رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احتفالات في الكنائس الغربية والكاثوليكية بمصر بذكرى عيد البشارة

الكنيسة
الكنيسة

تشترك الكنائس الغربية من مورانة ولاتين وروم ملكيين اليوم بالاحتفال بعيد البشارة.

وتقول الكنائس إن هذه ذكرى تجسّد الكلمة، وبه صارت العذراء مريم امّ الله. هذه الأمومة الإلهية هي أساس النعم والامتيازات كلّها التي غمر بها الله مريم العذراء:" السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك". إن أم الكلمة المتجسد، آدم الجديد، ورأس البشرية لخلاصها، أي سيدتنا مريم العذراء هي أيضاً بالروح أمّ الجنس البشري، أمنُّنا جميعاً، بسبب اتحادنا بالكلمة، بوصفنا أعضاء لجسد واحد هو رأسه، ينبع الحياة الإلهية فيه. مريم العذراء، برضوخها لإرادة الله ("أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك") الذي اختارها في مخطط التجسّد والفداء، أضحت شريكة الكلمة في تحقيق هذا القصد الإلهي لحياة البشرية البنوية والشكر الحميم، والوعي العميق للسرّ الذي بدأ اليوم يظهر للعالم، بفتاة الناصرة الوديعة والناصعة الطهر، " لأنه نظر إلى تواضع أمته، فها منذ الآن تغبطني جميع الأجيال، لأن القدير صنع بي عظائم".


وفي هذه المناسبة تلقي الكنائس عظة على مسماع المحتفلين تقول فيها: "لكي تكون مريم أمّ المخلّص، "نفحها الله من المواهب بما يتناسب ومثل هذه المهمّة العظيمة" . فالملاك جبرائيل حيّاها إبّان البشارة على أنّها "ممتلئة نعمة". وبالفعل، لكي تستطيع أن توافق موافقة إيمانٍ حرٍّ على الدعوة التي دُعيت إليها خلال البشارة، كان لا بدّ لها من أن تكون محمولة بِنِعمة الله.


على مرّ العصور، وعت الكنيسة أنّ مريم "الممتلئة نعمة"، قد افتديت منذ أن حُبل بها. هذا ما تعترف به عقيدة الحبل بلا دنس، التي أعلنها البابا بيوس التاسع سنة 1854: "إنّ الطوباويّة العذراء مريم قد صينت، منذ اللحظة الأولى للحبل بها، سليمة من كلّ لطخة من لطخات الخطيئة الأصليّة، وذلك بنِعمةٍ من الله الكلّي القدرة وبإنعامٍ مِنهُ، نظرًا إلى استحقاقات الرّب يسوع المسيح مخلّص الجنس البشريّ".
هذه "القداسة الرائعة والفريدة" التي "أغنيَت بها منذ اللحظة الأولى من الحبل بها"، تأتيها كلّها من الرّب يسوع: فقد "افتديت بوجه سام، باعتبار استحقاقات ابنها". فوق كلّ شخص آخر مخلوق، "باركها الآب بكلّ أنواع البركات الرُّوحيّة في السماوات، في المسيح". إنّه "اختارها فيه عن محبّة، من قبل إنشاء العالم، لتكون قدّيسة وبغير عيب أمامه".  
إنّ آباء التقليد الشرقي يدعون والدة الإله "بالكليّة القداسة"، ويحتفلون بها على أنّها "معصومة من كلّ وصمة خطيئة، لأنّ الرُّوح القدس عجنها، وكونها خليقة جديدة". لقد لبثت مريم طول حياتها بريئة، بنعمة الله، من كلّ خطيئة شخصيّة.