مراقبون دوليون عن 30 يونيو: الجيش والشعب المصرى أنهيا المؤامرة الغربية فى بلدهما

في كتابه الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يرصد الكاتب أحمد محمد عبده، في كتابه "مصر تخلع النقاب"، أبرز شهادات المحللين السياسيين والمراقبين الدوليين، عن ثورة 30 يونيو 2013 وأثرها المحلي والعربي والدولي، مشيرا إلي أن الإنجاز العملي لثورة 30 يونيو، الذي انعكس علي مصر بالتحديد، هو إسقاط البند الأهم في المشروع الغربي الصهيوني وهو تفكيك الجيش المصري وتقسيم مصر، وإن كان المشروع قد أصاب بعض الدول العربية في مقتل، التي لم تسلم من وضع خريطة جديدة للشرق الأوسط، تطويرا لاتفاقية سايكس بيكو 1916.

وأوضح أنه حين اقتسمت المنطقة فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، لتصير اليوم دويلات إثنية طائفية ومذهبية متناحرة متقاتلة ضعيفة، لضمان استمرار القوة لإسرائيل، بما يمهد لقيام إسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات، ليقول رئيس الأركان الأمريكي "ريموند أوديبرتوا" بلسانه قائلا: إنه لا حل للعراق إلا بتقسيمه إلي ثلاث دويلات، سنية وشيعية وكردية، وبالطبع فإن حديثه ينطوي علي باقي دول المنطقة، وقد بدأ التنفيذ.

ــ شهادات دولية وعالمية.. كيف غيرت ثورة 30 يونيو 2013 شكل المنطقة

يقول مايكل موريل، نائب رئيس المخابرات المركزية الأمريكية في كتابه "الحرب الكبري.. حرب المخابرات المركزية ضد الإرهاب من القاعدة إلي داعش": إن الإطاحة بمحمد مرسي أمر جيد وفي صالح مصر، فهو كان يقود البلاد إلي هاوية الخراب والتطرف وعدم الاستقرار، وإن المنطقة كلها والعالم من حولها، سيدفع ثمن تغول الإرهاب في عهد الإخوان حتي اليوم، ولسنوات طويلة، وهو قائد بالغ السوء واتضح أن الإرادة الشعبية يمكن أن تأتي بالحاكم الفاشل. أعلم أن ما أقوله يتعارض مع سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، لكنني درجت طيلة حياتي علي قول الحقيقة.

فيما قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية في أيام ثورة 30 يونيو 2013، إن مشهد ميادين مصر اليوم يحمل تعريفات مختلفة للديمقراطية، وقالت إن تلك الحشود تمثل معركة مبارزة علي كيفية تعريف الديمقراطية في مصر الجديدة، كما قالت إن مرسي كان مثالا خافتا للديمقراطية، وأنه ساعد علي انقسام المشهد المتوتر في بلد خرج لتوه من عقود طويلة من الاستبداد.

- معهد كارنيجي: الإخوان ارتكبوا أخطاء تكتيكية فادحة باندفاعهم للسيطرة على البلاد

وفي تقرير لمعهد كارنيجي للأبحاث والدراسات في أمريكا، عن إخفاقات الإخوان قال: قبل ثورة يناير بثلاث سنوات، بدت جماعة الإخوان وكأنها لاعب سياسي أساسي ووريث للسلطة بعد الإطاحة بمبارك، جماعة الإخوان لم تتمكن من القيام بعملية تحول في بنيتها الأيديولوجية والتنظيمية، تتماشي مع روح العصر، ورغم اشتغال الإخوان بالسياسة في عهد مبارك، فإنهم كانوا أبعد ما يكونون عن الديمقراطية والحداثة، والضحالة والانتهازية عملت علي فشلهم في إقامة دولة ذات حكم إسلامي كما يزعمون، ارتكبوا أخطاء تكتيكية فادحة باندفاعهم للسيطرة علي البلاد، وفشلوا في تطوير خطابهم بما يتوافق مع الظروف السياسية والديمقراطية التي طرأت بعد ثورة يناير، وثبت عدم استعدادهم لتقديم تنازلات، ولو من أجل كسب انتصارات تكتيكية سريعة، واليوم تفقد الجماعة مصداقيتها في أعين المصريين، وتبدو أمام الشعب من بقايا النظام القديم.

وبدوره يقول الصحفي الفرنسي تيري ميسان في موقع "فولتير" الإخباري، إن سقوط مرسي سينهي الهيمنة الإخوانية علي المجتمعات العربية، وكان ضربة قوية للغرب وحلفائه قطر وتركيا، وإن الجيش المصري والشعب أنهيا المؤامرة الغربية في بلادهم.

- ما حدث في مصر نقطة تحول رئيسية في انخفاض وزن أمريكا

فيما قال الموقع البحثي الكندي "جلوبال ريسترن" بأن تحرك الجيش المصري السريع لاعتقال محمد مرسي وقيادات الإخوان يمثل انتكاسة لاستراتيجية واشنطن في دول الربيع العربي، فكانت واشنطن تبغي نشر الفوضى من الصين إلي روسيا، من خلال المنطقة الغنية بالطاقة، كما أشار الموقع إلي أن ما حدث في مصر يعتبر نقطة تحول رئيسية في انخفاض وزن أمريكا.

وتقول صحيفة "هافنجتون بوست"، أكبر صحيفة يسارية أمريكية إن ملايين المصريين لقنوا أمريكا درسا في الديمقراطية، ملايين المصريين علمونا أن القادة المنتخبين لا يملكون الشرعية بالضرورة.

وقال روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني، لصحيفة واشنطن تايمز، نشرتها مواقع أمريكية، إن تحرك الجيش المصري لعزل مرسي، منح أوباما فرصة ثانية لتصحيح أخطائه التي ارتكبها في الشرق الأوسط، وفهم ما يجري في مصر، وقال إن إدارة أوباما أخطأت بشدة في إدارة علاقتها بالإخوان، حيث سمحت لهم بالتصرف في مصر كما يحلو لهم، مقابل حفاظهم علي معاهدة السلام ومصالح أمريكا في المنطقة، وأقنع الإخوان الإدارة الأمريكية بأنهم قادرون علي ذلك.

ويقول الباحث الأمريكي جيفري مارتيني، خبير شئون الشرق الأوسط في مؤسسة "راند" أكبر مؤسسة بحثية في الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 17 أغسطس 2013، أي بعد فض اعتصامات رابعة والنهضة بثلاثة أيام، إن باراك أوباما بعد ثورات الربيع العربي، بني سياساته الخارجية في الشرق الأوسط علي القوة الصاعدة للإخوان، وراهن عليهم للحفاظ علي المصالح الأمريكية في المنطقة، وإن واشنطن تشعر الآن بالخجل والارتباك، بسبب انتقادات المصريين لكل مواقفها، وأشار التقرير إلي أن تنظيم الإخوان ارتكب أخطاء كبيرة.

فيما أوضح الصحفي الأمريكي وليام انجدال، صاحب كتاب "الديمقراطية الاستبداية في النظام العالمي الجديد": إن هدف أمريكا هو خلق أكبر قدر من الفوضى بالمنطقة، من أجل تجهيز دور أكبر لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بشكل دائم في المنطقة العربية، فكان الإخوان في نظر أمريكا هم من يملكون صك الديمقراطية.

أما جيمس وولسي فقد قال، الجنرال "السيسي" قضي علي هذا الحلم، لقد ضرب "السيسي" حلم أمريكا والصهيونية في مقتل، ووضع أوباما في موقف حرج مع إدارته وشعبه، أمريكا والغرب فضحتهما تصرفاتهما، ففي ثورة 25 يناير كان الرد الأمريكي علي مبارك أن يرحل، أما في ثورة 30 يونيو، فقد تشعل أمريكا والمعسكر التابع لها حربا شرسة لعودة رئيس عزله شعبه.