رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انتحار طالبتين بالمنوفية.. استشاري نفسي: كلمة السر «الخوف من الفشل»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في أول أيام عيد الفطر، فارقت طالبتان الحياة باستخدام “حبة الغلال”، داخل مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، لتدق الواقعتين ناقوس الخطر لتحليل ودراسة ظاهرة الانتحار ومواجهتها. 

الواقعة الأولى كانت لطالبة في العقد الثاني من عمرها، قررت التخلص من حياتها بعد فشلها في الاستمرار بالدراسة وتراجع درجاتها الأمر الذي تسبب في إصابتها بالإحباط ودفعها لإنهاء حياتها.

أما الثانية فهي لطالبة في مرحلة الثانوية العامة، في الـ15 من عمرها، وقال والدها إنه كان دائمًا ما يشجعها على المذاكرة ويعنفها أحيانًا، إلا أنه لم يكن يتوقع أن تقدم على إنهاء حياتها بتلك الطريقة، وإنما كان يقصد أن تحصل على درجات مرتفعة في الثانوية العامة، وتحقق حلمها وحلمهم جميعا. 

«الدستور» يرصد في السطور التالية آراء خبراء الصحة النفسية حول الواقعتين، وكيفية مواجهة مثل تلك الظاهرة..

أستاذ الطب النفسي: كلمة السر الخوف من الفشل 

قال علي النبوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن المشكلة النفسية لدى الحالات المقبلة على إنهاء حياتها في مثل تلك المرحلة العمرية ، هي بالأساس مشكلة في التنشئة ونوع التربية التي نشأ عليها جميع الطلاب في مصر.

وتابع في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن المجتمع لا يعترف سوى بالناجحين لذا فإن أى إخفاق يتعرض له الطالب يضعه في مرمى سخرية الآخرين ويصيبه بالإحباط الذي قد يدفعه في كثير من الأحيان إلى إنهاء حياته التي لا يشعر بقيمتها.

وأضاف أنه يجب أن يعرف الطالب أن الفشل في التجارب الأولى ليس نهاية الحياة ومن المهم أن يحاول الإنسان مرة أخرى.

 وقسم أستاذ الطب النفسي أنواع الخوف إلى قسمين الأول هو الذي يجبره خوفه على عدم المذاكرة الجيدة، والثاني هو الذي يذاكر جيدًا إلا أنه يصاب بحالة من التوتر تفقده تركيزه يوم الامتحان، وهذا النوع تحديدًا يحتاج إلى المزيد من التدريب من أجل التخلص من شبح الخوف وهو ما يطبق فعليًا على الكثير من الحالات المشابهة في دول العالم الأمر الذي يساهم إلى حد كبير في التغلب على تلك الظاهرة التي تؤرق الشباب في تلك المرحلة العمرية.

وأكد النبوي، أن جزء كبير من خوف الطلاب، هو خوفهم من الإخفاق في عيون أبائهم قبل المجتمع، ولذلك نصح الآباء بضرورة تقديم الدعم لأبنائهم طوال الوقت والتأكيد على أن الإخفاق ليس نهاية المطاف، وأن الحياة مليئة بالتجارب الصعبة والمواقف التي يجب أن نواجه نتائجها بشجاعة مهما كانت. 

استشاري صحة نفسية: قرار إنهاء الحياة ليس وليد لحظة  

ومن جانبه قال محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، إن  الثانوية العامة مرحلة يتعرض فيها الطلاب لكثير من الضغط النفسي خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات، وبالتالي يجد الكثير من الطلاب أنفسهم أمام كم هائل من المواد الدراسية بحاجة إلى المراجعة الأمر الذي ترتفع معه حدة الضغوط على الطالب.

وأضاف استشاري الصحة النفسية في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن الأهل غالبا يكون لهم دور سلبي في وقائع إنهاء الطلبة لحياتهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عن طريق تكثيف الضغوطات على الطالب، أو مقارناته بالآخرين، أو التأكيد على أنه لن يحقق شيء نظرا لأن الامتحان قد اقترب ولم ينجز شيء من المهام التي عليه. 

وأكد هاني، أن هناك علامات يجب معها تدخل الأهل لإنقاذ أبناءهم الطلاب من الإقدام على فكرة الأنتحار، موضحا أن الفكرة لا تكون وليدة اللحظة وإنما هناك عدد من المراحل التي يدخل فيها المقبل على إنهاء حياته ومنها ما يسمى بمرحلة الاكتئاب البسيطة، ثم يتطور الأمر بعد ذلك خاصة مع وجود رصيد كبير من الضغوطات في حياته، فيتجه إلى العزلة ثم التفكير في إنهاء الحياة.

لذلك عندما يلاحظ الأهل أن ابناءهم يميلون إلى العزلة أو لا يرغبون في مخالطتهم، في هذه الحالة يجب على الأهل التدخل لانقاذ أبنائهم من تلك المشاعر السلبية التي قد تدفعهم نحو الهروب من الضغوط وإنهاء حياتهم.