رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نتعرف على الوصاية الهاشمية؟

…تمر القدس، بأصعب فترة من تاريخها الديني والحضارية والسياسي، ذلك أن خراب الحكومة الإسرائيلية، ينعكس، ربما الآن، ليعبر عن بيان صهيوني يهودي، يسعى استغلال وضع العالم لتهويد القدس، والتباكي على يهود العالم، هذا ما يلجأ اليه بينيت، راقصا على  الجراح.

*. ولكن الحقيقة لا يحجبها غربال.

.أن يكون نفتالي بينيت رئيسا لحكومة الاحتلال الصهيوني، يقود أئتلاف مأزوم، هش، فهذا امر داخل إسرائيل المحتلة، وعندما اقول محتلة فهذا يعني ان تيارات صهيوني تلمودية يهودية متطرفة، باتت تحتل إسرائيل بينيت، لتعلم للعالم ان هذة الكيان الاستعمارية، بات وهين المحبسين، :
*محبس الشعب الفلسطيني المحتل، الذي يقاوم ويدافع عن أرضه ووطنه ومقدساته. 
*محبس العصابات والأحزاب الصهيونية والتلمودية، التي تستمر عقل الحكومة والكنيست والشباك والمواد الاسرائيلي، عدا عن عصابات تؤمن بالهيل المزعوم في الحرم القدسي الشريف،وذلك وفق المعطيات التالية:


1-:وصاية سندها الشرعي.. والسياسي

أمام الأمم المتحدة ومنظماته الدولية، ووفق إرادة قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة التضامن الإسلامي، ومنظمات الاتحاد الأوروبي الإنسانية والاقتصادية والأمنية، إلزام إسرائيل، بأن تعترف بالحق الأردني في الوصاية الهاشمية، على أوقاف ومقدسات القدس، وفلسطين، وفق وصاية لها سندها الشرعي ومكانتها الحضارية والإنسانية والوقفية، التي أصرت المملكة الأردنية الهاشمية،ملكا هاشمي، الوصي، وحكومة ودولة، على أن تعترف اي حكومة إسرائيلية محتلة، بكل مداولات الوصاية الهاشمية، وبما يؤكد إرادة الملك الوصي الهاشمي، فوقّعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدّسات الإسلامية في المدينة، وتديرها عن طريق دائرة الأوقاف الأردنية . الإسلامية.. 
… 
2-:مواقف جامعة الدول العربية.. هل تكفي الادانة؟. 
أعربت الجامعة العربية عن استهجانها التام ورفضها الشديد لأية تصريحات أو مواقف إسرائيلية يكون من شأنها محاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للقدس.
كما استهجن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط محاولة انتهاك الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك، الذي يقصر حق الصلاة للمسلمين فقط، مما قد ينذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
.. عمليا، وبالنسبة لمواقف وتراث وازمات جامعة الدول العربية، ترى أن :أن الحديث عن أية سيادة إسرائيلية مزعومة على القدس الشرقية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية يمثل خرقاً سافراً للقانون الدولي، وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية، ولا يعتد أو يعترف به أحد.
وشدد أبو الغيط على موقف الجامعة العربية الثابت في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته في الدفاع عن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. 
.. ووفق كل ذلك، كرست، الوصاية الهاشمية مرجعية شرعية وقانونية وسياسية، مع الملك الوصي، نبل الكرم الهاشمي، وحفظ الأمانة، بل تحدى العالم من أجل صلاة هادئة، خاشعة، سندها الأمن والأمان في ظل وصاية هاشمية متوافقة، يؤمن بها الشعب العربي، الأردني، يدا بيد مع الشعب الفلسطيني وكل شعوب الدول العربية والإسلامية والعالم، والمنظمات الدولية والقانونية. 
3-:عرض عضلات.. 
لهذا، فالهرج وعرض العضلات الذي تلبس به رئيس حكومة الاحتلال المتهاوية، مجرد فراغ، فالوصاية على القدس لها موقعها وضرورتها، ومكانتها:"عربيا"و"أوروبياً"، عدا عن ايمان وإقرار الإدارة الأميركية بالوصاية الهاشمية ودلالاتها في حالة الصراع الفلسطيني، الإسرائيلي، والإسرائيليين، العربي، ذلك أن القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين المركزية، بعيدا عن أي اختلالات او أزمات. 
لهذا، فالملك الوصي، قومي الشكيمة، لا ينفعل، ولا يرنو نحو الشأن الداخلي الإسرائيلي، إلا فيما يتعلق بالدور الأردني والرؤية الملكية لحيثيات الوصاية الهاشمية وصون السيادة الأردنية على تفاصيل ما ورد في المعاهدات والوصية والرؤية الشرعية والقانونية ومسرات الوضع القائم في القدس، والحرم القدسي الشريف، وخصوصي المسجد الأقصى المبارك، وكل ذلك ضمن اهتمام وعناية وعين الملك الوصي، ورئيس وزراء الحكومة الأردنية والسلطات التشريعية في الدولة الأردنية وفقا للدستور. 
..ما يحدث في القدس العربية الإسلامية، يزيد الخوف، من نزوات حكومة بينيت وعنجهيتها المدمرة، وكل ذلك يراه العالم، واعلامي، تقف صحفنا ومؤسسات نا من اعلام ورقي ومواقع إعلامية وفضائيات ووكالة أنباء، والرأي، جريدة الوطن والملك الوصي.

