رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ديليفرى كتابة».. كيف كان يفصل أحمد خالد توفيق آراءه لتناسب قراءه؟

أحمد خالد توفيق
أحمد خالد توفيق

فى الوقت الذى بدأت فيه سلسلة ماوراء الطبيعة بالظهور في 1993، كانت الدولة المصرية على صفيح ساخن سياسياً؛ حيث الاستفتاء الرئاسي المصري وهو الاستفتاء الرابع في عهد حسني مبارك، والذى دعا إليه في 4 أكتوبر 1993 بعد ترشيحه من 439 عضو في البرلمان من أصل 448 عضو في 21 يوليو 1993 م، وقتها نحى أحمد خالد توفيق منحى آخر بعد ان كان ينتوى الدخول الى عالم الشباب بكتابة الأدب البوليسي وهو ما لم يتحقق له فى البدايات.

فى الوقت نفسه؛ كانت جماعة الإخوان الإرهابية تبحث لها عن آلية نفاذ للسلطة عبر البرلمان والمحليات فى إطار الإجهاز على مؤسسات الدولة فى وقت الإستفتاء الرابع؛ وهو ما كان بمثابة فرصة لتمرير بعض أفكار أحمد خالد توفيق لمريديه من الشباب المغيب والمشبع بأفكار الإرهابية.

المسكوت عنه فى مقالات أحمد خالد توفيق ومؤلفاته وقصصه التى تروج للأساطير والخرافات؛ أنتقل بالتبعية لمتابعيه ومريديه عبر عشرات من الصفحات التى تحمل أسمه ومقالاته على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكشف عن نوعية الأفكار المفصلة التى صاغها أحمد خالد توفيق لقرائه، وهو ما نكشفه فى السطور التالية:

حيوانات غير حساسة.. أحمد خالد توفيق يروج للشعور بالدونية

أحمد خالد توفيق الذى لم يعرفه قرائه فى البدايات كتب في نوفمبر 2004 مقالا في مجلة الشباب فى إطار التهميد لقصصه التى حجز لها صفحة ثابتة له تحت عنوان "الآن نفتح الصندوق"، متحدثاً عن نفسه قائلاً:" لا أعتقد أن هناك كثيرين يريدون معرفة شيء عن المؤلف.. فأنا أعتبر نفسي ـ بلا أي تواضع ـ شخصًا مملًا إلى حد يثير الغيظ.. بالتأكيد لم أشارك في اغتيال (لنكولن) ولم أضع خطة هزيمة المغول في (عين جالوت).. لا أحتفظ بجثة في القبو أحاول تحريكها بالقوى الذهنية ولم ألتهم طفلاً منذ زمن بعيد.. ولطالما تساءلت عن تلك المعجزة التي تجعل إنسانًا ما يشعر بالفخر أو الغرور"، وهى عبارات متراصة استهل بها "توفيق" قصصه التى ما ترسخ للدونية والتقليل من حضارة هذا البلد العظيم؛ وهو ما تجده مثلا فى ما ذهب إليه فى مقال له بعنوان "حيوانات غير حساسة" من كتابه "دماغى كده" حيث يقول:" هناك مجموعة صور متداولة جدًا على شبكة الإنترنت والمجموعات البريدية تحمل غالبًا عنوان (تبقى انت أكيد في مصر)، وهي مجموعة فريدة فعلاً من الصور التي لا يمكن تصديقها .. الحمار الذي تم تحميل عربته أكثر من اللازم فمالت وصار معلقًا في الهواء .. الرجل الذي يجلس على جهاز تكييف ليصلحه في الطابق السابع .. السيارة التي التوت قوائمها فكاد سقفها يلمس الأرض وبرغم هذا تمشي .. الشاحنة المحشورة تحت كوبري، والرجل الذي وضع في سيارته مفاتيح (ماجيك) من التي تستعمل في البيوت"، ويتضمن مقالات كتابه عدداً من الآراء المفصلة حرفياً لصياغة عقول قرائه بحسب اهوائه ومنها ترسيخ الشعور بالدونية.

مقتطفات من مقالات أحمد خالد توفيق: ثورة 30 يونيو إنقلاب.. و"مرسى "شهيد

من بين عشرات الصفحات التى تروج لمقولات أحمد خالد توفيق على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة بإسم "مقتطفات من مقالات أحمد خالد توفيق"، تعد نموذجاً متفرداً لكيف استطاع أحمد خالد توفيق ان يفصل أفكاره على مقاس شباب الإخوان والجماعات المتطرفة لاستغلال الغضب الكامن في نفوسهم الذي كان يحرك ميليشيات إليكترونية ولجان وآلاف الصفحات، التي كان يعتمد عليها قبل “30 يونيو” وبعدها للانتشار عبر استعطاف الجماعات التنظيمية الدينية القائمة التي كانت تعتبره كاتبها الأول لتوجهاته الدينية، وإليكم نموذجاً لما نشرته هذه الصفحة والتى تروج لأفكار الجماعة الإرهابية والعمل ضد دولة المؤسسات والقانون؛ منها توصيف "مرسى" بالرئيس الشهيد على سبيل المثال لا الحصر، ومنها الترويج بأن ثورة الثلاثين من يونيو هى إنقلاب وليس ثورة شعبية قادها الشعب المصرى ضد الجماعة الإرهابية وهو ما يكشف عن نوعية الأفكار المسكوت عنها فى مقالات وكتب أحمد خالد توفيق والذى أنتقلت بالتبعية لمتابعيه وصفحاتهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي.