رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبر جهاز التنسيق الحضاري

«عاش هنا».. إبراهيم الرفاعي يظهر في مسلسل «فاتن أمل حربي»

لافتة عاش هنا
لافتة عاش هنا

ظهرت لافتة لمشروع «عاش هنا» في مشهد ضمن أحداث مسلسل «فاتن أمل حربي».

والمسلسل من تأليف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في أول تجاربه الدرامية، وإخراج ماندو العدل، ومن بطولة نيللى كريم، شريف سلامة، هالة صدقي، خالد سرحان، محمد ثروت، وفادية عبد الغني، جيلان علاء.

تدور أحداث المسلسل في إطار درامي اجتماعي، إذ يتناول قصة «أمل» الموظفة التي تعمل بالشهر العقارى ومتزوجة ولديها طفلين وتعيش مع حماتها، وتنشب بينهما العديد من الخلافات، تؤثر على علاقتها بزوجها وتصبح بينهما الحياة مستحيلة.

لافتة «عاش هنا»

مشروع «عاش هنا» هو مشروع أطلقه جهاز التنسيق الحضاري منذ عام 2018، بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والمشروع يضم شخصيات من رموز الوطن فى شتى المجالات لإتاحة الفرصة للأجيال الحالية والقادمة للتعرف على إنجازات هؤلاء الرواد ليكونوا قدوة، كما وثق الجهاز من خلال هذا المشروع شهداء الوطن من الجيش والشرطة الأطباء.

ويضم مشروع عاش هنا الشخصيات المؤثرة في مصر قديما وحديثا، من علماء وأدباء وسياسيين وإعلاميين وفنانين وغيرهم من الشخصيات الهامة التى أثرت الحياة الثقافية فى مصر.

ووصل عدد الشخصيات التي تم إدراجها ضمن مشروع عاش هنا ليشمل 630 شخصية منذ انطلاقه، وكان قد تم إدراج 150 شخصية في شهر يناير الماضي.

من هو إبراهيم الرفاعي الذي حمل مشروع عاش هنا اسمه؟

إبراهيم الرفاعي هو قائد عسكري في الجيش المصري، كان قائد المجموعة 39 قتال صاعقة خاصة في حرب أكتوبر.

من مواليد قرية الخلالة - مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931، وقد ورث عن جده والد والدته (الأميرالاى) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداءً للوطن، كما كان لنشأته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه.

مجموعة الفدائيين

بعد معارك 1967 وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، باسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والأستطلاع كمحاولة من القيادة لإستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن، وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار على إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة.

كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عند الشيخ زويد ثم نسف مخازن الذخيرة التي تركتها قواتنا عند أنسحابها من معارك 1967، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي بذله في قيادة المجموعة.

المجموعة 39 قتال

مع الوقت كبرت المجموعة التي يقودها إبراهيم الرفاعي وصار الانضمام إليها شرفًا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة مناطق كثيرة داخل سيناء، فصار اختيار اسم لهذه المجموعة أمر ضرورى، وبالفعل أُطلق على المجموعة اسم المجموعة 39 قتال، وذلك من يوم 25 يوليو 1969 وأختار الشهيد إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة، وهو نفس الشعار الذي اتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948.

عمليات الرفاعي

أصبحت عمليات الرفاعي تشكل مصدرا للرعب على العدو الإسرائيلي فقد نسف مع مجموعته قطارا ً للجنود والضباط الاسرائليين عند منطقة الشيخ زويد، ونسف مخازن الذخيرة التي خلفتها القوات المصرية إبان الانسحاب. 

وكان نجاح هذه العملية ضربا ً من الخيال أو شبه مستحيل. 

ولكن الرفاعي ورجاله تمكنوا من الوصول إليها وتفجيرها حتى إن النيران ظلت مشتعلة في تلك المخازن لثلاثة أيام متصلة.

وفي مطلع عام 1968 نشرت إسرائيل مجموعة من صواريخ أرض – أرض لإجهاض أي عملية بناء للقوات المصرية. وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت متشددة في إخفاء هذه الصواريخ بكل وسائل التمويه والخداع، إلا أن وحدات الاستطلاع كشفت العديد منها على طول خط المواجهة.

ولم يكن الفريق أول عبد المنعم رياض في هذه الأثناء يعرف طعماً للنوم أو الراحة في معركته التي بدأها من أجل إعادة بناء القوات المسلحة المصرية، فأرسل على الفور إلى إبراهيم الرفاعي وكان الطلب "إسرائيل نشرت صواريخ في الضفة الشرقية، عايزين منها صواريخ يا رفاعي بأي ثمن لمعرفة مدى تأثيرها على الأفراد والمعدات في حالة استخدامها ضد جنودنا".

انتهت كلمات رئيس الأركان وتحول الرفاعي إلى جمرة من اللهب. ولم تمض سوى أيام قلائل لم ينم خلالها إبراهيم الرفاعي ورجاله. فبالقدر الذي أحكموا به التخطيط أحكموا به التنفيذ. فلم يكن الرفاعي يترك شيئا ً للصدفة أو يقبل بالفشل.

فكان النجاح المذهل في العملية المدهشة فعبر برجاله قناة السويس وبأسلوب الرفاعي السريع الصاعق استطاع أن يعود بثلاثة صواريخ وأحدثت هذه العملية دويا ً هائلا ً في الأوساط المصرية والإسرائيلية على حد سواء حتى تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ.

ومن العمليات البارزة أيضاً التي ارتبطت باسم الرفاعي عندما عبر خلف خطوط العدو في جنح الليل. ونجح في أسر جندي إسرائيلي عاد به إلى غرب القناة، كان هذا الأسير هو الملازم داني شمعون، بطل المصارعة في الجيش الإسرائيلي ولكن الرفاعي أخذه إلى قلب القاهرة دون خدش واحد.

وتتوالى عمليات الرفاعي الناجحة حتى أحدثت رأياً عاماً مصرياً مفاده "أن في قدرة القوات المصرية العبور وإحداث أضرار في الجيش الإسرائيلي" بل إنها دبت الرعب في نفوس الإسرائليين حتى أطلقوا على الرفاعي ورجاله مجموعة الأشباح.

وصبيحة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض طلب عبد الناصر القيام برد فعل سريع حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده، فعبر الرفاعي القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6 الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرا ً إسرائيليا ً.

حتى أن إسرائيل من هول هذه العملية وضخامتها تقدمت باحتجاج إلى مجلس الأمن في 9 مارس 1969 يفيد بأن جنودهم قُتلوا بوحشية. 

لم يكتف الرفاعي بذلك بل رفع العلم المصري على حطام المعدية 6 بعد تدميرها وكان هذا العلم يرفرف لأول مرة على القطاع المحتل منذ 67 ليبقى مرفوعاً قرابة الثلاثة أشهر.

وبعدما اندلعت حرب أكتوبر المجيدة، واصل الشهيد الأسطورة ورجاله الأعمال البطولية فأباد عديد من الجنود الإسرائيليين، كما نجح في إعادة الاستيلاء على حقل بلاعيم للبترول، وإعادته إلى مصر، وبعد حوالي 13 يومًا من اندلاع الحرب استشهد فارس القوات المسلحة إبراهيم الرفاعى يوم الجمعة 19 أكتوبر عندما حلَّ وقت الأذان بعدما أصابته إصابة مباشرة من دانة أطلقتها إحدى الدبابات، ليوارى جثمان الرفاعى الثرى ويبقى حيًا بسيرته العطرة تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل.