رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الماريشال على».. مقاتل هرب من الحرب العالمية وسكن وجدان الشرقاوى ومحفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

الماريشال على تردد أسمه فى كتاب "نجيب محفوظ يتذكر" للكاتب الراحل جمال الغيطاني؛ عندما ذكره الغيطاني أثناء تجوله مع أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، فتوقف أمام هذا الاسم الذي كان يرتدي الملابس العسكرية الحافلة بالنياشين التي هي عبارة عن أغطية زجاجات الأشربة الغازية، ويحمل في يده خرزانة هي أشبه بالسيف الذي يقود به معاركه في حى الدرب الأحمر قاطنا حارة المجاذيب بالقرب من منطقة الحسين.

"الماريشال على" يطل مرة أخرى في مقال عبد الرحمن الشرقاوي

عند تصفحي مقال للكاتب الكبير الراحل عبد الرحمن الشرقاوي نشر بمجلة العربي في 1 يونيو 1985 بعنوان "ذكريات وصور رمضانية"؛ أطل علينا الماريشال على مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس بطريقة مقتضبة مثلما أشار إليه نجيب محفوظ في سطرين بكتاب "الغيطاني"؛ لكن هذه المرة كشف "الشرقاوي" عن أنه أحد الرجال الذين تغنى فيه أحد شعراء مقهى الفيشاوي وتبارى أهل الكتابة في وصف محاسنه في ليالي الأنس خلال شهر رمضان على مقهى الفيشاوي.

وقال "الشرقاوي":" ولقد نجد في ركن آخر من مقهى الفيشاوي أو من غيره من المقاهي الكثيرة في حي الأزهر بعض مجاذيب الحسين.. وهم رجال بلا عمل تركوا أنفسهم وساحوا في حب الله إلى جوار الحسين!!، وكان يسمونهم الدراويش، وكان من أشهرهم أيام الحرب العالمية الثانية رجل يرتدي بدلة صفراء ويضع على كتفه وصدره مجموعة من النياشين هي في الأصل أغطية زجاجات الأشربة الغازية المحفوظة ، ويسمى نفسه "الماريشال"، ويصدر تعليمات عسكرية لغيره من الدراويش!!، وكان صديقًا لعدد من ظرفاء ذلك العصر، وأكثرهم ممن أدركتهم حرفة الأدب فهم شعراء وكتاب، ولقد أذكر أنهم كانوا في كل عام يقيمون حفلة تكريم للماريشال".

بيت شعر في الماريشال لأحد الشعراء

" التحيات رصعت بالنعال.. تتهاوى على قفا الماريشال".. هذا البيت من الشعر كشف عنه عبد الرحمن الشرقاوي فى مقالته؛ مشيرًا إلى أنه بيت يعود لأحد شعراء مقهى الفيشاوي في الماريشال على؛ وسرعان ما ردده الأخير وحفظه.