رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أم الحضارات.. العالم يحتفى باكتشاف «معبد زيوس»

المعبد
المعبد

احتفت وسائل إعلام عالمية بالاكتشاف الأثرى الجديد فى موقع «تل الفرما» بمنطقة آثار شمال سيناء، المتمثل فى عثور البعثة الأثرية المصرية على بقايا معبد للإله اليونانى القديم «زيوس كاسيوس»، كما سلطت الضوء على اكتشاف باحثين من جامعة «كورنيل بنيويورك» مومياء لطائر «أبومنجل» المقدس.

وذكر موقع «المونيتور» الأمريكى، أن اكتشاف معبد «زيوس» فى «تل الفرما» يبرز الأهمية الفريدة للموقع كميناء رئيس على البحر المتوسط خلال العصور الرومانية واليونانية والبيزنطية، إضافة إلى كونه من أهم نقاط الدفاع عن الجبهة الشرقية لمصر فى ذلك الوقت.

 

أوضح «المونيتور» أن علماء الآثار عثروا على عمودين ضخمين من الجرانيت الوردى، يبلغ ارتفاع كل منهما ٨ أمتار والعرض مترًا واحدًا، كما اكتشفوا بعض الكتل الصخرية من الجرانيت فى هذه المنطقة التى كانت تُعرف قديمًا باسم «بيلوزيوم»، واشتهرت فى العصر الرومانى بموقعها الفريد كميناء على البحر الأبيض المتوسط، ووجودها فى نهاية مصب الفرع «البيلوزى» القديم لنهر النيل.

وكشف عن أن بداية الحفر فى الموقع الأثرى تعود إلى أوائل القرن العشرين، تحديدًا فى عام ١٩١٠، عندما تمكن عالم الآثار الفرنسى جان كليدات من العثور على نقوش يونانية قديمة تشير إلى وجود معبد «زيوس كاسيوس» فى هذا المكان، لكنه لم يعثر عليه، مشيرًا إلى أن علماء الآثار يدرسون حاليًا الكتل المكتشفة ويوثقونها ويصورونها باستخدام تقنيات حديثة، للمساعدة فى تحديد التصميم المعمارى الأقرب للمعبد.

وقال الدكتور محمود الحصرى، أستاذ الآثار فى جامعة الوادى الجديد، إن المنطقة محل الكشف تأسست فى عهد «زوسر»، مؤسس الأسرة الثالثة فى مصر القديمة، وكانت من أهم نقاط الدفاع عن الجبهة الشرقية لمصر ونقطة دخول الهكسوس لها، كما كانت المكان الذى دخل منه الإسكندر الأكبر واختاره ليؤسس دولته فى مصر.

وأضاف «الحصرى»، لـ«المونيتور»، أن اسم «زيوس كاسيوس» يجمع بين «زيوس»، إله السماء فى الأساطير اليونانية القديمة، وجبل «كاسيوس» فى سوريا، حيث كان يُعبد هذا الإله هناك، مشيرًا إلى اكتشاف بقايا جرانيتية أخرى حول موقع المعبد، ما يجعل من المحتمل أن الهيكل قد جرى تفكيكه فى عصور لاحقة، ونقل بعض المكونات لإعادة استخدامها فى بناء الكنائس.

ونوه إلى أن المنطقة تضم حصنًا رومانيًا ضخمًا مبنيًا بالطوب الأحمر، وعددًا من الحمامات العامة والصهاريج الرومانية، إضافة إلى أحد أكبر المسارح الرومانية فى مصر وجسر مبنى من الطوب الأحمر متصل بالمدخل الجنوبى للمدينة، كما تضم ساحة قديمة لسباق الخيل، وأطلال ٤ كنائس قديمة.

أما مجلة «لايف ساينس»، العلمية الأمريكية، فاهتمت باكتشاف مومياء طائر «أبومنجل» المقدس، التى تعود إلى ١٥٠٠ عام، وإجراء تصوير رقمى لاكتشاف ما بداخلها، بعدما كانت منسية فى المخازن لسنوات ومصنفة باعتبارها «صقرًا».

وذكرت المجلة، فى تقرير منشور على موقعها الإلكترونى، أن الطائر الذى يطلق عليه اسم «Threskiornis aethiopica» يملك منقارًا طويلًا غريبًا يشبه القناع، وسيقانًا طويلة سوداء اللون، وكان مقدسًا لدى القدماء المصريين، وغالبًا ما تجرى التضحية به للإله «تحوت»، إله القمر والحساب والتعلم والكتابة، والذى تبدو صوره برأس يشبه رأس أو قناع الطائر.

ونقلت المجلة عن قائدة مشروع البحث، كارول آن بارسودى، طالبة الماجستير فى علم الآثار بجامعة كورنيل، قولها: «لم يكن هذا فى يوم من الأيام مجرد كائن حى يستمتع به الناس خلال النزهات وهو يتجول فى المياه، لقد كان، ولا يزال، شيئًا مقدسًا.. شيئًا دينيًا».

وبينت أنها اشتبهت بداية فى أن المومياء وصلت كجزء من شحنة عام ١٨٨٤، التى تضمنت المومياء البشرية «بينى»، لكن بعد إجراء المزيد من البحث، اكتشفت أنه لا توجد قطع أثرية مصرية أخرى مع المومياء البشرية، والآن تعتقد أن المومياء كانت جزءًا من تبرع تم فى عام ١٩٣٠ من قبل خريج جامعة كورنيل، جون راندولف، بالرغم من أنها لا تزال «تلعب دور المحقق» لتحديد الأصول الحقيقية للمومياء.

وكشفت عن تعاونها بعد ذلك مع الباحث فريدريك جليتش، كبير المحاضرين أمين قسم «كورنيل» للأنثروبولوجيا، بأخذ المومياء التى تزن رطلين «٩٤٢ جرامًا» إلى كلية الطب البيطرى لإخضاعها لفحص بالأشعة المقطعية؛ من أجل تحديد حقيقة الطائر الذى بداخلها، وكشف الفحص عن كسر بساق الطائر قبل عملية التحنيط، وأن الريش والأنسجة الرخوة لا تزال محفوظة، كما تمكن الباحثون من تمييز أن منقار الطائر كُسر بعد التحنيط.

وذكرت أنه بعد الفحص تبين أن المومياء عبارة عن بقايا طائر «أبومنجل» المقدس فى مصر، مشيرة إلى أن نتائج الفحص لم تكن مفاجئة للغاية، إذ تمت تربية طيور «أبومنجل» فى مصر القديمة بأعداد كبيرة بسبب شعبيتها، حيث كانت تستخدم بشكل كبير كقرابين للآلهة.