رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيل ساحر الرواية

ماركيز يعترف: لا أستعين بالوثائق المكتوبة

ماركيز
ماركيز

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الذي يعد من رواد أدب الواقعية السحرية في العالم.

ولد ماركيز في كولومبيا 6 مارس 1927 وأمضى أغلب حياته في المكسيك، كما كان له نشاطًا سياسيًا كبيرًا وكان مقرباً من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، حصل ماركيز على جائزة نوبل في الآداب عام ١٩٨٢ لمزجه بين الواقع والخيال في أعماله، ما يعكس تفاصيل الحياة في أمريكا اللاتينية.

◘ ماركيز وذاكرته

يقول ماركيز:عشت على ذاكرتي طوال حياتي، إنها حقيقة تشغلني كثيرا الآن، لأنني بدأت ألاحظ أنها تخونني"  قال تلك الكلمات في السنوات الأخيرة قبل رحيله لايعرف جابو الذي عاش قرابة 84 عامًا إن هناك من اقتربوا من نصف ذلك العمر، وذاكرتهم  شبه مشلولة، وحكاياتهم غالبا تأتي معطوبة.

أعرف مثل غيري أن غابرييل مخطوف بألف ليلة وليلة، مخطوف بسحر الحكاية، في ظني أنه كان يكتب مثل  أبطالها تماما،في ٢٦ مارس من عام ٢٠٠٧ حضر إلى إسبانيا الرئيس السابق بيل كلينتون و4 رؤساء سابقين لكولومبيا والرئيس الحالي وبطبيعة الحال كان ملك وملكة اسبانيا من الحضور للاحتفاء  بماركيز.

 نعم ثمة كاتب عاش  ليشهد احتفاء ملوك بلاده، ورؤساء  سابقين كانوا يوما ما حديث العالم فعلها جابو الساحر وعاشها وشهد خطابات مادحة من كارلوس فوينتس، وتوماس الوي مارتينت، والملك خوان كارلوس.

قال ماركيز، الآن، وحتى في أكثر أحلامي هذيانا، في تلك الأيام التي كتبت فيها "مئة عام من العزلة" ما كنت أتخيل أنني سأشهد يومًا إمكانية طبع مليون نسخة من هذه الرواية وعندما كنت أفكر أن هناك مليون شخص سيقرأون شيئا كتبته في وحدة غرفتي، مسلحا فقط بثمانية وعشرين حرفا أبجديًا، وإصبعين للكتابة على الآلة الكاتبة، وهي كل أسلحتي، يبدو هذا في نظري كأنه الجنون في حد ذاته.

ماركيز لا أستعين بالوثائق 

في حوار له مع الكاتب الصحفي إريمند وليامز أجابه عن سؤال: هل باعتقادك أننا نضيع شيئا ما بسبب توكيدنا على النصية؟ يقول ماركيز أنا لا أستعين بالوثائق المكتوبة، أبحث عادة عن وثيقة ما بجنون، وبعد ذلك أخلص إلى رميها، ثم أعثر عليها مجددا، وعندئذ لا تعود ذا أهمية بالنسبة لي، فأنا بحاجة إلى معالجة كل شيء.

على نحو مثالي مثلما جعل فلورنتينو إريثا مفهوم الحب مفهومًا مثاليا تماما في رواية "الحب في زمن الكوليرا"ولدى انطباع بأن مفهوم الحب لدى فلورنتينوا مثالي للغاية ولا ينسجم مع الواقع . 

ورحل ماركيز في مثل هذا اليوم 17 إبريل 2014 عن عمر ناهز 87 عامًا بمدينة مكسيكو ومن أشهر أعماله: "ليس لدي الكولونيل من يكاتبه" و"قصة موت معلن" و"مائة عام من العزلة" و"الحب في زمن الكوليرا".