رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس السيسى: أنا فى تحدٍ لتلبية احتياجات الدولة والمواطنين وقادر على ذلك بفضل الله

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

 

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه فى تحدٍ لتلبية احتياجات الدولة والمواطنين، مشددًا على أنه قادر على ذلك بفضل الله، ومنبهًا إلى أهمية قضية الوعى، فى ظل أن الحفاظ عليها هو حفاظ على الدولة.

وكشف الرئيس السيسى، خلال كلمات له فى افتتاح مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى، عن تنفيذ خطة شاملة للسيطرة على الأسعار حتى نهاية العام الجارى، تتضمن إقامة مجموعة من الأسواق فى المناطق الخالية بالقاهرة ومختلف محافظات الجمهورية. 

نسعى لاستبدال المواشى المصرية بسلالات أخرى أعلى إنتاجًا فى اللحوم والألبان

شدد الرئيس السيسى على أنه فى تحدٍ لتلبية احتياجات الدولة والمواطنين، وأنه قادر بفضل الله على ذلك.

وكشف الرئيس عن مطالبته بتحديد الشركات المصرية المستعدة لزراعة ١٥ ألف فدان فى صوب زراعية، ضمن الـ٣٠٠ ألف فدان الجارى تنفيذها فى إطار مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى، خاصة بعدما أثبت القطاع الخاص قدرة كبيرة على إدارة عمله بكفاءة عالية، خلال السنوات الماضية.

وأوضح أن المشروعات التى تنفذها الدولة تتم من خلال المستثمرين. وبينما تتحمل الدولة البنية الأساسية لهذه المشروعات، يعمل المستثمر على الزارعة طبقًا للدورة الزراعية المناسبة له وللدولة.

ونوه إلى أهمية هذه الصوب الزراعية، فى ظل أن إنتاجها أعلى من إنتاج الفدان العادى، وتوفيرها أكثر من نصف المياه المستخدمة فى الزراعة العادية، فضلًا عن توفير فرص عمل. وتابع: «الحكومة منذ ٤٠ أو ٥٠ عامًا مضت كان يمكنها توظيف المواطنين، لكن هذا الموضوع تجاوزته قدرات الدولة حاليًا، فلم تعد قادرة على توظيف مليون شخص سنويًا».

وعَقَبَ الرئيس على حديث مدير مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى، بهاء الغنام، حول استخدام تقنيات «التجفيف»، قائلًا: «إن هذا الأمر يعيدنا إلى زمن سيدنا يوسف عليه السلام، عندما تم ترك القمح فى سنابله لتخزينه، أما فى حالة الحصاد، لن يبقى القمح سليمًا لمدة ٣-٤ سنوات دون أن يفسد».

وأضاف: «الذرة لا تتحمل التخزين لمدة ٤ سنوات وتفسد نتيجة الرطوبة، بينما الدول المتقدمة التى تصدرها إلينا تجففها حتى تتحمل عملية النقل والتصدير ثم التخزين بعد ذلك».

وواصل: «هذا الأمر لم يكن متبعًا لدينا من قبل، وكان يتم استهلاك الذرة فى حينها، لكن استخدام المجففات أتاح لنا الاحتفاظ بالمحصول فى الصوامع، بما يعزز قدرتنا من استخدامه على مدار العام دون أن يتعرض للتلف».

وطالب الرئيس بالعمل على توفير التغذية المناسبة للمواشى الموجودة لدى الفلاحين، التى تقدر بنحو ٢ مليون رأس من الماشية، بدعم من المصريين وكل من يهتم بهذا الأمر، سواء المجتمع المدنى عامة، أو مؤسسة «مصر الخير» وغيرها.

وقال الرئيس إن توفير التغذية المناسبة لرأس الماشية غير المطورة لتماثل المطورة، من شأنه أن يزيد الإنتاجية من الألبان إلى معدل يتراوح بين ٢٠ و٣٠ كجم يوميًا، مقابل ٧ كجم يوميًا.

وكشف عن رغبته فى استبدال المواشى بسلالات أخرى أعلى إنتاجًا، قائلًا: «لو استبدلنا ٢ مليون رأس ماشية لدى الفلاحين بالسلالات التى تحقق إنتاجية عالية، ستنتج المليون رأس من الماشية نحو ١٥ مليون كجم إضافية من الألبان، ليضاعف الفلاح ربحه من تربية الماشية من نحو ٢ لـ٥ آلاف جنيه».

وأضاف: «فيما يتعلق بإنتاج الألبان، فإن السلالات القديمة كانت تنتج ٧ أو ٨ كجم من الألبان، بينما السلالات الجديدة يصل إنتاجها إلى ٢٠ أو ٢٥ كجم، على الرغم من أن تكلفة تربية هذه السلالات الجديدة تساوى تقريبًا التكلفة نفسها لتربية القديمة، ما يعنى زيادة العائد من التربية».

