رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجال بدولة المؤسسات «2».. نسور مصر

مرت مصر بظروف عصيبة خلال حربها على الإرهاب والجماعة الإرهابية منذ 2010 كادت تنهى تاريخنا وتدخلنا مراحل الدمار والتدمير وانتهاء رؤية نور للمستقبل، فمنذ أكثر من 25 عامًا والمخطط الذى تم وضعه لنهاية مصر قد دخل التنفيذ من أحفاد الشيطان وسكان الكهوف الذين تم إعدادهم وتدريبهم بين الخارج والداخل.

تلك الجماعة أو العصابة لا تصدقوا ما حاولوا أن يسوقوه لنا بأن مرسى أبله، وأن الشاطر كذا وكذا، كلهم جندوا وتعلموا وتربوا على نموذج واحد فقط استحلال المال والعرض والوطن عبر معتقداتهم الشيطانية المنغلقة التى تبدأ بالزواج المتشابك بينهم وعدم أكل ذبيحة الآخرين ومن حاولوا سموم شباب هذا الوطن به.
هل تعتقد أن أحدًا ممن كانوا نوابًا لفترات كثيرة يمكن أن يكون ساذجًا لا وألف لا، بل إن التنظيم الشيطانى ومن تعاملوا معهم من أجهزة مخابرات أجنبية قد رسمت لكل واحد منهم طريقه وشكله وتعامله أمام المصريين؛ ليحصدوا أكبر قدر من الرضا أو يدخل أكبر قدر من الرهبة والتخويف لدى الشعب المصرى، وقد ظهر ذلك جليًا فى 2013 من تهديد ووعيد، وكان النموذج الواضح الإرهابى الدموى محمد البلتاجى.
ولأن مصر التاريخ والانتصار والبناء والحضارة وهى سمات لا توجد فى دولة على مر العصور إلا وبها رجال شرفاء حكماء يقودون باقتدار، ولهذا تستطيع أن تطلق على الأجهزة السيادية فى مصر النسور الخمسة التى تشكل فى إجماليها أقوى جهاز سيادى يتعامل مع هذه التشكيلات بكل السبل المتاحة، بدءًا من جمع المعلومات، وصولًا لباب المحاكمة.
هؤلاء النسور لا يوازيهم فى عملهم إلا تحالف واحد يطلق عليه العيون الخمس، فالاستخبارات المعاصرة لم تعد فقط تتجسس، بل أصبح أهم ركن فيها مواجهة العدو على أى أرض.
نسور مصر الذين نذكرهم وسنستمر فى ذكرهم بصفحات من خيوط الذهب، رجال تربوا على الولاء للوطن والشعور بالواجب والمثابرة في تنفيذ المهام بنهج إبداعي علمى محترف غيرمعهود وبذاكرة وعقلية تحليلية وقدرة على اتخاذ القرار، وأن تكون المخاطرة بشكل مبرر.
رجال يتمتعون بالقدرة على التركيز لفترات طويلة ويمتلكون كافة الأدوات فى التعامل مع الآخرين ونيل ثقتهم على أى أرض وتحكمهم مواثيق النزاهة والصدق في العلاقات، ولديهم اطلاع عظيم بمختلف المجالات، السياسة الخارجية والاقتصاد ومختلف العلوم.
نسور مصر وحماتها لديهم الاستعداد للعمل في ظروف قاسية وبعيدة عن الوطن مثلما حدث فى عودة الإرهابى عشماوى من ليبيا، وأيضًا رد حقوق أولادنا الذين ذبحواهناك، وغيرها الملايين من العمليات النوعية داخليًا وخارجيًا.
نسور مصر هم عيون مصر الساهرة، وهي الكلمة التي تشكل دائمًا السطر الأخير في أعظم القصص والمهام الوطنية والقومية. 
إن ما نراه فى مسلسل «الاختيار ٣» من وقائع؛ لهو سطر واحد فى مكتبة عظيمة سجلت حروفها بالدماء الذكية التى قدمها شهداؤنا من القوات المسلحة حماة الوطن ورجال الشرطة البواسل والمصريين الرافضين حكم الجماعة الإرهابية. 
من صفحات هذا الكتاب ووفق ما لدينا من معلومات أنه فى بداية عام 2000 تم رصد بعض العناصر الهاربة بالداخل من القيام بعمليات رصد لعدد من المواقع والأهداف بناء علي تكليفات تنظيمية من قادتهم بالخارج لتنفيذ عمليات إرهابية خلال انعقاد مؤتمر القمة الإفريقي الأوروبي الذي عقد في 3 و14 أبريل 2000، مستغلين انشغال الأمن في عمليات تأمين الوفود بهدف زعزعة الاستقرار الأمني وكرد فعل علي أحداث مصر، وكانت تستهدف العناصر بعض المنشآت الصناعية والسياحية ومصالح رعايا بعض الدول الأجنبية بمصر وشخصيات عامة ورموزًا دينية إسلامية ومسيحية ومواقع شرطية، لكن هيهات فنسور مصر كانوا حاضرين فأفشلوا مخططهم، وهو نفس السيناريو الذى تم تنفيذه خلال 2011 مع تغيير فى الظروف العالمية.

