رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجدي عاشور: حكمة الخالق تقتضي التيسير واستمرار نفحات رمضان طوال العام لأصحاب الأعذار

المستشار العلمي لمفتي
المستشار العلمي لمفتي الجمهورية الدكتور مجدي عاشور

قال المستشار العلمي لمفتي الجمهورية الدكتور مجدي عاشور، إن الله جعل في الشريعة خواص وقواعد فقهية عظيمة منها التيسير والمرونة والسعة والشمول والعموم.. مؤكدا أن التيسير مبدأ قرآني وشرعي : يقول تعالى" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" و"وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" ، والحرج بمعنى أن الشرع لا يريد عبادة فيها حرج حتى يكون فيها روح ووصل مع الله عز وجل.

وأوضح المستشار العلمي لمفتي الجمهورية - خلال لقائه في الحلقة السادسة من حلقات برنامج " آيات محكمات" والذي نتناول فيه قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، أن الإنسان لو انشغل بالحرج وبالعلة في المرض وبالظرف وبالعذر الذي لديه فكيف له ان يتمتع بالعبادة، إن الإنسان ما لم يتمتع بالعبادة سوف يجدها ثقيلة وستكون عبئا عليه، إنما لو تمتعت وتلذذت بالعبادة سيكون هناك فارق كبير ستدخل على العبادة للراحة بها، مثلما قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم " أرحنا بها يا بلال" يقصد بها الصلاة .

وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية: لهذا نقول الشريعة تعامل كل إنسان وفقا لقدراته وإمكاناته، ولقد قلنا في أول الحديث في البرنامج عن ذوي الأعذار "المريض ومن في حكم المريض". لأن السيدات ووفقا لخلقهن وهذه حكمة الله. يكون لديهن حيض "الدورة الشهرية" ، الست يحدث لها في وقت من الأوقات في وقت من عمرها دورة أو هي في مرحلة حيض أو ولدت وعندها دم نفاس مش قادرة وهذه خلقة ربنا هكذا هو خلقها هكذا. بعض السيدات من حبهن لشهر رمضان يغضبن انهن يفطرن في أيام الدورة. غاضبين إن شهر رمضان سينقضي دون صومه أو صوم بعضه .

وتابع المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، ولهذا نقول للسيدات الفضليات لا تغضبن "اقرأوا قوله تعالى "فعدة من أيام أخر". ينقضي رمضان ونصوم في غيره ، وكما قلنا ستشعر كل سيدة وفتاة بحلاوة وروحانيات رمضان في وقت أخر غير رمضان وهي تقضي ما عليها، لأن فضل وتجليات شهر رمضان وأيامكم التي فيها العذر أو المرض عموما ستنتقل إلى الأيام التي ستقضيهن فيما بعد لأن الفضل الخاص بشهر رمضان سينتقل إليك فيما بعد رمضان في الأيام التي ستقضي فيها ما فاتك بمعنى آخر ثواب أيام مؤجل وموجود كأنك واضع رصيد ومدخره لك الله تعالى، لأن رب رمضان هو رب الشهور كلها والله ذو فضل عظيم.