4-:.. العين الأميركية . والواقع.

نقف مع القرار الدولي، المناط بالعين الأميركية، فقد توصلت الإدارة والرئيس بايدن، إلى وثائق مهمة، تكشف تهور حكومة بينت اليمنية المتطرفة وزعزعتها للأمن والسلام المجتمعي من خلال الاقتحامات العسكرية الأمنية للمسجد الأقصى، ومنع دخول أهالي القدس والمدن الفلسطينية بحرية إلى الحرم القدسي، ومحاولات خبيثة لتهويد وتدنيس القدس والحرم القدسي الشريف، عدا عن تغيير الوضع الديني والسياسي والأمني، القائم في القدس، وتحديدا في المسجد الأقصى المبارك. 
.. و الوصي الهاشمي، ايام ويعقد قمة ثانية، غاية في الأهمية مع الرئيس جو بايدن، واقطاب الإدارة  الأميركية، وهي قمة، كان جلالة الوصي، مهد لها بتوافق الأدوار العربية والإسلامية، مع مواقف محددة من وضع القدس، وما تسعى اليه حكومة بينت، في هذا المفصل التاريخي من قضية فلسطين، والدور الأردني في حق الوصاية ودور الولايات المتحدة، في تعزيز الرؤية الهاشمية، وحث الجانب الإسرائيلي، على الالتزام بالوضع القائم وعدم المساس بالقدس العربية وبأوقافها الإسلامية والمسيحية، 
أما أوروبيا، وأمام العالم قال المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، ، إن موقف الاتحاد الأوروبي الثابت والواضح، وهو لن يعترف بأي تغييرات لحدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الطرفان.

أيضا، وفي ذات المستوى الأوروبي،كانت   المستشارة الألمانية ميركل أشارت  إلى اهتمامها بجهود الملك عبدالله الثاني، وأشادت بدور جلالته في رعاية المقدسات في القدس والوصاية الهاشمية عليها، والتي اعتبرت أنها مَهمةٌ خاصة ومُهمة جداً.

5-:لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين،. 
في الحرص الملكي الهاشمي، أكد الملك عبدالله الثاني، ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما في ذلك تكثيف الجهود للتوصل لهذا الحل، كونه السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة»، والطبع يشمل حرص الملك، رؤيته للأمن والسلام في كل جيوسياسية الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي وأثر ذلك دوليا وأمميا.