أما المعلومة الثانية فهى رصد قيام عناصر التطرف الليبية ذات القناعة الجهادية بدخول مصر كدولة عبور للسفر إلي سوريا والعراق عبر سيناء للمشاركة في الأعمال القتالية بالعراق في أعقاب قيام السلطات الليبية بتشديد سفر العناصر الشبابية منها للعراق، وبعض هذه العناصر ترددت علي مصر وتنوي التوجه لبلاد المغرب أيضًا للانضمام لصفوف عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب» وتنفيذ هذا التنظيم لعمليات إرهابية بدول المغرب العربي واحتمالية قيامه بوضعهم كخلايا كامنة له. 
ورغم تعاون مصر مع هذه الدول بتبادل المعلومات والتحذير إلا أن التنفيذ تأخرأكثر من 10 سنوات بسبب المعلومات المصرية التى سبق لها أن حذرت هذه الدول منها أيضًا، وكأنه كان كابوسًا وأيامًا من أيام نهاية العالم، فلدينا معلومات شبه مؤكدة لدخول بعض العناصر الإيرانية التي تتحدث العربية بطلاقة إلي مصر وبعض الدول المجاورة منتحلين صفة عراقيين لاجئين مستغلين جوازات سفر عراقية حصلوا عليها من أسر عراقية توفيت أثناء الحرب وهذه العناصر مدربة جاهزة للقيام بعمليات إرهابية في البلاد العربية التي لجأت إليها.

أضف لذلك تلك المعلومات التى رصدت اهتمام تنظيم القاعدة بالحصول علي أسلحة دمار شامل لاستخدامها في عمليات إرهابية بنفس طريقة حادثي مترو طوكيو 1995 والخطابات الملوثة بالجمرة الخبيثة بأمريكا 2001 باستخدام مواد كيماوية متداولة بالأسواق ويتم تصنيعها بالمواقع الجهادية من خلال اتصالات بينهم عبر شبكة الإنترنت. 
وأسلحة الدمار الشامل والسلاح الكيماوي والبيولوجي تظهر عند استخدامها احمرار البشرة والحروق وجروح محاطة باحمرار والقتل السريع وفقدان الوعي والكحة والرشح والحمي والصداع وفقدان الرؤية والقيء... الخ، ورصدت الأجهزة توقع قيام هذه العناصر باستهداف محطات مترو الأنفاق والمراكز التجارية الكبري والكنائس وأماكن اللهو وبعض التجمعات البشرية وقت الذروة، وتلويث مصادر المياه والغذاء وقيام هذه العناصر باستخدام خبراء من العاملين في المعاهد الطبية ومراكز الأبحاث والمعامل الجامعية والمؤسسات الكيميائية وبعض الوحدات العسكرية، وتتم سرقة المواد التي يتم التصنيع منها من سرقتها أو الحصول عليها من خلال بعض المراكز البحثية والمستشفيات والجامعات. 
عزيرى القارئ لو جمعت تلك المعلومات فى صورة واحدة سترى ما حدث للدول العربية والأوروبية خلال الـ12 عامًا الماضية أن الجنين المشوه والرحم الخائن الحامل له هو بطن تلك الجماعة الإرهابية التى احتضنت كل التنظيمات على اختلاف مسمياتها واختصت لنفسها بكلمة الإخوان المسلمين، وكان الباقون ليسوا إخوانًا ولا مسلمين. 
وللحق لم تعبر دولة أزمة الإرهاب المتطرف لهذه التنظيمات بسرعة خلال الـ50 عامًا الأخيرة سوى المحروسة مصر بحمد من الله وبفضل رجالها البواسل أبناء مصر المحروسة الذين كشفوا تكوين الجنين الحرام والمشوه ليتسلم الشعب المصرى الأبى الراية ويقود الملحمة للتخلص من النبت الشيطانى واقتلاعه من الجذور، وإن حاولوا مرارًا وتكرارًا، فما كان يحدث فى مصر هو عمليات أمنية بالغة التشابك، لم يتم خلالها فقط مراقبة أو متابعة الهدف أو «الجاسوس»، وإنما تم استخدامه أيضًا كقناة يتم عبرها تسريب المعلومات والبيانات المضللة إلى العدو حتى يتوه عن مهمته الأصلية. 
إننا أمام عمليات دارت بعض وقائعها على أرض أجنبية، ومن ثم فإن حجم الإنجاز المهني الذي حققه رجال مصر الشرفاء نسور الوطن في المتابعة والمراقبة، ثم في إنهاء العملية يعد إعجازًا حقيقيًا، وانتصارًا على عدة أجهزة مخابرات بوقت واحد، ضمن معارك حرب الجاسوسية والمعلومات. 
عاشت مصر أعمالًا من أعمال الحرب، لأنها ليست عملية جمع معلومات أو تجسس عاد، ولكنها عملية إنهاء أو بناء أكبر بلد عربى إفريقى. 
وفى النهاية انتصرت الإرادة المصرية لتثبت للعالم أجمع أنها دولة تريد السلم والبناء وأن نسورها حماة الوطن أبناء كل بيت مصرى هم الدروع والسيوف التى ستقطع رأس كل خائن أو غادر.. تحيا تحيا مصر.