رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: الاعتراف بالحق فضيلة خُلق افتقدناه

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن الاعتراف بالحق فضيلة" خُلق افتقدناه، عندما جاء سيدنا موسى لفرعون واتفقوا على وجود علماء السحر حتى يروا إذا كان تحول عصا موسى إلى ثعبان معجزة من عند الله أم سحرًا، فأتى بالسحرة - ويقال إن السحرة هؤلاء من "الفرمة" التي هي بين بورسعيد والعريش، السحرة عندما رأوا هذا عرفوا أن هذا ليس من قبيل السحر؛ وإنما معجزة خالصة من عند رب العالمين، اعترفوا مباشرة؛ لأنهم بنوا اعترافهم على العلم، لأنهم علماء {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ } فلم يثنهم هذا الاتهام عن أن يتمسكوا بالحق ، بل تمسكوا بالحق واعترفوا ومباشرة ولم يخافوا لومة لائم، فهددهم فرعون {فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ }، فكان ردهم: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. 

وتابع "جمعة" خلال برنامج "القرآن العظيم"، إن "قصة السامري"، والذى يتبين لنا فيها أننا ندرك الرجال بالحق، ولا ندرك الحق بالرجال، يعنى المسألة مجردة، يعنى الحق حق والباطل باطل، فإذا رأينا أحدهم قد ذهب إلى الباطل لهوى في نفسه وضلالة قد قامت فيه، فإنه يعيش فيها لا علاقة لنا به، ونتمسك بالحق، يقول ربنا سبحانه وتعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} المصيبة أنه رأى سيدنا جبريل، ورأى آثاره، معنى ذلك أنه من كبار العارفين، وبالرغم من ذلك {وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } أخطأ ، وهذا نراه كثيرا كبعض العلماء الذين انحرفوا وذهبوا إلى الجماعات الإرهابية، ونعلم الحق فـ"الحقّ لا يعرف بالرجال، إنما الرجال يعرفون بالحق".