رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وقائع مشكوك فى صحتها».. الأسباب الكاملة لرفض فيلم الناصر صلاح الدين

فيلم الناصر صلاح
فيلم الناصر صلاح الدين

تعرض فيلم الناصر صلاح الدين للعديد من الأزمات بخلاف تكلفته الإنتاجية العالية ولكن كانت هناك أزمة أخرى فقد تم رفض المعالجة الدرامية التي تقدم بها عز الدين ذو الفقار للرقابة على السينما، وتم رفض السيناريو كلية من الأساس من قبل محمد علي ناصف مدير الرقابة على السينما في ذلك الوقت.

 

وتحدث ناصف عن أسباب رفضه للسيناريو وكانت كالتالي كما ورد في حوار نشرته معه مجلة الكواكب.

 

يقول ناصف:" السيناريو الذي قدم لي لا يرتقي إلى مستوى الموضوع، بل هو لا يعكس الخطورة الممثلة فيه كموضوع له أهداف قومية، ورأي الرقابة في شخصية صلاح الدين كرجل سياسي وإنسان ذو مبدأ ورسالة لم يظهر لها أثر في السيناريو المقدم لي، بل إن المزج بين التاريخ والحوادث الخيالية لم يكن موفقا، والقصة في مجموعها ضعيفة البنيان سواء من ناحية الحبكة الدرامية أو بناء الشخصيات أو الحوار الذي احتوى على عبارات لا تليق بجو الموضوع وشخصياته.

 

وأضاف محمد علي ناصف:" أعلم أن مؤسسة السينما قد دفعت لعز الدين ذو الفقار مبلغ 2500 جنيه لإعداد هذا السيناريو فما المانع أن يصرف مثل هذا المبلغ لإعادة الإعداد، حتى لو اضطررنا لاستخدام خبير مثل روبرت أندروز الذي كتب سيناريو واإسلاماه، إنني أعتبر فيلم صلاح الدين أهم كثيرا من واإسلاماه، فأهدافه القومية أوضح وكل العرب يقدرون صلاح الدين كبطل.

 

ويصف ناصف عثرات السيناريو فيقول:" الذين أعدوا السيناريو خانهم التوفيق عندما اعتمدوا على الخيال والرواية ومزجوا بهما، الخاتمة مثلا وهي أهم ما في الفيلم السينمائي ارتكزت على واقعة منسوبة إلى بعض المصادر التاريخية التي تذهب إلى أن صلاح الدين عالج ريتشارد قلب الأسد هذه الواقعة مشكوك في صحتها التاريخية، ولا مانع عندي من الاستعانة بمثل هذه الرواية ولكنهم استعملوها في السيناريو بطريقة مضحكة، فجاءت كالتالي:" واحد من الصليبيين طعن ريتشارد قلب الأسد طعنة مميتة، وطبيب ريتشارد الخاص قال إن شفاؤه ميئوس منه، وجاء أنصار ريتشارد وتأكدوا من أن الطعنة قاتلة لدرجة أنهم خرجوا من خيمته يتصايحون :" مات الملك ريتشارد.. يحيا الملك ريتشارد".

 

واختتم:" ودخل صلاح الدين متقمصا "روح سيدنا موسى" وعافاه بقدرة قادر، هذه إحدى المبالغات الموجودة في السيناريو مبالغات ليس فيها ذوق، بل إننا نجد ريتشارد الذي كان في حكم الميت يدخل في نقاش مع صلاح الدي ويهدد ويثور ويقول" إنه سيجعل بيت المقدس خرابا ويده حجرا فوق حجر، ويقوم من سريره كالطود ويوقف جيوشه ويغير خط سيرها هذا شئ لا يكن الضحك به، على عقل الرجل المثقف ولا حتى الرجل الجاهل.