وواصل: «الزيادة فى إنتاج الألبان يمكن أن نستخدمها فى صناعة الألبان المجففة من خلال إقامة مصانع لهذا الغرض، لتوفير هذه المنتجات للأطفال والمواطنين بأسعار مناسبة».

وشدد على ضرورة دعم أهل الخير البرنامج لتحسين سلالات الماشية لدى الفلاحين، بهدف العمل على تحسين حياة المواطنين، متابعًا: «البر ليس فقط أن أقدم طعام أو أنشىء مدرسة، لكنه أن نجعل المواطن يضاعف من ربحه».

وأكمل: «هذا على مستوى الفرد، أما على مستوى الدولة، فيتم تنفيذ برنامج وتوفير موارد لتنفيذ المشروع»، مشددًا على أهمية توعية الفلاحين بجدوى اقتناء سلالات جديدة من الماشية تستهلك نفس الغذاء وتحقق إنتاجية أعلى من الألبان واللحوم.

توجيه باستغلال الأراضى الخالية لإقامة 15 سوقًا فى القاهرة والمحافظات

كشف الرئيس عن إصداره توجيهات للحكومة والمحافظات بدراسة إمكانية استغلال الأراضى الخالية فى مناطق مثل مصر الجديدة أو مدينة نصر أو أماكن أخرى لبناء أسواق عليها، بهدف السيطرة على أسعار المنتجات حتى نهاية العام الجارى.

وقال الرئيس إن الدولة تتحرك من خلال برنامج سريع لإنشاء أسواق رئيسية وجذب تجار الجملة إليها، مشيرًا إلى افتتاح سوقين فى مدينة نصر، ومثلهما فى مصر الجديدة، إلى جانب ٣ أو ٤ أسواق فى المطرية والمرج، مضيفًا: «من الممكن تنفيذ من ١٠ إلى ١٥ سوقًا داخل الأراضى الخالية فى القاهرة والجيزة وباقى المحافظات».

ونوه إلى أنه فى حالة امتلاك المواطنين هذه الأراضى ستدفع الدولة مقابل الانتفاع بها حتى نهاية الأزمة الحالية، مشددًا على أن زيادة المعروض من السلع، وانجذاب المواطن إلى هذه الأسواق، سيؤدى إلى ضبط أسعار المنتجات عند تجار التجزئة، ومواجهة استغلال بعض التجار للظروف الحالية وغلاء الأسعار.

وأشار إلى سعى الدولة للسيطرة على أسعار المنتجات حتى نهاية العام، لذا تبذل جهودًا مكثفة كمؤسسات مع مجتمع مدنى وغرف تجارية وأسواق، من أجل حل هذه الأزمة وتداعياتها، موجهًا بدراسة وتنفيذ هذه الأسواق.

وقال الرئيس إنه «منذ نحو ٣ سنوات، اتجهنا نحو مصانع (قها) و(إدفينا)، وطلبت إقامة مصانع جديدة، مع الإبقاء على الإنتاج فى القديمة، من أجل حل الأزمات المتعلقة بشح السلع فى الأسواق».

وأضاف: «المنتجات لو موجودة مجمدة أو مبردة ستكون متاحة فى الأسواق»، مذكرًا وزير التموين برسالة كان قد وجهها له بألا يشغل نفسه بالحصول على أفضل الأسعار، لأن وقتها ستضيع الفرصة فى ظل الوقت الصعب.

وقال الرئيس موجهًا حديثه لمن يشاهد حجم الإنجازات التى تنفذها الدولة: «أنا لن أطلب منكم الفخر بما تحققه مصر، لأن ما نحققه مفروض علينا تنفيذه، لكن نحن سرنا فى مسارات أوجه إنفاقها مرتفع جدًا، وقد يرى البعض أن ذلك من منظور اقتصادى تكلفته كبيرة».

واستدل الرئيس السيسى على ذلك باستخدام مياه أحد المصارف فى منطقة «المكس» بالإسكندرية، وقال: «كان يتم تجميع مياه المصارف، ثم تُلقى فى البحر، لكن تم تجميعها وإعادة تدويرها لاستخدامها، ومهدنا الظروف لذلك، عبر إنشاء محطات رفع للتغلب على ميل الأرض كى تصل هذه المياه إلى محطة الحمام».

وأضاف: «يتم تجميع المياه فى محطات تجميع ثم إلى محطات رفع، وصولًا إلى محطة المعالجة، وبعد ذلك نوزعها على شبكة الرى من ترع ومواسير، وهو ما يحدث أيضًا فى رشيد، حيث تمت إقامة مأخذ له محطات رفع، وبعد ذلك تدخل المياه على الترع وشبكة نقل المياه، ومنها إلى الشبكة الفرعية للأرض التى نتحدث عنها وتضم ١.٢ مليون فدان».

