رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

قصة «سبعة عشر إنجليزيا مسموما» لـ ماركيز.. ما تفسده الحرب يصلحه الرب

ماركيز
ماركيز

“سبعة عشر إنجليزيا مسموما”. هي واحدة من قصص الأديب العالمي جابريل غارسيا ماركيز، التي ترتكز على قدمين ثابتتين، دوما ما نجدهما عند ماركيز، وهما الموت والسياسة.

تفاصيل القصة 
سبعة عشر إنجليزيا مسموما. حين تقرأ العنوان يجول بخاطرك أن هؤلاء السبعة عشر إنجليزيا هم محور القصة وأبطالها، ولكنك حين تقرأ تجد عكس ذلك. فبطلة القصة هي سيدة عجوز تدعى برودينيثا تركب الباخرة الضخمة التي أبحرت من ميناء يوهاتشا الكولومبية متجهة إلى نابولي. لم تكن السيدة العجوز التي ترتدي مسوح القديسين قد تٱلفت كثيرا مع المسافرين، ذلك لأن أمرا ما كان يشغلها.

نزلت السيدة في نابولي فامتعضت وكان أول أسباب الامتعاض عندها هو أن القنصل لم ينتظرها فى الميناء، كما اتفق مع ابنها، وهنا قالت في نفسها أن أهل نابولى كذابين. ذهبت إلى فندق لتبيت ليلتها فيه بعدوان أخبرها الضابط أن أحدا لن يتأتى إليها وعليها أن تترك الميناء وتبين فى أحد الفنادق القريبة حتى ترتب أوضاعها للتمكن من الذهاب إلى روما التي تريد الوصول إليها.

ولما دخلت العجوز المبنى المكون من عدة طوابق فى كل طابق فندق، اختار لها النادل الفندق الموجود بالطابق الخامس ولما دخلته رأت سبعة عشر إنجليزيا يجلسون في صف واحد كأنهم نسخة مكررة. فرجعت للخلف واختارت الفندق الموجود بالطرق الأسفل رغم أنه لا يقدم وجبات غداء. يبين ماركيز أن أحداث القصة كانت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ليظهر لما سر امتعاض العجوز من الإنجليز دون أن تتحدث إليهم أو تتعرف عليهم.

نهاية القصة 
فى نهاية القصة يتضح لنا أن السيدة العجوز ذهبت إلى نابولي كى تتمكن من الذهاب إلى روما لتلتقى البابا هناك، ذلك لأن زوجها الذى دخل فى غيبوبة دامت ثلاثين سنة قامت فيها على خدمته. استفاق ساعة من نهار شكر فيها زوجته ثم رحل. فقررت برودينيثا أن تتوجه إلى البابا فى مسوح القديسين ليباركها.

وبينما هي في نابولي تتجول في الشارع القريب من الفندق، فإذا بزحام شديد وضجة كبيرة، لقد تسمم السبعة عشر إنجليزيا الذين رأتهم البارحة بالفندق ونفرت منهم. هنا يقلب ماركيز الموازين حيث ينهي قصته ببكاء العجوز على الشبان الإنجليز ودخولها فى خلوة لتصلى لهم وكأنها نسيت زيارة البابا.


الهدف من القصة 
أراد ماركيز أن يقول من قصته “سبعة عشر إنجليزيا مسموما” أن يقول إن ما تفسده الحرب يصلحه الرب.