رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدد .. استعادة طقوس المصريين وحيواتهم في معرض تشكيلي

مدد..مدد
مدد..مدد

 شهد معرض خان المغربي بالزمالك، في الثامنة من مساء الأحد، افتتاح المعرض التشكيلي الجماعي ، والذي جاء تحت عنوان “مدد ..مدد” ، بمشاركة الفنانين أحمد سليم ، إيفلين عشم الله ، إبراهيم البريدي،  عمر عبد الظاهر .

 

حلقة ذكر 

 “مدد”  كلمة تحمل في طياتها التقرب أكثر إلى"الله" ، وبمعنى إنساني، وشعبي، وتاريخي، وإجتماعي، رصد فناني معرض “مدد” عبر  لوحات الفنانة نيفين عشم الله ، مرورا بلوحات  الفنان أحمد سليم ،وصولا إلى الفنان  إبراهيم البريدي صاحب لوحات المرج خيط واحد روادها." التاريخ الإجتماعي والإنساني  لعلاقة المصريين بشهر رمضان ، بدءا من الطقوس  التى تظهر واضحة وحيه وتشغل  شوارع وحارات مصر من جنوبها حتى شمالها.

 

 

يشتبك فنانو معرض “مدد” دون سابق تخطيط، باستعادة ماضي المصري القديم المتجدد ، تاريخهم الإنساني الحي، الذي يتجلى واضحا في اشتباكهم  بطقوس رمضان ، ومنها "حلقة ذكر"  للفنانة أيفلين عشم الله ، تلك الحلقة الوجدانية والروحية والتي جسدت تفاصيل الرقص الروحي والعلو النفسي، والذهاب للدرجة القصوى في الذكر ، طمانينة الجسد في الاهتزاز والميل يمينا ويسارا مع صوت الذكرالذي يعلومع اشارة التوحيد ، صحيح ان اللوحة تجسد داخل اطارها  نموذج للمصريين البسطاء الريفيين، الذين يذهبون لحلقات الذكر وفي نيتهم الاحتفاء والخلاص من ضغوط اليومي المعاش والأني للذهاب في حالة صوفية غرضها الاقتراب أكثر إلى الله.

 أقترن رمضان بحفلات  للذكر لكبار المداحين وعلى رأسهم أحمد برين ، والتوني ، وياسين التهامي ، ومحمود التهامي ، حلقات الذكر مرتبطه ارتباط وثيق  برمضان .

من الجانب الروحي إلى الجانب الإجتماعي والإنساني يأخذنا معرض مدد ليستعيد إبراهيم البريدي  صورة بائع العرقسوس في شوارع القاهرة ، والتفاف الأطفال حوله قرب آذان المغرب بفوانيسهم.

 لاينتهى إبراهيم عند هذا الحد بل يأخنا عبر المرج خيط في رصد تفاصيل تفاصيل مايشغل الحارة والشارع المصري من اجواء  متعلقة برمضان .

 في نفس السياق، يأخذنا الفنان أحمد سليم إلى أقصى الجنوب ليسجل ويوثق ويستعيد ما كان ومازال يجري في صعيد مصر من طقوس احتفالية بشهر رمضا ، يقدم العلاقات الإنسانية والإجتماعية في اوج زهوها، وحراكها، وعودتها للفطرة الأولى المجبولة على المحبة والتأخي، يرصد سليم حالة الأفطارالجماعي بين ابناء العائلة الواحدة ، يقدم حالة نزوح للمحبة، وذلك  عبر دلالات تؤكد على استادة روح مصريتنا القديمة، والتى تتضح لا تغيب عنا ولكنها تظهر بوضوخح أكثر في شهر رمضان.

 ويشتبك أحمد سليم مع اليومي والمعاش والأصيل ، والذي يعد جزء لا يتجزأ من هويتنا الثقافية ،و إذا كان الطعام جزء رئيس في تلك الهوية ،فأننا أمام لوحتين بارزتين أولهما بائع العرقسوس، والأخرى لصانع "الكنافة" وهي أبرز حلويات شهر رمضان .

 

للفنان عمر عبد الظاهر 

 واتفق فنانو المعرض دون سابق تخطيط على تقديم حالة التجاور الطبيعي بين الكائنات، يرصدون عبر لوحاتهم بشر في حالة فرح وبهجة جوارهم قطط وطيورتقفزا.