رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المولود» قصة «جي دي موبلسان» عن الحب الأول

جي دي موبلسان
جي دي موبلسان

«المولود» واحدة من قصص الكاتب الفرنسي الشهر «جي دي موبلسان»، وتحكى عن تقلبات النفس البشرية وظن الإنسان أنه يستطيع التغلب على ماضيه ونسيانه إلا أن الماضي يعود ثانية فيطرق أبواب الحاضر ويؤثر في المستقبل دون حول منا ولا قوة، كما أن الحب أقوى بكثير من منطقية العقل. 

تفاصيل القصة 
يحكى «موبلسان» عن مسيو جاك الذي كان له عشيقة واتخذ قرارا بلا رجعة أنه لن يتزوج قط، لقد أعجبته حياته على هذا النحو، وبينما هو على الشاطئ لمح فتاة جميلة القوام والمحيا، فاقترب منها وتجاذب معها أطراف الحديث ثم تعرف على والديها ليكون له حجة في رؤياها فكان له ما أراد وهنا نقض جاك عهده بألا يتزوج.

كان جاك صريحا حيث أخبر والد الفتاة أنه كان مرتبطا بامرأة أخرى وقرر الابتعاد عنها نهائيا ويعتبر ذلك عهدا وميثاقا لكي يوافق الأب على زواجه من ابنته. 

رفض جاك قراءة كل الرسائل التي جاءته من عشيقته، وكرر طلبه لوالد المحبوبة 8 أشهر حتى وافق الرجل على الزيجة. 

وفي ليلة العرس وصله خطاب من شخص غريب ولما بدا يقرا سطوره في صمت، قال لعروسه إنه خطاب من صديق يعاني سكرات الموت بالمستشفى واستأذنها في زيارته وأقسم لها أنه لن يتأخر أكثر من نصف ساعة.

ثم يوضح «موبلسان» بأن الخطاب كان من ممرض بالمستشفى يخبره أن عشيقته في النزع الأخير، ولما دخل عليها غرفة المستشفى وجد بجوارها طفلها أقسمت له وهي في منتهى الضعف أن هذا الطفل ابنه، وماتت عشيقته ثم حمل طفله ودخل بيته فوجد عروسه ووالديها في انتظاره فقال لهم كل ما في الأمر أنني رزقت مولودا من عشيقتي التي ماتت في المستشفى. 

جاءت نهاية «موبلسان» سعيدة حيث احتضنت العروس المولود بعد أن علمت أن أمه ماتت وقالت هو طفلنا. 

الهدف من القصة 
أراد «موبلسان» القول بأن الحب يقدر على صنع المعجزات وأن الإنسان مهما بلغ من القوة والجلد فهو ضعيف أمام نفسه وعواطفه، لقد ظن «جاك» أن بمقدوره أن ينسى حب الأول بحبه الثاني واستمر على ذلك 8 أشهر لكنه في الأخير لم يقدر وخلف وعده حين وجد محبوبته الأولى تحتضر، فود لو أنه لم يفارقها.