ووصف الرئيس ما يحدث بأنه «فضل من الله»، الذى ساعدنا الله على تنفيذ كل تلك المشروعات، لافتًا إلى أن مشروع توشكى كان قد تم إيقاف العمل به، ليس عيبًا فى الاختيار أو التخطيط، ولكن لعدم القدرة على التنفيذ.

الحفاظ على الوعى هو حفاظ على الدولة المصرية.. والإعلام دوره كبير فى منع التدمير

دعا الرئيس السيسى إلى نشر خريطة المشروعات الزراعية التى يتم تنفيذها فى مصر بوسائل الإعلام المختلفة، حتى يرى المواطنون حجم تكلفة تلك المشروعات، ومن بينها زراعة ٢ مليون فدان بتكلفة ١٦٠ مليار جنيه.

وقال الرئيس السيسى إن محطات رفع المياه المستخدمة فى هذه المشروعات يتم استيرادها من الخارج، وتأثرت باضطراب سلاسل التوريد حول العالم، داعيًا رجال الصناعة للدخول فى إنتاج قطع غيار لتلك المحطات، من أجل إحلالها وتجديدها على مدى خدمتها.

وأضاف أن هذا يسهم فى إرساء سوق دائمة لتلك المحطات، نظرًا لأهميتها الكبيرة ووجودها فى مشروعات: «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى وتوشكى وسيناء، وهى مشروعات زراعية قد تصل قيمتها إلى ٥٠٠ مليار جنيه حتى الآن.

وتابع: «نحن نتحدث عن تكلفة تبلغ ٥٠٠ مليار جنيه لزراعة ٢ مليون فدان، بينما هناك دول أخرى تعتمد على الأمطار فى الزراعة، ولا يحتاج الأمر شق ترع وإقامة محطات رفع للمياه ولا محاور رى».

وأكمل: «ليس لدينا خيار آخر، وكل ما تم إنجازه فضل كبير من الله سبحانه وتعالى»، داعيًا إلى التحلى بالوعى من أجل الحفاظ على ما تحقق على أرض مصر من إنجازات ومكتسبات.

وفى تعقيبه على كلمة اللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أعرب الرئيس عن شكره لكل القائمين على مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى، متمنيًا الانتهاء من مراحل المشروع قبل عام ٢٠٢٤.

وقال الرئيس السيسى إن الدولة حريصة على الانتهاء من جميع تفاصيل المشروعات الزراعية قبل افتتاحها، مشيرًا إلى أن البنية التحتية لهذه المشروعات من شبكات رى وصرف وكهرباء وطرق يتم العمل عليها جميعًا بالتوازى، لضمان تشغيل الـ٢ مليون فدان بكامل طاقتها الإنتاجية.

وقدم الرئيس شكره للعاملين فى المشروعات الزراعية، سواء فى سيناء وتوشكى، أو فى «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى، إلى جانب مشروع «جنة مصر» لإنتاج مياه تمت معالجتها بمحطات معالجة ثلاثية متطورة، فى إطار حرص الدولة على الاستفادة من حصة مصر المائية والحفاظ عليها، على الرغم من ثباتها منذ ١٠٠ عام رغم النمو السكانى.

وتطرق الرئيس السيسى إلى قضية الحفاظ على وعى المواطنين فى ظل التطور الكبير فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، مشددًا على أن هدف الحفاظ على الوعى هو الحفاظ على الدولة المصرية.

ووجه الرئيس حديثه إلى الإعلاميين قائلاً: «إذا كنت إعلاميًا أو رجلًا يتحدث على مواقع التواصل، يجب أن تنتبه جيدًا كونك مسئولًا.. الهدف الذى تتحدث من أجله هو الحفاظ والتطوير.. يجب توخى الحذر حتى لا يصل أى شىء دون قصد يساعد على التدمير.. أنت فى النهاية تشكل وعيًا وفهمًا قد يكون غير دقيق أو غير حقيقى، وبالتالى يتم تحريك الناس فى اتجاه خاطئ».

ونبه إلى أن المواطن المصرى يمتلك وعيًا قادرًا على مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أنه لا يقلق حين يقول أحد إن كيلو البامية وصل إلى ١٠٠ جنيه، فالمواطن أكثر وعيًا من ذلك بكثير، لكن أن تضع هذا الأمر كمقياس- حتى إن كان حقيقيًا- فهذا لا يصح ولا يجوز، معقبًا بأنه لا يطالب بتزييف الحقائق، ولكن بتناولها بطريقة سليمة.

وضرب الرئيس السيسى مثالًا بحصار الرسول، عليه الصلاة والسلام، والصحابة فى شعب أبى طالب فى مكة لمدة ٣ سنوات، وقال إن سيدنا جبريل كان يأتيه بالوحى، ومع ذلك لم يطلب الصحابة من النبى أن يسأله أن ينزل الله لهم طعامًا أو يفجر المياه من تحتهم، حتى وصل بهم الأمر إلى أكل أوراق الشجر، مؤكدًا أن «أوضاعنا فى مصر أفضل من هذا بكثير».