أما الجانب الآخر: أن ربنا سبحانه قام بتنويع العبادات لكي يتقرب إليه الإنسان إن لم يكن من باب صوم رمضان فلدينا الطاعات كثيرة ومتنوعة فالطاعات هنا ليست قاصرة على العبادات فقط ولكن إتقان العمل عبادة تقع الناس، عبادة صرف الأذى عن الناس عبادة قضاء الحاجات، أيضا قراءة القرآن الكريم من غير مس المصحف يعنى كمان ممكن بالنظر بالنسبة للحائضة سيكون بالنظر فقط لا بمس المصحف بالنظر . أيضا العبادة الأوسع بالنسبة للحائض ومن في حكمها هي الذكر والصلاة والسلام على سيدنا النبي ومساعدة الفقراء والمساكين وأن يظل اللسان رطبا بالحديث الطيب من القول والتخلق بالأخلاق الحسنة، لافتا إلى أن دار الإفتاء تأخذ بالرأي القائل إن أقل مدة الحيض يوم وليلة وأكثرها خمسة عشر يوما بمعنى آخر أن جميع السيدات يعرفن متى تبدأ فترة الدورة الشهرية . هناك من تعرف أنها ثلاثة أيام أو سبعة أيام أو عشرة أيام، وأكتر حاجة خمسة عشر يوما ، ومن ثم إذا زادت فترة الدورة عن خمسة عشر يوما نقول لها اغتسلي من أجل الصلاة وما بعد الخمسة عشر يوما يسمى استحاضة وليس حيضا ، وهو ما يترتب عليه إباحة المعاشرة الزوجية إذا كانت متزوجة ، ولها أن تمس القرآن والمصحف وتقرأ فيه ينفع وأن تصوم وتصلى وهذا ما تأخذ به دار الإفتاء والأزهر الشريف .
كما تحدث المستشار العلمي لمفتي الجمهورية ـ عن النساء اللاتي يفطرن لعذر ثم يمتنعن عن الأكل والشراب طوال اليوم . يعنى باللغة المصرية مش يتكسر صيامنا ـ وقال نقول لكل سيدة منهن نحييك على هذا الشعور الطيب الأصيل ولكن عليك أن تعلمن أنه لا صيام لك لأنك مفطرة ولا ينعقد الصيام في وقت العذر . تقولي سأتحمل الصيام . تحمل الصيام شيء واسقاط الفريضة شيء آخر، ولهذا يبقى لازم نكسر صيامنا بشرية ماء . هذه حاجات بسيطة زي أمهاتنا الله يرحمهم وأجدادنا الله يرحمهم وهذا ليس عيبا.
وتابع : وعليه يجب أن نكسر الصيام ونأكل حاجة خفيفة طالما كنت تريدين توقير والحفاظ على حرمة الشهر الكريم أو نأكل مع الناس أولى بمعنى ساعة المغرب نفطر معهم . وهذا شيء جميل إنما نغضب ليس في الاسلام غضب أنما حلم وطاعة ما يحدث هو إرادة الله سبحانه وتعالى الذي خلق فسوى. لفتا النظر إلى أهمية احترام الانسان لخصوصية الآخرين والحفاظ على شعورهن سواء كانوا رجالا أم نساء وان نلتمس الأعذار للجميع، محذرا ممن يجرحون غيرهم ممن يفطرون في رمضان، اتركه وشأنه وإن نصحته انصحه في السر بأن يأكل أو يشرب في مكان لا يراه فيه أحد أو اتركه وأنت تلتمس له ألف عذر وتقول في نفسك لعله مريض. لا شأن لي به أنا مسئول عن نفسي فقط .
يذكر أن وكالة أنباء الشرق الأوسط قامت بتطوير منتجها الديني وزيادة عدد البرامج الدينية التي تقوم بنشرها وإذاعتها احتفاء منها بشهر رمضان الكريم وبالنسيق مع وزارة الأوقاف المصرية والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والعلماء للمساعدة في نشر صحيح الدين بعيدا عن الغلو والتطرف ومواجهة الشائعات وأكاذيب الجماعات المتطرفة، وتقوم منذ اليوم ومع أول أيام وليال شهر رمضان الكريم في بث ونشر وإذاعة عدة برامج دينية ودعوية "برنامج "آيات محكمات" ويذاع لأول مرة، ويقدمه كل من الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية والزميل علي السيد، وذلك على النشرة العامة والسوشيال ميديا الخاصة بالوكالة ومدته 5 دقائق ، وبرنامج "مع الصائمين" ويذاع للعام الثاني على التوالي، وتستغرق كل حلقة منه ما بين 3 إلى 5 دقائق ، ويتحدث خلاله كبار علماء الدين الإسلامي من وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاءـ حيث سيذاع في الساعة التاسعة مساء من كل يوم على مدى أيام شهر رمضان المبارك، وبرنامج "حديث السحور" ويذاع للسنة الثالثة على التوالي بالتنسيق والتعاون مع دار الإفتاء على النشرة العامة والصفحات المتخصصة والسوشيال ميديا بالوكالة ومواقع التواصل الخاصة بالوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي.