رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نعيش كـ«كلاب البرارى».. داعشى يفضح وضع التنظيم الإرهابى لـ«أمان»

جريدة الدستور

• الدواعش متفرقون ويعملون بشكل فردي بتوجيه من شخص لا يعلمون مَن هو لكنه خارج سوريا
• دوري هو صيانة الأجهزة الإلكترونية وتشغيل برامج تمنع تتبعها
• ظننت أنهم سيرفعون راية الإسلام لكن كل ذلك كان أكاذيب

الحوار مع إرهابي أشبه بجمرة من النيران، فالبعض يعتبره شيطانًا والبعض الآخر يعتبره ملاكًا، لكن الإرهابي يظل إرهابيًا يحمل دماء بني البشر على يديه مهما صار أو تغير، فما الحال إن كان لا يزال ترسًا فى آلة القتل، لا يهمه سوى جمع المال مقابل الدم !

"أمان" ينشر قصة داعشي انضم قبل 5 سنوات إلى التنظيم الإرهابي فى سوريا، يروي أسرارًا من داخل التنظيم الذى يعيش أيامه الأخيرة، لا نتعامل مع ما قاله كحقائق باعتبارها مزاعم، لكنها تكشف كيف أصبح هيكل التنظيم الإرهابي.

محمد العادلي، سوري الجنسية، في أواخر العقد الثالث من العمر، مقاتل سابق داخل تنظيم «داعش» في دير الزور، يزعم فى حديثه أنه بعدما هرب من التنظيم الإرهابي في 2018 عاد مرة أخرى إليه في العام الماضي.

وحول الحالة الحالية داخل التنظيم الارهابي، يقول إن العناصر التابعين لداعش متفرقون ويعملون بشكل فردي بتوجيه من شخص لا يعلمون مَنْ هو بشكل مؤكد، لكنه خارج سوريا، حسب زعمه، لافتًا إلى أنه شخصيًا لا يهتم إذا عمل مع إرهابيين أو مع من يحاربون الإرهاب، ما يريده هو الحصول على الأموال فقط.

يزعم محمد أنه اضطر للعودة مرة أخرى بعدما كان قد تمكن من الهرب بصعوبة من قبضة تنظيم داعش عندما كان أحد عناصر التنظيم في السابق، لكنه سعى للبحث عنهم مرة ثانية بسبب عدم قدرته على العيش هو وعائلته.

ووفقًا له فهو يعيش منذ 3 أعوام في مخيم تابع للأمم المتحدة بدرعا، حيث يعيش الموجودون به حياة مأساوية: "لست سعيدًا بعودتي للمتطرفين مرة أخرى للحصول على بضعة دولارات لإطعام أسرتي بعدما قُتلت زوجتي في قصف مدفعي وتوفى والدي بسبب المرض الذي تفشى في جسده نتيجة الأحوال المعيشية غير الآدمية في المخيمات".

وأضاف العادلي: "التحقت بعد هروبي من داعش في 2018 بمخيم الركبان، الذي يقع على الحدود السورية الأردنية في منطقة الركبان وفي منطقة نائية لا حياة فيها ولا ماء، حيث وضعتنا مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من قبل مجموعة المأوى العالمي، والاتحاد الأوروبي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، ووزارة الإدارة المحلية السورية".

وواصل الشاب الثلاثيني: "انضممت إلى داعش في البداية عندما ظننت أنهم سيرفعون راية الإسلام ويوحدون الأمة الإسلامية كما كانوا يدّعون، لم أكن يومًا متطرفًا ولم أمارس التطرف، حتى عندما كنت مقاتلاً معهم، حيث كان دوري هو تصليح الأجهزه الإلكترونية كالهواتف وأجهزة الحاسوب المحمولة، وتشغيل البرامج التي تمنع تتبع هذه الأجهزة من قبل الباحثين عن عناصر داعش".

وتابع أن ما دفعه للانضمام إلى الجماعات الإرهابية في سوريا مرة أخرى سببه أنه يريد جمع المال من أجل أن يرحل عن المخيم، مشيراً إلى أنه عندما كان مع داعش في البداية تأكد أنه لا يمثل الإسلام الصحيح، لكن لم يكن باليد حيلة حتى استطاع الهروب منه، وعندما أراد العودة أشار إلى أن العمل معه، الآن، أسهل من ذي قبل.

وعن وصفه بالمرتزق قال العادلي: "لا بأس بأن يتم وصفي بذلك، فمن لا يعيش ما نعيشه ككلاب البراري لا يعي الموقف".