رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجد الدراما المصرية.. التنوع والاحتراف طريق «المتحدة» لاستعادة الريادة الرمضانية

المتحدة للخدمات الإعلامية
المتحدة للخدمات الإعلامية

تحت شعار «الاحترافية والتنوع»، نجحت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى تقديم واحد من أقوى مواسم الدراما التليفزيونية خلال شهر رمضان الكريم من خلال سلسلة من الأعمال الفريدة، التى أثبتت نجاحها ليس على مستوى مصر فقط، بل الوطن العربى بأكمله.

ومن خلال ١٤ عملًا دراميًا فارقًا ومتنوعًا، قدمت الشركة عبر قنواتها المختلفة، وجبة درامية خاطبت كل الفئات العمرية وجميع الأذواق والشرائح الاجتماعية، ونجحت فى إعادة لَم شمل الأسرة المصرية حول الدراما الرمضانية الهادفة التى تقدم رسائل جادة وفعالة.

وبعد مرور ١٢ حلقة من الأعمال الدرامية المعروضة على قنوات الشركة، يشغلنا هنا سؤال مهم، حول سر هذه الخلطة التى صنعتها «المتحدة» واستطاعت عبرها أن تحقق كل هذا النجاح.

للإجابة عن هذا السؤال، تقدم «الدستور» تحليلًا واستعراضًا للأفكار العامة التى دارت حولها الأعمال الدرامية، والتيمات التى تم استخدامها لصناعة هذه الخلطة، والتى استطاعت أن تجذب الجمهور بتنوعها، ما بين الوطنى والتراجيدى والكوميدى والترفيهى وغيرها. 

 

تصحيح المفاهيم ودعم الوعى وإبراز التضحيات بأعمال وطنية هادفة

حرصت «المتحدة» منذ فترة على أن تعيد للدراما الوطنية زخمها وحضورها، وحولتها لوجبة أساسية لا غنى عنها فى موسم رمضان، انطلاقًا من دور الشركة الوطنى والرسالة العامة التى تستهدف تقديمها للمشاهد المصرى والعربى.

وتبنت الشركة هدفًا أساسيًا، يتمثل فى تدعيم الوعى وتصحيح الصور المغلوطة وكشف حقائق ما يحدث حولنا من اضطرابات وما شهدته بلادنا من محاولات هدم وتفرقة، ووفق ذلك الهدف، حرصت على إبراز تضحيات من رجال عملوا فى الظل من أجل حماية الوطن من الأخطار خلال الأعمال الدرامية.

وواصلت الشركة تقديم مسلسل «الاختيار» فى جزئه الثالث، الذى صار أيقونة وطنية وأصبح العمل الأعلى متابعة ودون منافسة، ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى كله، وأصبح محط اهتمام وتحليل من وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية.

وفى الموسم الحالى، تقدم الشركة معالجة مختلفة للعمل، إذ يعتمد للمرة الأولى أسلوب الـ«ديكودراما»، عن طريق تقديم مشاهد واقعية للشخصيات الحقيقية التى يتم تجسيدها، بالتوازى مع المشاهد التمثيلية التى يقدمها نجوم العمل كمحاكاة لما قدمته الأشخاص الحقيقية.

واستطاع أسلوب «الديكودراما» حرق كل خطط اللجان الإلكترونية للجماعات الإرهابية، فى التشكيك فى تفاصيل الأحداث وما يقدمه العمل من توثيق لمرحلة هى الأهم فى تاريخ مصر فى العصر الحديث.

ويعد العمل الخطوة الأجرأ فى تاريخ الدراما المصرية إذ يقدم تجسيدًا لأشخاص حقيقيين قدموا إسهامات وطنية كبرى، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى جانب تجسيده عددًا من قيادات الجماعة الإرهابية، فضلًا عن تقديم شخصيات اعتبارية من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المصرية.

وكشف المسلسل عن عمليات حقيقية نفذتها أجهزة المخابرات العامة والحربية والأمن الوطنى، ويظهر كيف يتم التنسيق بين تلك الأجهزة والتوفيق بين خطط عملها، من أجل تحقيق المصلحة العليا للوطن.

ويجمع العمل للمرة الأولى ٥ من نجوم الصف الأول الذين قدموا مسلسلات رمضانية قوية خلال المواسم الماضية، وهم كريم عبدالعزيز وياسر جلال وأحمد عز وأحمد السقا وخالد الصاوى.

كما قدمت «المتحدة» هذا الموسم واحدًا من الأعمال المخابراتية المهمة وهو «العائدون»، بطولة النجم أمير كرارة وعدد من النجوم، ويناقش قضايا مستوحاة من أحداث حقيقية استهدفت مصر والوطن العربى.

ويظهر العمل الخطر الذى مثلته الجماعات الإرهابية مثل «داعش» وغيرها، كما يكشف عن دور الأجهزة الأمنية المصرية فى مواجهة تلك الجماعات الظلامية وإحباطها الكثير من العمليات التى حاولت استهداف الوطن، فضلًا عن تدمير خطط من يقف خلف تلك الجهات من أجهزة عالمية ودول أمدتهم بالسلاح والأموال والمعلومات الاستراتيجية.

ويظهر المسلسل كيف كان بعض وسائل الإعلام المدار من الخارج يستهدف الدولة المصرية مقابل حفنة من الأموال، كما يظهر كيف اخترق رجال الأجهزة المصرية تلك الجهات وأحبطوا الكثير من مخططاتهم. 

وكان أعظم دليل على نجاح تلك الأعمال الوطنية لـ«المتحدة»، هو حجم الزخم الذى أحدثته على مواقع التواصل الاجتماعى، إلى جانب المناقشات التى دارت حولها والإشادات الكبيرة للمستوى الفنى والإنتاج الضخم والمميز لها.

الانتصار لقضايا المرأة وتوسيع قاعدة الإنتاج

قدمت الشركة مجموعة رائعة من أعمال الإثارة والتشويق، مثل «المشوار» بطولة محمد رمضان و«ملف سرى»، فضلًا عن مجموعة من الأعمال الاجتماعية مثل «يوتيرن» و«راجعين يا هوى» و«فاتن أمل حربى».

كما قدمت أعمالًا تمزج بين أكثر من لون درامى فى قالب واحد، مثل «دايمًا عامر» بطولة النجم مصطفى شعبان الذى قدم عملًا كوميديًا بطريقة شيقة، كما يحمل بُعدًا اجتماعيًا، من خلال مناقشة قضايا التعليم بشكل درامى خفيف وسط مزيج من «الأكشن» والرومانسية.

وتقدم النجمة يسرا مفاجأة جديدة هذا العام من خلال مسلسلها «أحلام سعيدة»، إذ تجمع فيه بين الكوميديا والدراما الاجتماعية عبر طرح موضوعات تهم المرأة المصرية، فى عمل هو الثالث المخصص للمرأة بعد «فاتن أمل حربى» و«يوتيرن» التى تتماشى مع توجه الدولة المصرية بالاهتمام بالمرأة وقضاياها.

واستعادت الشركة هذا العام، نسائم الزمن الجميل عبر طرح مسلسل «راجعين يا هوى» بطولة الفنان خالد النبوى وسيناريو وحوار محمد سليمان عبدالمالك، وهو العمل الذى يحمل بصمة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، فى تجربة مهمة أشاد بها الجميع.

كما قدمت عملًا مميزًا وفريدًا مثل «جزيرة غمام» الذى يعرض حصريًا على قناة «الحياة» ويجمع أكبر عدد من النجوم المميزين مثل طارق لطفى ومى عزالدين وفتحى عبدالوهاب وأحمد أمين.

شهد الموسم الدرامى الحالى عودة كثير من النجوم وصناع الفن للشاشة من جديد، بعد سنوات من الغياب، بالتزامن مع ضخ دماء جديدة فى الوسط الفنى. وكان النجم توفيق عبدالحميد مفاجأة الموسم إثر عودته للشاشة بعد غياب استمر ١٢ عامًا، من خلال أدائه المبهر وتقديمه دور البطولة فى مسلسل «يوتيرن»، من بطولة ريهام حجاج، ومن إنتاج «العدل جروب».

وكانت النجمة مى عزالدين إحدى أبرز النجمات العائدات للدراما الرمضانية، بعدما وافقت على المشاركة فى البطولة الجماعية لمسلسل «جزيرة غمام».

كما عاد المخرج محمد ياسين بعد عدة سنوات من الغياب عن الشاشة من خلال مسلسل «المشوار»، من بطولة محمد رمضان، وعاد المنتجان ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز للسباق الرمضانى، من خلال مسلسلهما «ملف سرى»، من إنتاج شركة مجموعة «فنون مصر»، وعاد كذلك المنتج كامل أبوعلى وشركته «الباتروس» للشاشة من جديد، من خلال مسلسل «دايمًا عامر»، من بطولة الفنان مصطفى شعبان.

اتسم الموسم الحالى بالتعاون الموسع مع عدد كبير من شركات الإنتاج، وتعاونت الشركة المتحدة فى هذا العام مع ٩ منتجين دفعة واحدة، مما زاد من دائرة التشغيل والتعاون، مع تشكيل لجنة متخصصة ومحايدة بالشركة لدراسة الأعمال المقدمة والموافقة عليها، للتأكد من عدم تشابه المضمون وضمان التنوع الدرامى.

وتعاونت شركة المتحدة مع شركة «العدل جروب» فى ٣ مسلسلات، هى «أحلام سعيدة» و«فاتن أمل حربى» و«يوتيرن»، كما تعاونت مع «سينرجى» فى «جزيرة غمام» و«الكبير أوى ٦»، و«ميديا هب» فى مسلسلى «العائدون» و«المشوار». 

