رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ونعم الاختيار

أؤمن بنظرية أن الشر المنظم الوحيد في مصر خلال الـ100 عام الماضية يقتصر على جماعة الإخوان الإرهابية دون غيرها وأؤمن أن حجم الشر عند تلك الجماعة لم يصل في مخيلة أحد ولن يستطيع أكبر الباحثين ولا أعتى المراكز البحثية في حصره.
وأؤمن بأهمية وقيمة ما رصده صناع مسلسل الاختيار وقاموا بتوثيقه في عمل درامي كان ضرورياً للرد على أكاذيب تلك الجماعة.
فقد نجح الاختيار في رسم صورة واقعية لتفاصيل أحداث «السنة السودة» التي حكم فيها الإخوان، خاصة ما كان يدور في أروقة الجماعة من اجتماعات هي الأقرب للعصابة عنها من فصيل سياسي يتخذ من الدين مرجعية لأفكاره.
ولضيق الوقت وضخامة الأحداث لم ينجح الاختيار- ولن ينجح أي عمل درامي آخر- في رصد كل ما فعله الإخوان بالشعب المصري والدولة المصرية ومؤسساتها.
لكن نجح الاختيار في  إثبات الكثير، بداية من حالة الفشل التي صاحبت الجماعة خلال «سنتهم السودة» وأثبت أن تلك الجماعة لم تكن تملك أي مشروع نهضوي أو لديها قدرة على تحمل مسئولية إدارة وطن بحجم مصر وأثبت الاختيار أيضاً أن التآمر هو وسيلة الإخوان الوحيدة لإدارة الأزمات التي تواجهها الجماعة وأن الإرهاب إحدى أهم أدوات الجماعة على مر العصور وليس في أزمته حكم مصر فقط.
أخيراً أكد الاختيار أن مصر دولة مؤسسات وأن تلك المؤسسات بأجهزتها الأمنية أفشلت المخطط الإخواني المدعوم دولياً والأهم أن استدعاء حضارة شعب مصر هو حائط الصد الصلب الذي تسقط أمامه كل المؤامرات وكما أثبتتها تجارب التاريخ في قادش وعين جالوت و56 و67 أثبتها أيضاً شعبنا العظيم في 30 يونيو.