رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قرأ الفاتحة 100 مرة.. حكاية مشهد فى فيلم «الرسالة» للفنان عبدالله غيث وأنتونى كوين

عبدالله غيث وأنتونى
عبدالله غيث وأنتونى كوين

يُعد فيلم "الرسالة" واحد من الأفلام العالمية الشهيرة في تاريخ السينما العربية والعالمية، فكان صاحب فكرة فيلم الرسالة وزير الإعلام الكويتي سابقا محمد السنعوسي، وكاتب نص الفيلم هو الكاتب الإيرلندي هاري كريج، أما مخرج الفيلم فهو المخرج السوري الكبير مصطفى العقاد.

واستغرقت مدة كتابة الفيلم سنة كاملة في القاهرة، وبعد الانتهاء من كتابته عرض على المؤسسات الدينية، تم عرض النص أيضًا على هيئة كبار العلماء في السعودية والأزهر الشريف في مصر. 

وكان من المفترض أن النسخة الإنجليزية من فيلم الرسالة هي النسخة التي يقع عليها الرهان وهي الموجهة للعالم بينما النسخة العربية للاستهلاك المحلي فحسب، وفي لقطة "ردها علي إن استطعت'' كان الجميع ينتظر أن يبدأ النجم العالمي آنتوني كوين تصوير المشهد ولكن هذا الأخير فاجأهم بأنه يريد أن يتم تأجيل المشهد الإنجليزي وأن يمثل عبد الله غيث مشهده قبله.

وحول هذا الموقف، قال عبدالله غيث عن كواليس تصوير فيلم الرسالة بنسختيه العربية والإنجليزية، : "كان التصوير أولا بالمشهد الإنجليزي، وبعده العربي، قلت حلو قوي أنا هشوف أنتوني كوين بيمثل إزاي وأنا ممثل كويس يعني هعرف أقلده وإذا قدرت أضيف عليه حاجة هضيف، وإذا بأنتوني كوين يوم التصوير يفاجئني مفاجأة مذهلة، جاء السكرتير الخاص به قالي لو سمحت كلم مستر كوين، وقالي كوين أنا ليا عندك رجاء، أنا عاوزك تمثل انت قبلي لأني عاوز أتعلم منك كيف يكون الإنسان العربي، لأني لم أقتنع بتمثيل الممثلين الإجانب".

وأكد خلال سهرة عرضت حينها على القناة الثانية: "من شدة خوفي قرأت الفاتحة أكثر من 100 مرة، ولا أعلم من أين أتتني هذه السكينة التي بدت على في أول مشاهدي، فقد قمت بالتمثيل فيه على أكمل وجه، ووقتها أشاد كوين بأدائي وقال بعد تأدية مشهده عبد الله غيث أفضل مني".

 وعلى الجانب الآخر، قال أنتوني كوين عن عبد الله غيث: ''كل الممثلين يسعون إلى العالمية، إلا هو تسعى العالمية إليه".

من المواقف الطريفة التي حدثت بعد عرض الفيلم، أن الفنان توفيق الدقن كان حزين جداً من عدم مشاركته بدور في فيلم الرسالة الذي أخرجه مصطفى العقاد وحذفه من قائمة الممثلين بعد ما كان مرشحه لتمثيل أحد الأدوار المهمة ف الفيلم.

فبعد نجاح الفيلم بفترة قام أحد رجال الأعمال في القاهرة بعمل حفلة كبيرة للفيلم وكان من ضمن المدعوين المخرج مصطفى العقاد وتوفيق الدقن، فذهب توفيق الدقن إلى الطاولة التي كان يجلس عليها المخرج العقاد وبدون تحية قال له: “ممكن اسأل سؤال محيرني يا أستاذ مصطفى لمواخذه هو أنا ليه مكانش ليا دور فب فيلم الرسالة وأنا فنان مصري ومعروف زي ما أنت عارف وسمعتي زي البرلنت؟!”، فطلب العقاد من الدقن أن يهدأ ويجلس فرفض الجلوس وهو ينتظر الإجابة منه أمام الموجودين.

وقال العقاد: “أستاذ توفيق أنت فنان بارع وهذا أمر لايختلف عليه إثنان ولكن تعرف خصوصية الفيلم إسلامي ديني وانت أدوارك يعني فيها الشخص اللعوب الحرامي البلطجي السكير”، فرد الدقن بشكل ساخر وكوميدي: “والله عال العال يعني أنت كنت خايف على سمعة الإسلام مني مش كده”، فقال العقاد: “عفواً أستاذ توفيق الأمر ليس كما تظن”.

فقاطعه الدقن: “أظن أيه يا أستاذ ما الرسالة وصلت.. يا أخي كنت أخذتني مع الكفار طيب لما أنا سيئ السمعة وأنا راضي حتي خليني ابو لهب! ولا تكونش خايف على سمعة الكفار كمان وأنا مش دریان؟؟ أما عجایب! وضجت القاعة بالضحك”.

يشار إلى أن فيلم الرسالة عرض في عام 1976، وعرض بـ 12 لغة، وحقق نجاحًا كبيرًا، وشارك في التمثيل الفنان عبد الله غيث، وحمدي غيث، منى واصف، أحمد مرعي، محمد العربي، علي أحمد سالم، وسناء جميل، وباقة من نجوم الفن العرب والمصريين والأجانب.