وتعاونت أيضًا مع مجموعة «فنون مصر» فى مسلسل «ملف سرى»، و«روزناما» فى مسلسل «فى بيتنا روبوت ٢»، و«تى فيجن» فى مسلسل «سوتس»، و«أروما» فى مسلسل «راجعين يا هوى»، و«كى ميديا» فى «مكتوب عليا»، و«الباتروس» فى «دايمًا عامر».

وحول ذلك، أعرب المنتج جمال العدل عن سعادته بالتعاون هذا العام مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، معتبرًا أنه من أفضل الأعوام التى تم فيها التعاون بين المنتجين.

وأشاد بإدارة الشركة والاحترافية التى يجرى التعامل بها، فى ظل خطة العمل والرؤية المتميزة لخريطة الأعمال التليفزيونية، التى تسير على طريق صحيح لإعادة الدراما المصرية للريادة من جديد.

فيما أكد المنتج ريمون مقار أنه شعر براحة كبيرة فى التعاون مع المتحدة، منذ بدء جلسات العمل معها، خاصة فى ظل الدعم والمساندة والاهتمام بكل التفاصيل التى تم التحدث عنها فى الاجتماعات مع أعضاء الهيكل التنظيمى للشركة.

وأوضح أن الشركة تهدف لإثراء وإنعاش السوق الدرامية ما يحرك السوق على نحو إيجابى، وهو ما ينعكس على أحوال جميع العاملين فى مجال الفن والإعلام، ويظهر فى حسن اختيار الموضوعات وتقديمها بطريقة مميزة تزيد من ثراء الدراما المصرية.

واتضح هذا الموسم مدى نجاح الأعمال التى أنتجتها شركة المتحدة عربيًا، فى ظل ارتفاع الطلب على المسلسلات التى أنتجتها الشركة، وطلبت عدة قنوات عربية حقوق عرض المسلسلات المصرية على شاشاتها، نظرًا لارتباط الجمهور العربى بشكل كبير بنجوم مصر، ما يؤكد عودة الريادة ووصول الأعمال الدرامية المصرية إلى المكانة التى تستحقها.

وتعاقدت قنوات مثل «تليفزيون دبى» و«إم بى سى» و«إيه آر تى حكايات» و«أو إس إن» والتليفزيون السعودى و«روتانا» و«الشارقة» و«رؤيا» وغيرها من القنوات على عرض كثير من الأعمال.

وبالإضافة إلى ذلك، حصلت منصة «شاهد» على حقوق الأعمال المصرية للعرض خارج مصر، ونجحت تلك الأعمال فى تصدر قائمة المشاهدات على المنصة متفوقة على كثير من الأعمال المنتجة فى كثير من الدول العربية.

استعادة الكوميديا النظيفة.. والمغامرة بالوجوه الجديدة

لم تغفل «المتحدة» الجانب الكوميدى والترفيهى فى دراما رمضان، مقدمة أعمالًا تمثل عودة حقيقية لمجد الكوميديا المصرية بعيدًا عن الإسفاف والابتذال، متفوقة على برامج المقالب المصطنعة وغيرها.

وكان مسلسل «الكبير أوى ٦» هو الحصان الرابح فى الموسم، إذ كسب الرهان بجدارة وأصبح العمل الأعلى مشاهدة، مقدمًا كوميديا خفيفة مناسبة لكل الأعمار، من خلال الشخصيات الكوميدية التى تظهر فى مجتمع «المزاريطة» المحبوب.

وسيطر المسلسل على مساحات المشاهدات فى وقت الإفطار على كل الشاشات المصرية والعربية، وأصبحت تفاصيل العمل هى الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعى.

ومن مكاسب المسلسل هذا الموسم، تخريج عدد كبير من المواهب التى تستحق منحها فرصًا ومساحة أكبر، وبشر ظهورهم فى العمل بمستقبل مبهر لهم فى عالم الكوميديا، ومنهم: رحمة أحمد فرج وحاتم صلاح ومصطفى غريب وعبدالرحمن طه.

وفى الإطار نفسه، نجح النجم أكرم حسنى عبر أداء مختلف تمامًا عن كل أعماله الناجحة، فى تصدر المشهد بمسلسله الجديد «مكتوب عليا» بمشاركة مجموعة من نجوم الكوميديا.

كما يعد مسلسل «فى بيتنا روبوت ٢» مفاجأة الموسم، إذ غامرت «المتحدة» بمجموعة من الشباب هم هشام جمال وليلى أحمد زاهر وعمرو وهبة وشيماء سيف فى تقديم كوميديا خفيفة، وكسبت الرهان بشكل غير مسبوق، عبر تقديم عمل يحبه الأطفال قبل الكبار.

وخلال الحلقات الأخيرة من العمل، تصدر المسلسل «التريند» وموقع «يوتيوب» وحصد إشادات جماهيرية واسعة، وأثبت أن العمل الجيد هو من يفرض نفسه وليست الأسماء المشاركة فى الأعمال ومدى شهرتها.