رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بعدما ينتهي يربط الرجل عمامته خوفا عليها».. قبل وبعد رمضان كما يروي «الجبرتي»

 مظهر التقديس بذهاب
"مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس"

سجل الجبرتي في كتابه "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس" ما كان يجري في شهر رمضان، وصور الاحتفال برؤية هلال رمضان.

بدأ الاحتفال برؤية هلال رمضان بطابع احتفالي من عام 155 هجريا، عندما خرج القاضي أبو عبد الرحمن بن لهيفة لرؤية هلال رمضان بعدما تولى قضاء مصر، ويروى أنه أول قاض مصري يخرج لرؤية الهلال، ومنذ ذلك التاريخ والقضاة يخرجون لاستطلاع الهلال من فوق دكة خشبية كانت توضع فوق مكان مرتفع عند جامع محمود في منطقة المقطم.

كان الموكب يسير مساء يوم الرؤية من القلعة إلى مجلس القاضي موكب المحتسب ومشايخ الحرف المتعددة من الخبازين والجزارين والبقالين وباعة الفاكهة وغيرهم، تصاحبهم الفرق الموسيقية وعدد من القرء والجمد ينتظرون المبشرين برؤية الهلال ليطوفوا عقب الرؤية مهللين.

كان الناس يحيون شهر رمضان في الجوامع والمساجد بقراءة القرآن وصحيح البخاري ومسلم، وشهد العصر المملوكي مظاهر التكريم لم يختم القرآن خلال رمضان فكانوا يحتفلون به احتفالا كبيرا فيجتمع المؤذنون ليكبروا جماعة في المكان الذي ختم فيه القارىء القرآن، وكان الحاكم يقدم للجامع الأزهر تنورا من الفضة و37 قنديلا.

قال "الجبرتي" في كتابه: "لقد ثبت هلاله ليلة الجمعة وعمت الرؤية وركب المتحسب ومشايخ الحرف بالطبول والزمور على العادة، وأطلقوا له خمسين ألف درهم لذلك نظير الموائد التي كان يعدها في لوازم الكرب، وفي خامس يوم من رمضان وقع السؤال والفحص عن كسوة الكعبة التي صنعت على يد مصطفى أغا باشا وكملت بمشاركة حضرة صاحبنا العمدة الفاضل الأديب الناظم الناشر السيد إسماعيل الشهير بالخشاب، ووضعت في مكانها المعتاد بالمسجد الحسيني وأعمل أمرها إلى حد تاريخه، وربما تلف بعضها من رطوبة المكان وحزيف السقف من المطر".

وبعد أن رصد "الجبرتي" ما يحدث خلال شهر رمضان، يقول: "لقد انقضى هذا الشهر وما حصل فيه من عربدة الأرفود وخطفهم عمائم الناس، وخصوصا بالميل، حتى كان الإنسان إذا مشى يربط عمامته خوفا عليها".