رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة عمانية: لا نهاية «وشيكة» للحرب الروسية الأوكرانية

جريدة الدستور

قالت صحيفة "الرؤية" العمانية، اليوم الأحد، إن ما يحدث في أوكرانيا من أحداث متسارعة، ومعارك وملايين النازحين واللاجئين يفرّون من أتُون الحرب، ومدن تخلو من كل شيء سوى ضجيج المُجنزرات والدبابات وأزيز الطائرات الحربية، وتوتر عالمي غير مسبوق، وحالة تأهب عسكرية لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، وكساد تضخمي يضرب الاقتصادات، ومخاوف من نشوب صراعات عسكرية في مناطق مُختلفة من العالم، هكذا هو المشهد العالمي تحت وطأة الحرب التي تدخل شهرها الثاني، بينما لا يبدو في الأفق نهاية وشيكة لهذه الحرب التي تُهدد بما هو أسوأ خلال الفترة المقبلة.
وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان "لا أفق لهذه الحرب": إذا نظرنا للواقع نجد عمليات عسكرية لا تتوقف، وخسائر مليارية في الاقتصاد العالمي، وقصف روسي لا يهدأ ليل نهار، وتسليح أوروبي أمريكي لأوكرانيا يمضي على قدم وساق، وانهيارات اقتصادية لكل من روسيا وأوكرانيا، فإنَّ الفترة المقبلة من هذه الحرب لن تكون أقل وطأة ممّا سبق".

وأشارت إلى أن "ما نجنيه من تداعيات الحرب على اقتصاديات الدول يتَّضح أنَّ التأثير واضح لا يقبل التشكيك.. نعم نعلم أنَّ ارتفاع أسعار النفط لمستويات مرتفعة للغاية يُحقق لنا وللدول المنتجة للخام مكاسب فقدتها خلال السنوات العجاف الماضية، لكنها في الوقت نفسه تزيد من أسعار السلع الأخرى، وهو ما يتسبب في قفزة بمؤشرات التضخم، تنعكس على القوة الشرائية للمستهلكين، وتُؤثر على السياسات النقدية للبنوك المركزية، وتلقي بظلال سلبية على عمليات الاستيراد أو التصدير، فما يأتي من واردات بسعر مُرتفع يُؤثر بالضرورة على سعر المنتج النهائي في الأسواق المحلية، ونظرًا لأننا نستورد الكثير من المنتجات، فلا شك أن تبعات ذلك سيشعر بها المستهلك. وفي المقابل، ستواجه خططنا لتصدير المُنتجات والسلع تحديات نتيجة لارتفاع الكُلف التشغيلية وسعر الوقود وزيادة أسعار الشحن البحري أو الجوي، وغيرها الكثير من الأسباب".
وأوضحت أنه في الوقت نفسه يجب علينا أن نعلم أن الزيادة العالمية في الأسعار نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، ستُؤثر علينا تدريجيًا، ولذلك نؤكد مجددًا أهمية اعتماد البدائل الاقتصادية الآمنة؛ سواء فيما يتعلق بمخزوننا الاستراتيجي من السلع والمنتجات، أو السعي للتوسع في المشاريع ذات الصلة بالأمن الغذائي، والتوسع في الرقعة الزراعية، ورفع معدلات الإنتاج. عندئذ سنتمكن من مواجهة الكثير من التحديات الناجمة عن الأوضاع العالمية غير المُستقرة.
ونوهت بأنه لا شك أنَّ تداعيات الحرب أثرت بصورة حادة على أسعار الطاقة، وخاصة النفط والغاز، لا سيما وأن روسيا واحدة من كبار منتجي هذه السلع الاستراتيجية، فضلًا عن كونها المزوّد الأول للغاز إلى أوروبا، ورغم أن الغاز الروسي لم ينقطع حتى الآن عن أوروبا، إلّا أن المخاوف من فرض عقوبات على هذا القطاع ستفضي إلى نتائج لن تُحمد عقباها، ومن هنا ينبغي على الغرب التفكير جديًا ومليًا قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة، خاصة أن روسيا لا يبدو أنها عازمة على وقف الحرب قريبًا؛ حيث أعلنت موسكو أكثر من مرة أنها لن تتوقف إلا بعد اكتمال أهدافها.
وقالت الصحيفة أنَّ ثمة أطرافًا إقليمية ودولية تتحرك في الوقت الراهن وتجري مباحثات حول قضايا تبدو في ظاهرها عامة، لكن المؤكد أن خلف الكواليس وداخل غرف الاجتماعات المغلقة، تدور نقاشات يُريد كل طرف من خلالها استغلال الانشغال العالمي في الحرب، ومن ثم انتزاع مكاسب وتحقيق مآرب لا نعلم إذا كانت في صالح المنطقة والعالم أم لا.