رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طريق النجاح والت ديزنى.. من موظف مطرود إلى أحد أعظم فنانى العالم

والت ديزنى
والت ديزنى

والت ديزنى هو واحد من أهم رواد وصنّاع الرسوم المتحركة فى العالم، وصاحب الفضل فى تقديم العديد من الأفلام الشهيرة، التى ارتبط بها الجميع صغارًا وكبارًا، متسلحًا فى إبداعه هذا بالعديد من السمات الشخصية الفريدة، مثل الابتكار والإبداع والقيادة وريادة الأعمال.

ومنح التركيز على الابتكار والت ديزنى ميزة تنافسية سمحت له بالنجاح الكبير الذى خلّد اسمه بين شعوب العالم أجمع، وفى سبيل ذلك، تحمل- مثل غيره من رواد الأعمال- الكثير من المخاطر التى لا يستطيع الآخرون تحملها، لأنه يعرف تمامًا أن النجاح ممكن، إذا عمل بجد بما فيه الكفاية.

لكن هل تعلم أنه قبل هذا النجاح الكبير، واجه رجل الأعمال وصانع الأفلام الأمريكى العديد من الإخفاقات، وصلت إلى حد طرده من وظيفته فى جريدة «كانساس سيتى ستار» خلال مرحلة مبكرة من حياته، بداعى أنه «يفتقر إلى الإبداع»!. 

لكن «والت» أصر على مواصلة هدفه والذهاب وراء شغفه، وفى عام ١٩٢٢ أسس شركته الأولى باسم «Laugh-O-Gram» التى اتخذت من «كانساس» مقرًا لها، وتخصصت فى الرسوم المتحركة والأفلام الدعائية القصيرة، ورغم أنها لم تدم طويلًا وأعلنت إفلاسها فى العام التالى مباشرة، لم يستسلم «والت»، فحزم أمتعته وذهب إلى هوليوود وأسس شركة «والت ديزنى». 

ومن أهم السمات التى جعلت والت ديزنى ناجحًا قدرته الفائقة على التفكير خارج الصندوق، والتوصل إلى أفكار جديدة، وليس هذا سهلًا فى الأعمال التجارية، لكنه كان يثق فى نفسه وعلى استعداد لتحمل هذه المخاطر عندما يحتاج إلى ذلك. 

كما كانت لديه رؤية قوية طوال حياته، فعلى سبيل المثال، أراد إنشاء مكان يُمكن للوالدين من خلاله إحضار أطفالهما وقضاء وقت سحرى معًا، فساعدته رؤيته هذه فى إنشاء حديقتى «ديزنى لاند» و«مملكة السحر». 

وكان والت ديزنى مجازفًا، لم يتوقف عند اختراع واحد ناجح، وبحث دائمًا عن فرصته التالية، بعد مشروعه الأول، سلسلة «AliceComedies» التى تم بثها فى عام ١٩٢٣، أدى ابتكاره فى الإنتاج الصوتى إلى تطوير «Mickey Mouse»، الذى اقترضه من «Universal Studios» دون إذن. 

وأظهر والت ديزنى إصرارًا على عدم الاستسلام طوال حياته، حتى عندما بدا الأمر صعبًا أو بعيد المنال، وهذه المثابرة هى ما دفعته للاستمرار بعد طرده من وظيفته الأولى كرسام رسوم متحركة فى شركة «Kansas CityFilm AdCompany»، بداعى أنه «يفتقر إلى المهارات الاجتماعية». 

وكان على والت ديزنى أيضًا أن يكون مثابرًا بعد أن رفضته هوليوود عدة مرات، قبل أن يخترق العالم بتقديم خططه لـ«ديزنى لاند» إلى المستثمرين، لذلك يمكن اعتباره بأنه محارب مخاطر فى مجاله الإبداعى. 

وإحدى سمات والت ديزنى الأكثر قيمة هى إبداعه وابتكاره، فقد كان يأتى باستمرار بأفكار وابتكارات جديدة تساعده فى بناء عمله، فبحث عن الفرص التى لا يبحث عنها أى شخص آخر، وتمكن من خروج أفكاره الناجحة إلى العالم. 

واعتقد والت ديزنى، معظم حياته، أن اتباع أحلامك يمكن أن يأخذك إلى أماكن لم تتخيلها أبدًا، ومن هنا سار دربه، ما مكنه من خلال نجاحاته وإبداعه الذى فاق الحدود، أن يحصل على ٣٥ درجة فخرية، ووسام الحرية الرئاسى من الرئيس ليندون جونسون عام ١٩٦٤. وفى عام ١٩٦٥، حصل والت ديزنى على جائزة ألبرت لاسكر، لتأثيره الواسع والدائم على صناعة الترفيه، بعد أن لامست رؤيته وخياله قلوب وأرواح الناس من كل ركن من أركان هذا العالم، صغارًا وكبارًا على حدٍ سواء، حتى أصبح يُعرف بأنه أحد أعظم الفنانين فى تاريخ العالم.