رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وزير الفقراء الذي حاربته الإرهابية».. ماذا قدّم كمال الجنزوري للمصريين

كمال الجنزوري
كمال الجنزوري

«وزير الفقراء».. هذا هو اللقب الذي أُطلق على الدكتور الراحل كمال الجنزوري، حيث كان مختصًا برعاية محدودي الدخل، كما كان يعتمد سياسات لصالح الفئات الأولى بالرعاية، ما جعل هذا اللقب يتداول بين كافة أوساط المجتمع على نطاقٍ واسع، فضلًا عن إنجازاته التي أشاد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أطلق اسمه على مشروع توشكى، نظرًا لمجهوده الكبير فيه. 

وفي ذكرى رحيله، ترصد "الدستور" أبرز الملامح في حياة كمال الجنزوري. 

ولد الدكتور كمال الجنزوري، رئيس وزراء مصر الأسبق، في قرية جروان بمركز الباجور في محافظة المنوفية في 12 يناير 1933، وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميتشجن الأمريكية؛ وشغل العديد من المناصب بالدولة المصرية، وسبق أن شغل منصب محافظ الوادي الجديد ثم محافظ بني سويف، وأسند له إدارة معهد التخطيط القومي ثم أصبح وزيرًا للتخطيط، ثم نائبًا لرئيس الوزراء. 

وكان الدكتور كمال الجنزوري، قد تولى رئاسة الوزراء لأول مرة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، خلال الفترة من 4 يناير 1996 إلى 5 أكتوبر 1999، وعقب أحداث ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، كلفه المجلس العسكري بتشكيل الحكومة حيث أدى اليمين الدستورية في ديسمبر 2011 واستمر فيها حتى يونيو 2012.

وبعد أن سيطرت جماعة الإخوان الإرهابية على مجلس الشعب، بدأت تخطط لإقالة حكومة الدكتور كمال الجنزوري، عن طريق سحب الثقة منها عبر مجلس الشعب، الذي يمثل حزب الحرية والعدالة، التابع للجماعة الإرهابية، أغلبيته البرلمانية.

ولم تكتف الجماعة الإرهابية بسحب الثقة، بل حرضّت أعضائها وأنصارها على النزول إلى الشوارع في مظاهرة كبيرة تطالب برحيل حكومة كمال الجنزوري. 

وفي 25 يونيو 2012 عقدت حكومة الدكتور كمال الجنزوري بكامل هيئتها، اجتماعا عاجلاً بمقر الحكومة المؤقت بمدينة نصر، بناءً على دعوة الدكتور الجنزوري، بعد إعلان نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية وفوز مرشح الإخوان محمد مرسى بمنصب الرئيس، حيث تقدمت باستقالتها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

ويعد كمال الجنزوري صاحب فكرة الخطة العشرينية التي بدأت في 1983 وانتهت عام 2003، كما بلوّر "الجنزوري" أفكار ومشروعات ضخمة ساهمت في تسريع عجلة الإنتاج والزراعة والأمن الغذائي، بعيدًا عن منطقة وادي النيل المزدحمة،  مثل مشروع توشكى، وشرق العوينات، إضافة إلي توصيل المياه إلى سيناء عبر ترعة السلام، ومشروع غرب خليج السويس.

كمال الجنزوري نعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: "فقدت مصر اليوم رجل دولة من طراز فريد، هو الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق.

وأضاف الرئيس :"كان الراحل بارًا بمصر، وفيًا لترابها وأهلها، وصاحب يدٍ بيضاء في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية، وكانت له مكانته العلمية، ورؤيته الحكيمة، وقدراته القيادية المتميزة والناجحة، فضلًا عن أخلاقه الرفيعة العالية، وتفانيه وصدقه وإخلاصه في مراحل مصيرية وحاسمة من تاريخ هذا الوطن".

واختتم الرئيس نعيه للجنزوري، بخالص الدعاء بأن يرحم الله الفقيد الغالي، كما توجه بخالص عزائه لأسرته وأهله، داعيًا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان.