رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وماذا بعد؟!

انقضى رمضان على خير، كل عام وأنتم بخير وينعاد على الجميع بالخير، خلص رمضان ومن بعده العيد وعادت الحياة إلى طبيعتها وعدنا لطرح السؤال من جديد، ماذا تحمل لنا الأيام في جعبتها؟ وماذا قدمنا لأنفسنا في سبيل مواجهتها؟! الحرب في أوكرانيا لازالت دائرة، بكل ما فيها وبها وبكل ما كان لها من تداعيات علي الاقتصاد العالمي الجريح الطريح المنهك، الذي نالت منه الجائحة وفعلت به الأفاعيل! لقد بدأ العالم معركته مع كورونا بالإغلاق والاحتراز، ثم انتحى منحى المواجهة مع المواربة، وكان قراره الأخير هو الفتح الكامل والتعامل بالمزج المعقول ما بين الحذر والتجاهل! لم تكن بلدنا في معزل عن العالم ولن تكون، فقد تأثرت بما حدث وتأثرنا نحن معها بكل الذي تأثرت به، يحسب للدولة المصرية مااتخذته من قرارات وما قامت به من إجراءات في مواجهة الوباء اللعين صاحب المتحورات الخمسة، يحسب أيضاً لدولتنا ما ما قامت به من جهود وما بذلته من مجهود من أجل توفير السلع والبضائع وإمداد الأسواق والمتاجر والمحال بكل ما قد يحتاجه المواطن خلال الشهر الفضيل وما قبله وبعده، لقد نجحت الدولة في تأمين المستلزمات والعمل علي انتظام الخدمات، في وقت يئن فيه العالم اليوم من شدة الأزمات وازدياد الصعوبات التي تخلقها الحروب أوتجيئ متذيلة للأوبئة أوالجوائح والكروب!
هناك زيادة في الأسعار، حقيقة موجودة ولا يمكن إنكارها كونها ملموسة ومحسوسة ومعلومة للجميع، ولكن هناك حقيقة أخري قد يتغافل البعض عن ذكرها وبات من الواجب أن تكون معلومة للجميع ، هنالك حالة من التضخم يعاني منها العالم بأسره من أقصاه إلي أقصاه، موجة التضخم التي ضربت اقتصاد العالم نالنا منها بعض الرذاذ كوننا جزء من هذا العالم يسري علينا ما يسري علي أهله! لن استرسل كثيراً في الحديث عن ما فات، فما يهمني الآن هو التدبر فيما هو آت، ما يهمني الآن هو الحديث عن الآن، الذي هو اليوم وغداً وما بعد الغد وما يتوجب علينا فعله إذا ما أراد الله وأحيانا ... أنا لست من أهل الإقتصاد ولن أفتي في الإقتصاد، لن أتطرق للحديث عن قرارات رفع الفائدة، ولا عن الأموال الساخنة وتدفقها أو هروبها،فجميعها أمور لا علم لي بها، ما أعلمه تماماً أنه هناك ظرف عصيب يمر به العالم اليوم، ما أعلمه أيضاً أنه في الظروف الصعبة علينا جميعاً إحتضان وطننا والاصطفاف خلف قائدنا لنعبر بالسفينة إلي بر الأمان، عبارة سأظل أقولها إلي أن يشاء الله حيث المنية!
قلنا أنه في الظروف الصعبة هناك عدة خطوات ينبغي علي الجميع اتباعها إذا ما أرادوا النجاة بوطنهم، من بين تلك الخطوات تغيير أنماط الحياة والتحول التدريجي إلي تفعيل فقه الأولويات بمفهومه الدنيوي وانتهاج مبدأ التوفيربكل ما يستتبعه من التقليص في النفقات والاكتفاء بشراء الضروريات والحث علي زيادة الانتاج والصادرات وتقليل الواردات، وهنا تجدر الإشارة إلي دور أجهزة الإعلام وتفعيله وتنشيطه أوتكثيفه، عبر استضافة قادة الرأي الأصلاء ورجال الدين الأجلاء ورجال الأعمال الفضلاء، لقد أثرت الأوضاع الدولية على اقتصادات الدول، نحن هنا تأثرنا بغياب السياحة وحالة ارتباك التجارة سواءاً بسبب كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية وماترتب عليهما من زيادة أسعار القمح ولولا حصافة الدولة المصرية واستباقها للأحداث ببناء الصوامع العملاقة لكان حالنا اليوم على غير ما هو عليه، ونحمد الله.
حفظ الله مصر وأعز قائدها.