رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا سلّم دواعش سيناء أنفسهم للجيش المصري؟.. إرهابيون سابقون يجيبون (تفاصيل كاملة)

مقطع من فيديو للجيش
مقطع من فيديو للجيش المصري

لم يكن بعض المغرضين في مصر وخارجها يصدقون أن الإرهابيين من تنظيم داعش الارهابي في مصر يسلمون أنفسهم للجيش المصري بعدما ضاق عليهم الحصار، وبعدما اتضح لهم أن قيادات التنظيم ليسوا سوى مجموعة من الكذابين، والمنافقين، واللصوص.

إلا أن الندوة التثقيفية الـ33 للقوات المسلحة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، للاحتفال بيوم الشهيد تحت عنوان "لولاهم ما كنا هنا"، جاءت لتؤكد هذ الأمر، مع عرض إدارة الشئون المعنوية فيلمًا يظهر تسليم قيادات العناصر التكفيرية فى التنظيم الارهابي فى شمال سيناء لأنفسهم للجيش المصري، ويوثق اعترافاتهم خلال التحقيق معهم، خاصة أنهم أكدوا أنهم عادوا من طريق الكذب والتضليل، وأنهم اكتشفوا نفاق قادة التنظيم الذين يستهدفون المدنيين العزّل وهم يصلون فى مسجد الروضة، وكذلك بسبب الحصار الذى فرضه الجيش المصري هناك ولم يجدوا المأكل ولا المشرب ولذلك اتجهوا لسرقة الأهالى.

- أهالي سيناء: الإرهابيون تحولوا للصوص «مواشي»

وحسب وصف أهالي من قبائل سيناء، قالوا لـ"أمان" إن الدواعش تحولوا ليس فقط لإرهابيين دمويين، بل للصوص «مواشي» وقاموا بسرقة الماعز، والأبقار، والحمير، والأحصنة، والخراف، والخبز وغيرها من مقومات المعيشة التي يحيا بها عائلات تلك المناطق بسبب الحصار الأمني عليهم، ما دفع العائلات للاشتباك عدة مرات مع تلك العناصر الإرهابية ومطاردتهم بل وإسقاط عناصر منهم.

ولم يكن حديث الأهالي هو الإثبات الوحيد على أن الدواعش ليسوا فقط إرهابيين قتلة وإنما لصوص أيضا، فحسب تسجيل مصور نشرته القوات المسلحة المصرية، اعترف خلاله بضعة عناصر إرهابية قاموا بتسليم أنفسهم للجيش المصري، أكد الإرهابي الأول في ذلك التسجيل المصور أقوال الأسر المصرية في سيناء عن أفعالهم، وقال إنه شعر أنه يسير في طريق خاطئ عندما ارتكبوا جريمة قتل المصلين بمسجد الروضة أثناء تأدية المصلين صلاة الجمعة، وأوضح أنه كان قد قال للإرهابيين الذين معه إن هؤلاء مصلون "لا خطأ عليهم" فلماذا يتم قتلهم؟، وتابع أنه قال لهم "لو إنسان طبيعي ليس بمصلٍ وجاءك مصليا لماذا تقتلوه؟!، ولكنهم لم يستمعوا لحديثه وقاموا بارتكاب تلك الجريمة الإنسانية البشعة تجاه عشرات المصلين في المسجد الذي كان مليئا برجال المدينة وبأطفالها وكبارها.

ولم تكن جرائم عناصر داعش الإرهابي دموية فقط كما أشار أهالي سيناء، فحديثهم أكده الإرهابي الهارب من نار داعش إلى جنة المصريين، عندما اعترف بأنهم ذهبوا إلى الناس في إحدى القرى وأخذوا منهم بالإكراه والترهيب المواشي من "حمير، وأبقار، وجواميس"، ولم يتركوا لهم شيئا، مضيفا في اعترافه أنهم فعلوا ذلك بالأبرياء من السكان بلا أي حق، وتابع: "لقد شعرت بأن هذه التصرفات طريق غير صحيح".

- قبضة الجيش المصري لم تترك لداعش في مصر مفرًا

وذكرت الاعترافات، التي نشرتها القوات المسلحة المصرية، تأكيدا قويا أن الجيش المصري لم يترك لا بحرا ولا برا ولا جوا إلا وأحكم قبضته الأمنية عليها جميعًا لحماية المصريين، وهو تأكيد أثبتته العناصر الإرهابية أثناء اعترافاتها عندما أشار العنصر الإرهابي الأول في حديثه عن سعيه للهرب من التنظيم ومحاولاته للحصول على المساعدة من أقربائه ليصل إلى طريق آمن نحو كمين للجيش للمصري، ليهرب من قبضة الإرهابيين الذين كان واحدا منهم، حيث قال في اعترافه: "الجيش أعطوني مياها لأشرب وكوب شاي وأدخلوني لأجلس"، وقالوا "حمدلله على سلامتكم".

- قوة القبضة الأمنية على الإرهابيين

تفاصيل الاعترافات تؤكد قوة القبضة العسكرية على الإرهابيين وحصارهم فى مناطق خارج القرى فى بئر العبد، ما تسبب في إضعاف وإنهاك العناصر المتبقية والهاربة في الخنادق والحجور، حسب اعترافاتهم، وأنهم لم يمتلكوا أي وسيلة دعم تستطيع الوصول إليهم بسبب القوة الأمنية المحكمة على كافة الحدود المصرية، التي فرضت السيطرة على الحدود مع ليبيا، والسودان، وغزة، بما مكن من نشر الأمن والأمان في كافة أرجاء الداخل المصري.

