رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

«بلاكمان الطيب بائع المعجزات».. قصة ماركيز عن الخداع الذى لا يدوم

ماركيز
ماركيز

“بلاكمان الطيب بائع المعجزات” هى واحدة من أروع وأبدع قصص الكاتب الكولومبي الكبير جابريل جارسيا ماركيز، والتى تحدث فيها الخداع الذى ينطلى على الكثير من الناس، كما بين أن الخادع شرير بطبعه، وإن بدا مهرجا وطيبا ولطيفا، وكتب ماركيز قصته بواقعيته المعروفة، وكان من الممكن أن تكون هذه القصة واحدة من خصص الفانتازيا لو أنها خطرت على بال كاتب آخر.

تفاصيل القصة

تبدأ قصة بلاكمان الطيب بائع المعجزات بحدث جلل. حيث بلاكمان العجوز المترهل، الذى يضع فى أصابعة العشرة خواتم من الذهب، تتوسطها أحجار ملونه من العاج.

ويقف بلاكمان فوق منضدة أمام ميناء سامتا ماريا ديل دارين الكولومبي، يهلل وينادي فى الجموع كي يلتفوا من حوله ليريهم عجيبة من عجائبه، وبالفعل تحقق له ما أراد.

وكان بلاكمان يضع أمامه بعض الزجاجات، وقال إن بها ترياقا لأشر أنواع الثعابين، وطلب أن يأتيه أحد الواقفين بأفعى المابانا، وهى أخبث أنوع الأفاعي كى يطبق التجربة على نفسه، فجاءه أحد الشخوص بها فقربها من رقبته فلدغته. وهنا تتصاعد الأحداث حيث ينتفخ جسد الدجال فتتمزق ثيابه فيقع على الأرض مغشيا عليه، فيقوم البعض بتغطيته كى يتم تجهيزة للدفن.

وفجأة يستيقظ بلاكمان فيندهش الجميع ويصفقون له ويشترون كل زجاجات الترياق. هنا يظهر البطل الثانى للقصة، وهو الرواى.

ويحكي عن علاقته بأستاذه بلاكمان الذى سأله وهو صغير ما هو حلمك فقال الطفل حلمي أن أصبح عرافا، فأخذه من والده ودربه على أفعال الحواة، وكان مقابل ذلك يعذبه عذابا شديدا. 

بين الراوي أن الأفعى لم تكن سامة، وأنه كان على اتفاق مسبق مع الشخص الذي أتى بها أثناء العرض، وأن سبب انتفاخه هو أكله من عشبة معينة. 

وأنهى ماركيز قصته بكره بلاكمان للحياة، وطلبه أن يطلق أحد رجال الحراسة فى الميناء النار على قلبه، ولما لم يفعلها أحد أتاه شخص بسم قاتل فمات على الفور، فجهزه تلميذه ودفنه فى قبر منفرد، وكان فى كل ليلة يذهب إلى قبره، ويضع أذنه على الجدار كي يسمع أنينه حين تعذبه الملائكة.

الهدف من الرواية

أراد ماركيز ان يقول إن الخداع لا يدوم طويلا، كما أراد أن يقول إن الإنسان إذا تلقفته يد الشر فى الصغر يصبح شريرا، وهذا ما حدث بالفعل مع الراوي الذي مشى على درب أستاذه، وتعلم فنون الدجل والسحر.