكتشفت بعد مشوارها مع الكتابة أنها لا بد أن تكون لمتلقي مجهول.

بدأت سلوى بكر الكتابة بالصدفة، إذ كانت في شارع بمنطقة الزيتون، ورأت رجلًا عاريًا تمامًا ينهمك في إصلاح إحدى فتحات المجاري ليصلحها، ولم يكن في خيالها أن يحدث هذا أبدًا، ومن ثم كان ذلك سببًا في أن تكتب مجموعتها القصصية الأولى. 

كان عمرها 22 عامًا، وبدأت في كتابة القصة القصيرة، دون أن تفكر في النشر، إلى أن أسسا شعبان يوسف ورفعت سلام مجلة كتابات جديدة، وسألها شعبان يوسف عن أحد الشباب الذين يكتبون القصة، فأعطت له كراسة ممتلئة بالقصص القصيرة، فقرأها يحيى الطاهر عبدالله، وطلب التعرف عليها. 

وحكت أنها تعرفت على بعض القراء، أثناء وجودها في مناسبة مناقشة أحد كتبها المترجم للغة الألمانية في منزل "بريخت"، وكانت أول كاتبة تقرأ في هذا المكان، وكتب الصحافة الألمانية يومها :" الكاتبة السوداء في المنزل الأحمر". قالت: "أنا داخلة قبل القراءة لقيت شابة شايلة روايتي العربة الذهبية وطلبت مني أوقع عليها، لأن جدتها الألمانية قرأتها وأعجبت بها جدًا". 

أحد الكتب

ألقي القبض على سلوى بكر وقضت 15 يومًا في سجن القناطر، وأثناء وجودها في عربة الترحيلات طلبت من الضابط الترفق كي لا تخسر حملها، فأجلسها بجواره في كابينة القيادة.

وأثناء وجودها في السجن كانت السجانة تترك ابنها الصغير مع السجينات يقضي الأسبوع معهن، وتأخذه يوم إجازتها، قالت: "كان ذلك الطفل بالنسبة للسجينات ثروة، بما يمتلكه من مشاعر أمومة". وكانت تلك الفترة التي كتبت فيها المجموعة القصصية "العربة الذهبية".

بخصوص حصولها على الكثير من الجوائز الأدبية، أكدت أنها تعتبر جائزة الدولة ذات قيمة خاصة وتقدير خاص، فحصول الأديب على جائزة وطنه، أمر مختلف تمامًا، ولا يمكن مقارنته بحصوله على أي جائزة أخرى.