رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حقيبة السيد إكس» قصص وشخصيات تريد محو الماضي كي تُحرر المستقبل

حقيبة السيد إكس
حقيبة السيد إكس

صدر حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع المجموعة القصصية “حقيبة السيد إكس” للكاتبة العراقية صبا مبارك في في 104 صفحة من القطع المتوسط.

يواجه القارئ في مجموعة "حقيبة السيد إكس: شخصيات يثقلها الواقع الذي صممه الآخرون كي يعيش الإنسان فيه وفقاً لما يمليه عليه الروتين، والظروف القائمة، والمجتمع. مما يدفع أبطال هذه القصص الخمسة عشر للمواجهة، واختيار طريق آخر، لم يسلكه الآخرون.

اختيار الذات أمر صعب، إنه يشبه التضحية بالآخرين، بالماضي، بالذاكرة، وهو ما تنقله الكاتبة ببراعة من خلال أسلوب يطغى عليه السرد، ولا يخلو من الخيال الذي يساعد القارئ على التماهي مع القصص وأبطالهافالبطلة في قصة "صندوق أسود" مثلاً، هي امرأة سئمت إعادة إنتاج حياتها وفقاً لما عاشته والدتها وجدتها ونساء أخريات من عائلتها، إنها ترتدي ذات ملابسهن، تجلس في أماكن جلسن فيها، ومحاطة بأشخاص كانوا يحيطونهن من قبلها. وكأنها مجرد طيف لنساء عائلتها، وتقاليدهن. وهو ما سوف يجبرها في النهاية إلى إحراق كل ما يخص ماضيها (مجازاً) من أجل أن تولد من جديد، وتحصل على فرصة لاختيار حياتها بحرية. 

في المقابل، وكما في الواقع، فإن قصص المؤلفة لا تملك كلها نهاية جيدة تتمكن فيها الشخصية الرئيسية من تحقيق ما تصبو إليه، وهو ما تظهره الكاتبة من خلال قصة “وقائع حفل المواطنة” مثلاً، حيث شخص يسافر، يترك بلده، ويقوم بعملية محو ممنهجة لهويته وذاته، لأفكاره، لذكرياته، وربما لمبادئه، من أجل أن يصبح جزءاً من مجتمع آخر. إلا أنمه يقابل بالرفض في النهاية. رغم كل ما فعله، حيث تقود القصة إلى فكرة فلسفية تتمثل في أن قبول الذات، هو الخطوة الأولى في الحصول على مكان في هذا العالم. 

وبصورة عامة، تحمل هذه القصص مجموعة من الهموم الإنسانية والقضايا الاجتماعية المعاصرة، التي عالجتها الكاتبة بلغة أفكار طغت عليها الدلالات والرمزيات. تاركة للقارئ حرية الخيال، كي يكون جزءاً من كل قصة.

وقد سبق وصدر للكاتبة عن دار فضاءات، رواية العين الثالثة، ورواية من ذاكرة الصور ،وصانعة الحلام مجموعة قصصية.