رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

قدم المومياء.. قصة تيوفيل غوتيه عن الغرب وسرقة الفراعين

غوتيه
غوتيه

«قدم المومياء» هى واحدة من قصص الأديب والشاعر الفرنسى الشهير تيوفيل غوتيه. المولود فى اغسطس ١٨١١ والذى توفى فى أكتوبر ١٨٧٢. 

وكان غوتيه مبدعا حقيقيا متعدد المواهب، فهو روائى وقاص وكاتب مسرحى وصحفى وشاعر. ومن مميزاته  تغليب المصلحة الإنسانية على المصلحة الشخصية أو القومية، لذا خلد التاريخ عبارته الشهيرة التى يقول فيها: على المبدع أن يرى الأشياء الإنسانية وأن يفكر فيها من خلال نظرته الخاصة دون أي مصلحة شخصية أو مذهبية. 

وتعد قصة قدم المومياء من القصص التشويقية المباغتة التى لا تخلو من الفانتازيا. كما أن الكاتب كان متجردا عن قوميته لذا مجد الحضارة الفرعونية بشكل لائق. وهذا يتفق مع مقولته التى ذكرناها سالفا. 

تفاصيل القصة 

ذهب بطل القصة إلى حانوت فى بلاده يبيع التحف القديمة فأدهشه وجود قدم مومياء فرعونية محنطة فاشتراها من صاحب الحانوت بخمسة جنيهات، ثم ذهب بها إلى بيته، فوضعها فوق أوارق على مكتبه، ثم أخذ يتأملها ويتفحصها فوجدها ندية طرية وكأنه لم تبتر من ساقها، وبدا له أنها لم تطأ الأرض حافية فى يوم ما. 

هنا تخلى غوتيه عن واقعية القصة ليدخل بنا الى عوالم الفانتازيا حين اهتزت الغرفة وظهرت الملكة الفرعونية الجميلة مبتورة القدم تقترب من مكتبة، ثم تناجى قدمها وتلومها لانها تركتها وحيدة ،فقالت القدم:  إن السارق الذى بترها باعها فى باريس واشتراها صاحب حانوت فباعها لهذا الرجل بخمسة جنيهات وعليكى ان تدفعى هذا المبلغ له كي يعيدنى اليك . وهنا يتدخل بطل القصة ويقول للملكة خذى قدمك يا سيدتى دون ان تدفعى شيئا . فتقوم بتركيب قدمها بسهولة كأنها ارتدت جوربا ،ثم اهدته قلادة وضعتها مكان القدم ، وبعد دقاىق أخذته إلى مصر حيث مقبرتها فى حضور  أبيها الفرعون، والعديد من الفراعين الذى احتفوا بعودة قدم الملكة.

وإكراما للشاب ساله والدها ماذا أهديك فقال أطلب يد الملكة، فقال الفرعون: كم عمرك فقال الفرنسى سبعة وعسرين عاما
فقال الملك : كيف لشخص فى هذا العمر القليل أن يتزوج من امراة عمرها سبعة ٱلاف عام؟ نحن أشداء مرت علينا قرون وقرون ومازلنا  اقوى من الحديد بينما انتم تتحللون بعد أيام من موتكم.

ثم ضغط الفرعون على كف الشاب فاختلطت أنامله بالخواتم التى يلبسها وهنا استيقظ الشاب فلم يجد القدم بل ووجد الهدية التى تركتها له، لينهى غوتيه قصته بطريقه مباغتة زادت القصة جمالا.

الهدف من القصة

أراد  الكاتب الفرنسي تيوفيل غوتيه من قصة قدم الموميا أن يقول ان الحضارة المصرية لا تضاهيها حضارة أخرى على مر التاريخ، وأن سرقة المومياوات والآثار الفرعونية عمل مجرم وغير مبرر وعلى اللصوص أن يعيدوا المسروقات إلى أصحابها.