و ذكر أحد العناصر الإرهابية من الذين قاموا بتسليم أنفسهم إلى الأكمنة الخاصة بالجيش المصري، وهو المسئول العسكري بالتنظيم الارهابي، والثاني في اللقاء المصور، أنه شارك في عملية العبيدات، وشارك في عملية الشيخ زويد، واعترف بأنه سلم نفسه للجيش المصري الذي كان يحاصرهم من كافة الجهات، فلم يكن لديهم مخرجا ولا وسيلة للحصول على الطعام أو أي شيء يترك لهم خيارا أو فرصة سوى تسليم أنفسهم.

واعترف الإرهابي الثالث في اللقاء، وهو مسئول شرعي بالتنظيم الارهابي، بأنه كان دائما متواريا بسبب ثقل الضربات المختلفة التي كان قد وجهها الجيش المصري لمحاربة الإرهاب في شمال سيناء، قائلا إنه كان دائما يختبئ بسبب الطيران والقذائف والصواريخ التي كانت تضرب فوق رءوسهم بكثافة في كل مكان ومن كل اتجاه وصوب.


- داعش لم يهدِ أحدًا 

تضمن اعتراف أول شخص ضمن المجموعة التي سلمت نفسها أنه تلقى دورة تدريبية تحت مسمى «إعداد مقاتل» لمدة 8 أيام، وتم تسليمه سيارة دفع رباعي تايلاندية عليها سلاح ثقيل.

واستطرد في اعترافه أنه جاهل لا يستطيع القراءة أو الكتابة ولا يمتلك حتى محو أمية، وأنه أمضى 6 سنوات يعمل مع التنظيم ولم يستطع فهم شيء منهم، وأنهم لم يعلموه أو يشرحوا له شيئا، مؤكدا أن الإرهابيين لم يقوموا بتحسين العالم بل إنهم لم يدفعوا بشخص واحد حتى للهدى، وطالبهم برحمة أنفسهم والعيش لأجل أطفالهم وزوجاتهم وذويهم وترك الإرهاب.

- تبرُّؤ العائلات من أبنائهم الإرهابيين

حسب مصادر سيناوية قالت لـ"أمان" إن الكثير من القبائل تبرأوا من أبنائهم الذين كانوا قد انخرطوا في تلك التنظيمات بعد محاولات إعادتهم، حتى لا يكون هؤلاء سبة فى نسلهم، رافضين أن يتم احتسابهم من الموالين للتنظيم الإرهابي بسبب تصرف فرد واحد من عائلتهم أو أسرتهم.

وتبرأت الأسر والعائلات من أفعال أفراد عائلاتهم الذين توجهوا لدعم الإرهاب، وهو ما أكده الإرهابي الأول في اعترافه، وعندما نصح خلال رسالة إلى العناصر الإرهابية قائلا: "أنصح الناس في كل العالم من لهم نجل بداخل التنظيم، أو له أخوة أن يرشدهم إلى الطريق الصحيح"، مشيرا إلى أن الجيش المصري لا يظلم أحدا وأنهم تعاملوا معهم بطريقة جيدة، وانتشلوهم من وضع سيئ وقذر إلى واقع نظيف وصحيح"، واستكمل قائلا: "الحمد لله باب التوبة مفتوح، وإن كان الناس على دين صحيح يرشدون الناس بالحسنى وليس بالإرهاب والعنف والدم والسيف والسلاح".

- داعش في مصر فئران في الجحور

فيما أتت اعترافات العنصر الثاني في التسجيل المصور موضحا أنهم كانوا كلما دخلوا الى منطقة دمروا كافة المنازل والبيوت الساكنة ولا يتم ترك شيء، ويتم تشريد السكان والناس وتدمير كل شيء حتى الأشجار، وأضاف أنه وصل الى الكمين الأمني وأوقفوه على الأرض وفتشوه، وتأكدوا أنه لا يمتلك شيئا ومن ثم أدخلوه ليجلس بالداخل.

بينما طالب آخر العناصر الإرهابية التي ما زالت تختبئ بترك الجحور والخنادق التي يختبئون بداخلها ويقومون بتسليم أنفسهم، مؤكدا أنه لا مفر أو مهرب من قبضة الجيش المصري.

- أسلحة قديمة

فيما كشف آخر مقاطع الفيديو التي نشرها التنظيم الإرهابي عن الوضع المأساوي الذى وصلوا له، خاصة أنهم يستخدمون أسلحة قديمة بدا عليها الصدأ وبعضها مربوط بقطع من القماش، وأنهم يحاولون استخدم مواسير حديدية فى صناعة بعض أدوات إطلاق النيران، مشيرا إلى أمر آخر أيضًا وهو ارتداء بعض مقاتلي التنظيم "شباشب بلاستيك" متهالكة خلال عملياتهم نظرًا لانقطاع كافة أنواع الدعم عنهم.

لمشاهدة اعترافات الدواعش ممن سلموا أنفسهم للقوات المسلحة (من الدقيقة 8:38)