رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نزار قبانى يرفض لقب «شاعر المرأة»: من مخلفات العصور القديمة

نزار قبانى
نزار قبانى

بينما يحرص مشاهير الفن والأدب على إبراز ألقابهم وأوصافهم التى يطلقها عليهم المعجبون والقراء، فإن للشاعر الشهير الراحل نزار قبانى رأيًا آخر، ذكره فى حوار بجريدة «روزاليوسف» فى العام ١٩٩٧.

قال: «يصفوننى بأنى شاعر المرأة، وظاهرة الألقاب هذه لا توجد إلا لدينا ولعلها من مخلفات عصور الإقطاع وموروثات الإمبراطورية العثمانية، حيث كانت النياشين والفرمانات والأوسمة التى يحملها الإنسان أهم من الإنسان، وهكذا صار لدينا أمراء، وللطرب ملوك، وللنثر سلاطين».

وأضاف: «لا أفهم لماذا لُقب أحمد شوقى بأمير الشعراء، وكيف لُقب خليل مطران بشاعر القطرين، وحافظ إبراهيم بشاعر النيل»، متابعًا: «ظل شكسبير فى الأدب الإنجليزى محتفظًا باسمه الحقيقى فى كل ذكرى تتعلق بوفاته أو ميلاده».

وعن اللقب الذى أطلق عليه «شاعر المرأة»، رد: «كانوا يسموننى شاعر المرأة، وفى الماضى كان اللقب يسلينى، ثم أصبح لا يعنينى، وفى الفترة الأخيرة أصبح يؤذينى. تحوّل من نعمة إلى تهمة، ومن وردة إلى رمح مزروع فى خاصرتى».

وذكر أنه حين وصفه الناقد الكبير مارون عبود بأنه عمر بن أبى ربيعة العصر، شعر بنفضة كبرياء، لكن مع تقدم العمر ووفرة التجارب، انحسر الغرور فى نفسه، ولم يعد يهمه أن يكون واحدًا من حاشية أبى ربيعة أو أى أحد.

وأكد أنه رغم أن معظم أشعاره تغلب عليه الهموم النسائية، لكنه لا يريد أن يعتقد الناس أن كل همومه النساء.

واختتم: «كانت لى حياة ممتلئة كما تكون حياة أكثر الرجال الطبيعيين الأسوياء. عرفت نساء كثيرات، وانتصرت وانهزمت، وأحرقت، واحترقت، قتلت وقُتلت، وإذا كانت روائح حبى تفوح بشكل أقوى وأعنف من روائح بقية العشاق، فلأننى رجل يمتهن الكتابة، ويضع حياته بكل تفاصيلها على الورق».