رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التاريخ لا يكذب».. لماذا لم تتعلم «الإخوان» الإرهابية من أخطائها؟

الإخوان
الإخوان

"التاريخ يعيد نفسه".. مقولة أثبت حقيقتها عبر العصور، ومنها راح الكل يعرف الأخطاء ويتلاشاها فلا يحاول تكرار نهج تسبب في ضرر، الكثيرون فعلوا هذا وتعلموا من أخطائهم إلا جماعة الإخوان الإرهابية أصرت على الغباء كأنه ملكية خاصة لهم ولا يصح لأحد غيرهم استخدامه، مرددين الأكاذيب في محاولة لكسب التعاطف.

قبل اغتيال النقراشي باشا كان الرأي العام يقف موقفًا مائعًا من الجماعة، ففريق كان يعطف عليها، ويلتمس لها العذر، ويغفر لها الجرائم على اعتبار أنها حدثت في عهود سابقة، خصوصا بعد أن تولى أحد رجال القضاء أمور الجماعة وهو حسن الهضيبي، والذي قضى فترة من حياته مستشارا بمحكمة النقض لمدة 27 عاما.

ونفس هذا الأمر حدث في السنوات القليلة الماضية بعد حادث رابعة تحديدا، وهو الذي ظن فيه فريق كبير أن الدولة تجنت على الجماعة، وكذّب الكل بأن هناك سلاحا وتفجيرات ودسائس وغيرها، ووقف الكل من الأمر كما حدث في السابق، فريق يظن أن الجماعة ظُلمت، وفريق تعاطف معها، وفريق لا يعرف أين الخطا وأين الصح، حتى بعد حدوث الكثير من التفجيرات وموت الكثير من الضباط والكثير من العمليات التي تمت للقضاء على أبناء الجيش في سيناء، وبعد تجلي الحقائق عاد الجميع ليلعنهم شر لعنة.

الجهاز السري
كان الجميع قد سمع عن أن جماعة الإخوان أنشأت جهازها السري، وكما قال الكاتب الكبير محمد التابعي في مقال له: "أنشأت الجماعة جهازها السري الخاص لكي تحارب به فاروق في طغيانه وفساده، ولكي تحارب الإنجليز في منطقة القناة".

كان هذا هو الأمر المعلن، وعرف الشعب بعدها حقيقة الأمر، فلم يطلق الجهاز رصاصة واحدة حول حاشية الفساد التي كانت تحيط بالملك فاروق، وعلى حد قول التابعي: "طلب من الجماعة أن توفد جندها لمحاربة الإنجليز في القناة ولكنها رفضت".

تماما كما حدث في عهد الإخوان حين رددوا شعاراتهم في المسيرة التي نظموها مرددين "من التحرير هنحرر الأقصى، ع القدس رايحين شهداء بالملايين"، وغيرها من الشعارات، في حين أنهم كانوا يستجدون تعاطف الشعب حتى إن العديد من المثقفين ضحك على هذه المهزلة، وعلق بعض النشطاء وقتها على الأمر في تهكم وسخرية من شعارات كانت تتردد، منها "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، وما فعله أبناء الجماعة قبلها من تجميعهم أتوبيسات وقالوا سنحرر غزة والأقصى الأسير.

وانقلب الموقف طبقا للمستجدات السياسية، ففي عصر مبارك كان الشعار "على القدس رايحين شهداء بالملايين"، وعام حكم مرسي "شهداء شهداء"، وفي الأخير كانوا يريدون تحرير غزة بمظاهرة في مدينة نصر.

ومن المضحك أن إحدى أذرع الإخوان المسلحة تسمى "أنصار بيت المقدس"، وتعيث الفساد في القاهرة ولا تعرف الطريق لأنفاق غزة وغيرها، ولم نسمع عن رصاصة أطلقت في وجه الاحتلال.