رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات خاصة عن محفظات القرآن «أون لاين».. بأسعار رمزية تكريمًا لرمضان

أرشيفية
أرشيفية

شهر رمضان هو شهر القرآن، يسعى فيه المسلمون لقراءته وتدبر معانيه، كما تسعى  فئة أخرى لحفظه وتعلم تجويده، ومن هنا يأتي دور محفظات القرآن اللواتي ينقلن عملهن في القرآن للأخريات.

ومع التطور التكنولوجي لم يقتصر دور المحفظات على دور العبادة، بل أصبح هناك تحفيظ للقرآن أون لاين من خلال جروبات مخصصة لذلك على الفيس بوك أو الواتس اب، “الدستور” عرضت في السطور التالية حكايات خاصة مع محفظات القرآن.

مريم أحمد: تحفيظ القرآن يكون بأسعار رمزية
قسمت مريم أحمد، 21 سنة وطالبة في جامعة الأزهر، يومها في رمضان بين تدبير احتياجات المنزل، وبين تحفيظ القرآن للسيدات والأطفال الذين يقبلون عليه في رمضان أكثر من الشهور العادية، وقالت: “بدأت وأنا في الـ١٧عامًا في حفظ القرآن في معاهد العالمين الأزهرية الخاصة، ثم استقليت بالعمل وبدأت فى تدريسه لغيري”.

وتابعت: “أحيانا أشعر بالإرهاق من التركيز في احتياجات أسرتي والذهاب إلى منازل الطلاب الذين أدرس لهم القرآن  والدروس الدينية وامتحاناتي في الجامعة”، وأوضحت مريم: “يقف زوجي دائما خلفي، ويحفزني لأكمل المسيرة، ويذكرني بأن كل حرف أعلمه لأي طالب سيكون صدقة جارية لي”.

وتابعت: “أغلب دروس تحفيظ القرآن تكون أسعارها رمزية، لأنني أسعى من خلال التحفيظ إلى الثواب لذا أترك تحديد المقابل المادي إلى الأسر التي أذهب إليها، وغالبا ما تتراوح بين 100 أو 200 جنيه شهريا على حسب عدد الحصص في الشهر الواحد”، موضحة: “علاقتي بهذه الأسر لا تكون مبنية أبدًا على الانتفاع، كما يحدث في الدروس الخصوصية، وإنما يجمعنا علاقة ود تستمر حتى بعد انتهاء الدروس”.

وعن قدرة كبار السن على حفظ القرآن، قالت مريم: “إن الأطفال لديهم قدرة على الحفظ والاستيعاب بصورة أسرع، فأجلس مع الطفل ساعة واحدة أقرأ له الجزء المخصص، وأعيد قراءته أكثر من مرة يكون حفظه بنسبة 70%، كما أعلمهم بجانب القرآن الأحاديث وآداب الإسلام، أما كبار السن فأتركهم يقرأون وأصحح لهم الأخطاء فقط، وأعلمهم التجويد وليس الحفظ”.

منة طارق: ننظم جروب للدعوة والذكر على “واتس آب” اختصارًا للوقت

دقت عقارب الساعة الواحدة صباحًا، فاتجهت منة طارق 20 عامًا، إلى هاتفها، وبدأت في تسجيل وردها اليومي من القرآن وأعقبتها ببعض الأذكار والأدعية، وأرسلت التسجيل لصديقاتها اللآتي يجمعهن الجروب يوميًا منذ بداية رمضان وقت صلاة القيام.

منة طارق طالبة جامعية ومحفظة قرآن، قالت في حديثها مع "الدستور": الوقت في رمضان ضيق جدًا، فبين دروس تحفيظ القرآن التى أعطيها للأطفال والكبار وتدبير احتياجات المنزل، يكون اليوم قد قارب على الانتهاء، ولا يكون هناك وقتًا للدرس الدينية أو تنظيم حلقات الوعظ والذكر في المسجد، لذا قررت الاستعانة بالتكنولوجيا للتواصل مع أصدقائي وعمل حلقة ذكر عبر الواتس آب، وكلا منا في منزله.

وتابعت: “أعلنت عبر صفحتى على فيس بوك عن فكرة الجروب والهدف منه حتى نجمع أكبر عدد من الفتيات والسيدات، وبالفعل أنشأت الجروب”، موضحة: “نبدأ يوميًا بقراءة كل منا وردها اليومي في تسجيل صوتي ومعه بعض الأدعية والأذكار ونرسله على الجروب بهدف التأكد من قيام كل شخص في الجروب بالإلتزام بورده اليومي المتفق عليه منذ بداية الشهر، وحتى تحصل كل منا على ثواب القراءة والاستماع من تسجيلات الأخريات”.

وأضافت: "ينقسم اليوم فى رمضان بين تدبير احتياجات منزلي وبين تحفيظ القرآن لبعض السيدات والأطفال"، مستطردة أنها بدأت منذ عام واحد في تحفيظ القرآن للأطفال والكبار، "فقد تعلمت تجويده من دراستي الأزهرية، وبدأت فى تلقينه لغيري وأركز على ذلك فى شهر رمضان، حيث يزداد إقبال السيدات على حفظه وتفسيره وتجويده".

بعض الدروس تكون فى منزل الدارسين وأحيانا من خلال الموبايل موضحة: في بعض الأوقات إذا لم أستطع الاتفاق مع الدارسين على ساعة محددة نجعل الحصة “أون لاين” عبر تطبيق الواتس آب أو الماسنجر، إذا لم نستطع أن ضبط مواعيدنا".

"مسجد السيدة منزلها فلست فى حاجة للذهاب إلى المسجد من أجل حلقات الذكر أو دروس الفقة، فالميديا فتحت الكثير من الأبواب أمامنا لنعرف ديننا"، تابعت منه حديثها قائلة: “قديما كان لابد أن تذهب السيدة إلى إمام أقرب مسجد لها لتسأله عن فتوى، أما الآن فمن خلال الفيس بوك تستطيع أن ترسل سؤالها إلى من تثق فيهم من الشيوخ أو دار الإفتاء وتحصل على الإجابة”.

وتابعت: “البرامج الدينية جعلت لدى أغلب المصريين ثقافة دينية كبيرة، ولكن هناك بعض الأسئلة المتعلقة بأحكام السيدات تريد أن تسمع إجابتها من سيدة مثلها حتى لا تشعر بالحرج، وتتواصل معي بعض السيدات عبر صفحتى الشخصية وترسل لي أسئلة فى بعض الأحكام وأرد على استفسارها”.

تدريس القرآن متعة أشعر بها مع الأطفال بصفة خاصة لأن لديهم قدرة على الحفظ والاستيعاب بصورة أفضل، بالإضافة إلى روحهم المرحة التي تضفي على الحصة بهجة، موضحة: “الأطفال الذين لم يتعدوا السادسة من عمرهم نطق بعض الحروف لديهم يكون مختلف بطبيعة سنهم، فتخرج منهم الكلمات مضحكة”.