رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تجاوزت مصر أزمة كورونا؟.. أطباء يكشفون طريقة الوصول لـ«الإصابة صفر»

كورونا في مصر
كورونا في مصر

شكك البعض في قدرة الدولة على مواجهة وباء كورونا، لكن تلك المزاعم انتهت الآن لا سيما أن مصر أعلنت صراحة أنها ستتخذ كافة الإجراءات الاحترازية لكنها لم توقف عملية التنمية والعمل في أركان الدولة وتأكد ذلك من ثمار القرارات الهامة التي أعلنتها الحكومة خلال الأيام الماضية، وتشير فيها إلى تخفيف القيود التي وُضعت لمواجهة فيروس كورونا، لتطمئن المواطنين بنجاح الدولة في اجتياز أزمة الوباء، والاستعداد التام لحدوث أي متغيرات خلال الفترة المقبلة.

وشملت قرارات تخفيف قيود كورونا مد مواعيد غلق المحال والمطاعم والمقاهي وغيرها في شهر رمضان حتى الساعة الثانية صباحاً، كما سمحت أيضا بفتح دور المناسبات الملحقة بالمساجد، وأداء التراويح بالمساجد الكبرى خلال الشهر الكريم، وإقامة موائد الرحمن، والأفراح والاحتفالات في القاعات المغلقة بالفنادق، بشرط الالتزام التام بجميع بالإجراءات الاحترازية، التي نصت عليها وزارة الصحة والسكان، على أن يبدأ تنفيذ هذه القرارات بداية من شهر أبريل المقبل.

خطط اللقاحات تسير بشكل جيد.. وكافة مستشفيات العزل تلتزم بالإجراءات

 وقال فايد عطية أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية، إن وزارة الصحة والسكان تنبه دائمًا على جميع العاملين بها بضرورة الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية، التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية لمواجهة أزمة كورونا، بداية من مستشفيات العزل التي تستقبل الحالات المصابة، وصولًا إلى مراكز التطعيم بلقاحات المرض.

وأكد «عطية» في حديثه لـ«الدستور» أن الوباء لم ينتهي بعد، فهناك دول عدة مازالت تواجه مخاطر الإصابة به، ولم تتخلى نهائيًا عن الإجراءات الاحترازية، بل يتعرضون للإصابة بمتحورات جديدة، لذا يجب أن نتخذ الحذر ولا نتعامل على أساس انتهاء الوباء في مصر، حتى نستطيع تخطي الأزمة بشكل نهائي.

وعن الخطة التي تنفذها "الصحة" للحد والوقاية من الفيروس، لفت عطية: "تعمل الحكومة المصرية على زيادة مستشفيات العزل داخل المحافظات والقرى المختلفة منذ شهور عدة، وذلك كان من الأسباب الرئيسية في تخطي الأزمة، بجانب تجهيز الغرف الطبية بأفضل المستلزمات والأدوات الوقائية اللازمة لمكافحة العدوى داخل مستشفيات العزل، فضلًا عن توفير عوامل الأمان داخل مراكز التطعيم بلقاحات كورونا.

 

 وأضاف عطية: «الأطقم الطبية وفرق التمريض كان لهم دورًا بارزًا داخل مستشفيات العزل، ولا يمكن أن ننكر دورهم في اجتياز موجات الفيروس بنجاح تام، حتى وصلنا إلى مرحلة التعافي النهائية، ولم يعد مؤشر الإصابات اليومي مرتفعًا كما كان في السابق».

توقع «عطية» في ختام حديثه، فرض إجراءات احترازية شديدة خلال الفترة المقبلة، التي تشهد شهر رمضان، وسيتم مراقبة الوضع الطبي من قبل وزارة الصحة والسكان من خلال إجراء تفتيشات دورية على مستشفيات العزل ومراكز التطعيم، للتحقق من توافر كافة الخدمات والمستلزمات الطبية اللازمة لمنع حدوث موجات جديدة من الفيروس.

إسلام عنان: ذروة كورونا انتهت ونعيش حاليًا في هدنة

أكد الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، أن نسب التعافي من فيروس كورونا أصبحت أعلى من نسب الإصابة؛ ما جعلنا ننجح في كسر ذروة موجة كورونا الأخيرة، ونعيش حاليًا في فترة هدنة من الفيروس، في ظل ارتفاع نسب الإصابة بالمرض في بعض دول العالم.

 

وأضاف في حديثه لـ«الدستور»: «متوسط الإصابات بفيروس كورونا وصل إلى 600 - 700 حالة، بعد أن كان يتخطى الـ2000 حالة يوميًا، وذلك يُعد إنجازًا كبيرًا في فترة قصيرة لم تتجاوز ثلاث أشهر، في ظل ظهور متحورات كورونا سريعة الانتشار مثل أوميكرون».

وأشار إلى الموجة السادسة التي تكاد أن تتعرض لها كافة دول العالم، وأولهم دولة الصين التي تتعرض لارتفاع ملحوظ في معدل الإصابات بالمرض، وبالأخص منطقة شنجهاي التي تشهد إصابات مرتفعة للغاية، ورغم ذلك لم تقرر الصين الاتجاه إلى الإغلاق مرة أخرى، فقط يكتفوا بغلق الأماكن التي تشهد إصابات عدة، ولكن المطمئن أن معدل الوفيات من الفيروس قليل للغاية بالنسبة لمعدل الإصابات بالفيروس.

أما عن توفير اللقاحات، أوضح أستاذ اقتصاديات الدواء أن مصر تعتبر من الدول الناجحة في تغيير بروتوكول علاج كورونا، فقد لاحظنا أنه لا توجد إشكالية في توفير الدواء واللقاحات المختلفة، خاصة في الفترة التي أصبح فيها إمكانية لتصنيعه، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي عن اختيار مصر ضمن أول 6 دول في قارة أفريقيا.

 

وأوضح أن مصر تتلقي التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات الحمض النووي mRNA، وهي نفس التكنولوجيا المستخدمة في أقوى اللقاحات فاعلية ضد كوفيد-19 وضد المتحور أوميكرون، مثل لقاحات شركتي فايزر وموديرنا.

وتوقع ارتفاع معدل الإصابات في شهر رمضان في حالة عدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية اللازمة، رغم أن الصيام لا يقلل المناعة، ويحسن أنشطة الجسم، لكن تظل التجمعات الكثيفة خلال هذه الفترة هي المشكلة الأكبر التي تواجه الدولة في ظل مواجهة الوباء.

واستكمل: «الموجة السادسة غالبًا ستكون الموجة الأخيرة، وقد تعلن منظمة الصحة العالمية عن أن كورونا مرض طبيعي وليس وباء عالمي؛ ما سيجعلنا نتعامل معه كأي مرض آخر نتعرض له في حياتنا، كما أن الإجراءات الاحترازية ستنخفض من حين لآخر مع مراعاة الالتزام بخطة التلقيح».