كانت إشارات وتنبيهات الملك، ذات الخصوصية والرؤية الهاشمية الحرة النبيلة، التي تدعو، بل وتعمل دائما، من خلال قوة ومكانة المملكة الأردنية الهاشمية، وبنية وأمن وجيش الدولة الأردنية إلى بعث القدرات الحقيقية والقانونية والحضارية لمواصلة المملكة، بذل جميع الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحرم القدسي الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، من منطلق الأبعاد القانونية والحضارية التي تبنت وأوضحت الوصاية الهاشمية، بكل الإجراءات والتبعيات الإدارية والإنسانية، والحضارية، وهذا أمر موثق، فيه عمل أردني وعربي واسلامي، يستحق أن يكون محورا لمحددات وطبيعة العلاقة مع دولة الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي.

6-:.. القدس.. أمام الاستحقاق الأساس لصنع السلام.

الامتداد، بعيد المدى، لجولة الملك بين دول العالم، من أشهر وسنوات مضت، لها وزنها أميركا وفي المجموعة الاوروبية، التي حققت نجاحا مثيرا للجدل حول العالم، رصدت اصداءها، كبريات الصحف والمجلات والفضائيات ومراكز الأبحاث والدراسات في أوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية، واليابان والصين، عدا عن روسيا، وبذلك كان توقيت الحراك السياسي الاقتصادي، الأممي، لجلالة الملك، حاسما، لكي يتوقف المجتمع الدولي، والأممي، والولايات المتحدة  وحلف الناتو ، أمام الاستحقاق الأساس لصنع السلام ونبذ مستحيلات العلاقات الدولية، التي تسعى لتكون الفترة المقبلة، مرحلة استراتيجية جماعية، أوروبية أميركية، عربية، لمزيد من الضغوط على الكيان الصهيوني الإسرائيلي، لتوقيف الاعتداءات وعمليات الاستيطان، حماية للقضية الفلسطينية، ودعما لحق الشعب الفلسطيني، مثلما يبرز دور الحق الأردني الهاشمي، المدافع عن القدس، التي تتعرض يوميا لانتهاكات إسرائيلية، وكأنها-إسرائيل- تتعمد في هذا الوقت، الذي يدافع فيه الملك عن منظومة ومصفوفة سياسية فكرية، حضارية، تستمر في حماية القدس.

7-:.. تعمد بينيت اللعب بالنار

في مختبرات السياسة الدولية، أمريكيا وأوروبيا، وعربيا، ومع خصوصية دول مجلس التعاون الخليجي والعالم الإسلامي، بدت إسرائيل وحكومة بينت، في عمل (بالتأكيد متعمد) يصعد من انتهاكات الدولة الصهيونية للوصاية الأردنية على القدس، بل جندت عصابات متطرفة لتهويد القدس وجوارها.

أوروبا وأميركا وامميا، الانتهاكات الصهيونية الإسرائيلية بحق مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، لم تتوقف، بل زادت بشكل كبير منذ ما قبل/وبعد توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994، وصولا إلى اليوم وهذا ترصدة مختبرات ومراكز ابحاث أميركية وعالمية موثوقة.

وقفات ولقاءات الملك، الوصي الهاشمي، أشارت، إلى مصاعب  وخداع، وانهيار الشأن الداخلي لكل السياسة الإسرائيلية التي عملت طوال سنوات على تنوع مثير  من التصعيد الامني، واقتناص فرص التهويد والاقتحامات وزيادة الاستيطان وعمليات الملاحق الأمنية، لأهالي القدس ومدن الضفة الغربية، وهي نتيجة حتمية لأثر الاعتداءات الإسرائيلية على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية؛ أبرزها سياسة الاستيطان الصهيوني، والاقتحامات اليومية المتواصلة من قبل المستوطنين، والأمن الداخلي، والجيش الإسرائيلي،  والشاباك ،يرافق ذلك   إغلاق المسجد الأقصى(بالقوة) ومنع الصلاة فيه، واستدامة أعمال الحفريات أسفل الحرم القدسي، وصولا للمخططات الصهيونية الخطرة، على الأمن والسلام.

8-:.. في الطريق نحو القمة. 
مرحليا:قبيل قمة الملك الوصي الهاشمي عبدالله الثاني، والرئيس الأميركي بايدن، بات العالم، داخل حكاية القدس ورؤية الملك الوصي، الذي استعاد، ما تضمنته المادة التاسعة من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية بـ"وادي عربة»، بشأن الأماكن ذات الأهمية التاريخية والدينية، ثلاث نقاط رئيسية:

• أولا: سيمنح كل طرف الطرف الآخر حرية دخول الأماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية.

• ثانيا: وبهذا الخصوص، وبما يتماشى مع إعلان واشنطن، تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي (ستولي) إسرائيل أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن.

• ثالثا: سيقوم الطرفان بالعمل معا لتعزيز الحوار بين الأديان التوحيدية الثلاثة بهدف بناء تفاهم ديني والتزام أخلاقي وحرية العبادة والتسامح والسلام.

.. الوصي الهاشمي، عبدالله الثاني، لم يركن تاريخيا وسياسيا إلا على المد الهاشمي، للملوك الهواشم، والسعي نحو الأمن والسلام، وأن الأردن الشعب، والجيش، والملك القائد الأعلى، يعلي من الدور الأردني، الراقي، في وضع مستقبل العالم سياسيا وامنيا، محذرا من اي استقواء صهيوني، مرفوض تماما. 
.. أردنيا، الشعب والحكومة وأركان الدولة الأردنية مع الملك الوصي، مع القدس مدينة الأمن والسلام، وهي ذلك الخط الأحمر، الذي نراه الحق الابلج، الشرعي، الضامن لاستقلال وتأسيس الدولة الفلسطينية، لأن حكومة المملكة، تدافع بكل الثقل الهاشمي الصلب عن القدس ومقدساتها، ونحن الشعب الأردني، مع إرادة الملك النبيلة، ومع كل صوت  احرار العالم، الذين يراقبوا شراسة الاحتلال، وسياسة ضبط الأعصاب، حماية للمنطقة والاقليم، في ظل أزمات وحروب، ليس اخطرها الحرب الروسية الأوكرانية، ووضع عديد دول المنطقة في امنها وحروبها الداخلية، لهذا الملك الوصي الهاشمي، يخطو واثقا من حماية الهيئة للقدس، ومد داعم للأردن وإرادتنا الحرة.

9-:التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى .

في مقالته الاسبوعية، لفت د. اسعد عبدالرحمن، الوزير السابق في السلطة الفلسطينية، إلى خطورة الفكر الصهيوني الذي تتبناه حكومة بينيت، ومنه تسعى لتهويد القدس، وقال  بعنوان:"التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى .. بل ما هو أخطر":


"منذ سنوات، ومع افتضاح توجهات اليمين الصهيوني المتطرف سواء في الحكومة والمجتمع الإسرائيليين، ازدادت مقارفات جماعات ما يسمى "جبل الهيكل" وفي جزء كبير منها اقتحامات "المسجد الأقصى"، في محاولة لفرض الرؤية اليمينية المتطرفة وقوامها نقاط ثلاث: أولها، أن ما للمسلمين لا يتعدى المسجد القبلي، الذي هو فقط ما يمثل المسجد الأقصى، بحسب التعريف الإسرائيلي. وثانيها، كل ما تبقى من الحرم بعد ذلك هو مكان مقدس للطرفين، وليس للمسلمين فحسب. وثالثها، أن للشرطة الإسرائيلية تنظيم حق حرية العبادة للطرفين، والمسؤولة عن تقسيم ساعات الوقت اليومي لضمان حق كل طرف"!!

.. وعلل د. اسعد عبد الرحمن رؤيته قائلا:" كثيرة هي الأمور التي ترتبت على هذه النقاط الثلاث: فقد "سمحت" سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالصلاة الفردية والجماعية الصامتة لليهود، لحقها السماح بالصلوات العلنية لهم، بعد الدعم الكبير بصدور قرارات "قضائية" تتيح لليهود حق الصلاة في مكان "الهيكل المزعوم". وهنا تكمن الخطورة، فبعد هذه القرارات "القضائية" تعالت أصوات جماعات "الهيكل المزعوم" باعتبار ما سبق خطوات مرحلية على طريق هدم الحرم وإقامة "الهيكل" مكانه، ولم يعد هناك حديث إسرائيلي عن تقسيم مكاني بعد التقسيم الزماني الواقع!"!

.. وترك د. عبد الرحمن، فسحة لفهم أخطر مفاصل الأحداث الحالية في فلسطين المحتلة وقال:" ما يحدث في المسجد الأقصى ينطبق كذلك على كنيسة القيامة. فقرار الاحتلال الإسرائيلي فرض قيود وعوائق على وصول الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة القيامة للمشاركة في احتفالات "سبت النور"، ينضم إلى الاقتحامات والانتهاكات والاعتداءات على المصلين من قِبل قوات الاحتلال في الحرم القدسي الشريف، وبذلك تترسخ صورة واضحة عن الموقف الإسرائيلي ضد حرية العبادة والمعتقد، ومحاولات النيل من الرموز الدينية والتاريخية والحضارية لزهرة المدائن، بوصفها العاصمة الروحية والسياسية للفلسطينيين. الدولة الصهيونية بذلك تسعى إلى تغيير المعالم الدينية للمدينة المقدسة، بما يتلاءم مع مخطط تهميش طابعها الإسلامي - المسيحي، واختلاق معالم دينية يهودية، عبر الاقتلاع والإحلال المتواصل ضد الإنسان الفلسطيني."

.. وتابع، بحذر وذكاء مطلع:" لكن الأوضاع مرشحة للإنفجار في أي لحظة، خاصة مع دعوات جماعات "الهيكل المزعوم" لتكثيف الاقتحامات في ما يسمى "ذكرى الاستقلال" (النكبة الفلسطينية) يليها قريبا مسيرة رقص الأعلام خلال يوم ما يسمى بـ"يوم توحيد القدس"، وهي مناسبات قد تشعل الوضع من جديد، وكذلك هنالك الأعياد اليهودية الطويلة الممتدة من آب/ أغسطس وحتى تشرين الأول/ أكتوبر القادم، والتي ستكون مناسبة لإذكاء المزيد من التفجر".
.. وعن ما وصفه ب حرب الدولة الصهيونية على المسجد الأقصى،  قال د. عبد الرحمن:"فهي تؤيد وتحمي المقتحمين في محاولة لفرض سيادتها على المكان. فالصلاة لم تكن يوما هي الهدف الأول، حيث يتمثل الهدف في السيادة والسيطرة والملكية والمرجعية. والحل، بإجماع إسرائيلي، إحكام السيطرة على البقعة المقدسة. وفي كل الأحوال، وحده الوجود الفلسطيني على الأرض ومواصلة الهبات الشعبية، هو الضمانة لكبح المخططات الإسرائيلية مهما بلغت خطورتها، ولخلق بيئة ضاغطة يمكن استثمارها سياسيا ودبلوماسيا فلسطينيا وعربيا. فقد أثبتت الدولة الصهيونية أن البيانات والمناشدات، مهما بلغت شدة لهجتها لا تردعها كدولة احتلال عن ممارساتها ومخططاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة عمومًا، وفي القدس المحتلة على وجه الخصوص. وهي "دولة" لا تفهم سوى منطق القوة.". 
.. الواقع ينبئ بإنهيارات سياسية تطال الحكومة الإسرائيلية التي اختارت ان تقع بين نارين، وربما أكثر، ولأن بينيت يحاول حماية ائتلافه المتداعي، كسر رأس الدولة، المكسور اصلا فهي دولة احتلال عنصري يهودي، بحثا عن من يسانده ويمنع استقالة أعضاء التحالف القريبة.. 
..جيوسياسيا،ومن منطق الوعي السياسي والأمني، لا يمكن لأي دولة في المنطقة والشرق الأوسط والعالم، وحتى المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن،  التهاون بمحاولات إسرائيل تغيير الوضع القائم في القدس، لأن ذلك مرحلة أخرى من صراع، لن يتوقف.