رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 8 أيام عيد.. هل يصاب الإنسان باكتئاب ما بعد الإجازة؟

اكتئاب
اكتئاب

حصل جميع موظفي الدولة على إجازة مدتها ثمانية أيام، بمناسبة عيد الفطر المبارك، فهل تعتبر هذه الإجازة الطويلة نسبيًا، سببًا في استعادة النشاط والعمل بجد مرة أخرى، أم أنها من الممكن أن تؤدي إلى نوع من أنواع الاكتئاب وهو ما يسمى باكتئاب ما بعد الإجازة، خبراء علم النفس يجيبون على هذا التساؤل، وعن تأثير الحصول على الإجازات الطويلة على نفس الإنسان وصحته في السطور التالية:

علي النبوي: لا يوجد مصطلح علمي يدعى اكتئاب ما بعد الإجازة

وقال علي النبوي، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، إن الأمر يتوقف على الطبيعة التي يقوم بها الإنسان ومدى تعلقه بها، فإذا كان هذا الشخص محبًا لعمله، ويرغب في الحصول على مكانة أفضل فيه فمن الممكن أن يقطع الإجازة ويذهب إلى العمل لأن سعادته تكمن هناك، ففي حالة التاجر الذي تعرض عليه صفقة كبيرة، أو حتى العامل البسيط، ما إن عرض على أحدهم فرصة جيدة للعمل خلال أيام الإجازات لا شك أنهم يقطعوها من أجل الحصول على مكانة أفضل في عملهم، أما أولئك الذين يعتبرون العمل تجربة قاسية، فسوف يجد معظمهم في الإجازة راحة كبيرة.

وأكد أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر في تصريح خاص لـ"الدستور"، أنه لا يوجد مدلول علمي على ما يسمى باكتئاب ما بعد الإجازة، وإنما هو مفهوم أدبي، فالاكتئاب له تصنيفات كثيرة، ليس للإجازة تواجد فيها، وإنما يمكن القول إن ما يحدث للإنسان عقب الإجازة من خمول وعدم القدرة على مزاولة العمل مرة أخرى لفترة من الوقت، هو بمثابة "تغير للمود"، فبعد أن قام بالسهر ساعات طويلة، هو مضطر الآن للاستيقاظ مبكرًا ويكون وقتها فاقدَا للتركيز وطاقته قليلة، ولا يمكن أن نعلق هذا بالإجازة، وإنما بتغير نمط الحياة بشكل عام.

جمال فرويز: الإنسان يحتاج من يومين إلى ثلاثة لاستعادة نشاطه السابق قبل الإجازة

قال جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الإجازة هي بمثابة تأهيل بدني ونفسي من أجل العودة إلى العمل بصورة أفضل، ولكن لا يتم هذا الأمر سريعًا، فبعد عودة الإنسان إلى العمل يجد نفسه في حالة من الخمول قد تطول وقد تقصر وهي تختلف من شخص إلى آخر فهناك من يحتاج يومين إلى ثلاثة لكي يستعيد نشاطه مرة أخرى، وهناك من يعود مع الساعات الأخيرة في نهاية اليوم، ولكن من غير شك تعطي الإجازة مزيدًا من النشاط عندما تنتهي مدة الخمول ويبدأ الإنسان في الإنتاج مرة أخرى.

وأكد استشاري الطب النفسي في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن هذا ينطبق على الجميع ليس أصحاب الأعمال فقط، وإنما الطلاب، وحتى لاعبي الكرة، موضحًا، أن كلمة اكتئاب أكبر من أن نطلقها على كل شيء، لذلك لا يوجد ما يسمى باكتئاب ما بعد الإجازة وإنما  يمكن أن نقول عنه إنه قلق ما بعد الإجازة، وبانتهائه يعود للإنسان نشاطه ويحصل على المنافع التي تمنحها له هذه الإجازة من القدرة على التركيز في العمل والإنتاج مرة أخرى.

هناء أبوشهدة: الاستغلال الجيد للإجازة يمنح الإنسان طاقة إيجابية أثناء العودة إلى العمل

ومن جهتها، قالت هناء أبوشهدة، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر، إن حالة الإنسان بعد الإجازة تتوقف بشكل كبير على كيفية استغلاله لها، فإذا ما آثر السهر أو تناول الكحوليات خلال هذه الفترة، والتي تحول دون التركيز في العمل عند العودة، فهو في هذه الحالة لن يتمكن من العودة إلى العمل كسابق عهده، حيث يفقد القدرة على التركيز، مما يؤثر بالسلب على الصحة النفسية والصحة الجسدية خلال هذه الفترة، أما في حالة حدوث العكس يتمكن الإنسان من العودة إلى العمل وهو في كامل النشاط وملىء بالطاقة الإيجابية التي تساعده في الإنتاج والعمل مرة أخرى.

وأضافت أستاذ الطب النفسي في تصريح خاص لـ"الدستور"، أنه لا يوجد ما يسمى باكتئاب ما بعد الإجازة، وإنما هناك اكتئاب ما بعد الولادة والكوارث والصدمة، ولكن علميًا لا يوجد شيء يخص الإجازة، فعلى العكس من يقوم باستغلال الإجازة الاستغلال الجيد، كما أشرنا في السابق، يعود إلى العمل وهو مقبل عليه ومشتاق إليه وفي كامل النشاط واللياقة.