رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف يحذر الأغنياء: الاختيال بالسيارة كسر لنفوس الفقراء

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن رمضان هو شهر العلم، وهو شهر الفهم، وهو شهر الوعي، وفرصة للتعلم، والاستفادة، والاستنارة، وحديثنا يتناول أهمية إعمال العقل في فهم النص، ذلك أن كثيرًا من المشكلات، والأفهام الخاطئة جاءت نتيجة وقوف بعض الجماعات عند ظواهر النصوص دون فهم لمقاصدها، ومراميها، وإلى غلبة مناهج الحفظ والتلقين على مناهج الفهم والتحليل، فلا بد أن نعمل عقولنا في فهم صحيح النص.

وقال وزير الأوقاف، إن هذا التوازن بين الأخذ بالأسباب، والتسليم بقضاء الله (عز وجل) لا يقف عند حدود عقد الناقة فقط ، وإنما نستفيد منه في كل جوانب حياتنا، فحسن التوكل على الله لا يعني عدم الأخذ بالأسباب، إنما يعني أن نأخذ بغاية الأسباب.

وأكد أن التوكل الحقيقي هو أن نأخذ بالأسباب ، ثم نفوض النتائج لله (عز وجل) لذا ؛ عندما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) للأعرابي: "اعقلها وتوكل"، أي: خذ بالأسباب ثم فوض النتائج لله (عز وجل) هذا ما نتعلمه في سائر شئوننا، الطالب في مذاكرته، والعامل في مصنعه، والفلاح في حقله، وكل إنسان يأخذ بالأسباب، ثم يفوض أمر النتائج إلى الله (عز وجل)، ولذلك عندما مر سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على قوم لا يعملون قال من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون على الله، قال بل أنتم المتكلون، ولستم بالمتوكلين لو توكلتم على الله حق التوكل لأخذتم بالأسباب ثم فوضتم أمر النتائج إلى الله (عز وجل).

 

وأضاف أنه قال تعالى: "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ ‌لَنْ ‌تَخْرِقَ ‌الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" ، فالغاية النهي عن الخيلاء، والاختيال بالنفس، والتجبر في المشية، لكن هل المنهي عنه هو الاختيال في المشي فقط أو مطلق الاختيال في أي مشي من كان يختال بدراجته أو من كان يختال بسيارته، وما أكثر الحوادث التي قد تقع نتيجة الاختيال والتباهي والإسراع بالسيارة فوق السرعة المقررة كلون من الاختيال بسيارة فارهة أو قوية أو نحوها، فالاختيال والعلو قد يكون مشيًا على القدم، وقد يكون بالسيارة استعلاء على خلق الله، بل إن الاستعلاء بالسيارة أعلى من الاستعلاء بالمشي، فالمقصود بالقصد في المشي هنا عدم الاختيال مطلقًا، سواء كان الإنسان ماشيًا على قدميه أم مستقلًا دراجته أم راكبًا سيارته.

وتابع :" بل إن الاختيال بالسيارة أشد من الاختيال بالمشي على القدمين لما في الثاني من كسر نفوس الفقراء، وأسوأ ما في ذلك أن يصل الاستعلاء بالنفس إلى تجاوز القوانين المنظمة للمرور والسير، مع أن الالتزام بقواعد المرور العامة، إنما هو للحفاظ على حياتك وحياة الآخرين، مما يتطلب أن تلتزم بالسرعات المقررة وإشارات المرور وتعليماته وآدابه وأحكامه دون أن يستعلي أحد على الآخرين لا بمشيته ولا بسيارته الفارهة ولا بدراجته الأغلى أو الأحدث