رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبر الأحزاب اليسارية والمساجد.. هكذا تغلغل الإخوان الإرهابيون في قلب هولندا (تقرير)

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية هولندا

دخل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية إلى هولندا، وتغلغلوا فيها مرتدين قناع التسامح والمودة للتقرب من المجتمع الهولندي من أجل الدخول إلى الساحة السياسية بادعاء تمثيله ودعمه، وذلك تنفيذًا لفكر التنظيم
الدولي، الذي يسعى لخلق موطأ قدم لهم في كافة الدول العربية والأوروبية لاستقطاب أكبر عدد من العناصر الموالية لهم وتوفير المأوى في مختلف بقاع العالم.

ووفقًا لصحيفة العربي اللندنية، ففي عام 1996 أسس المغربي يحيي بوياف، في مدينة لاهاي رابطة تسمى "رابطة المجتمع المسلم" لتكون التمثيل الفعلي للجماعة الإخوانية، وتضمنت العديد من المنظمات مثل:

- المعهد الهولندي للعلوم الإنسانية والإغاثة الإسلامية.

- مركز الوسطية التابع ليوسف القرضاوي.

- مركز السلام الاسلامي الثقافي.

- مؤسسة اليوروب تراست نيديرلاند (ETN).

ثم بدأ التنظيم الإرهابي في التسلل للعمل السياسي بهولندا من خلال الأحزاب اليسارية مثل حزب العمل والحزب اليساري الأخضر والحزب الإسلامي الإقليمي "NIDA" الذي حصل فيما بعد على مقعدين بالبرلمان الهولندي، وكذلك حزب "Denk Denk"، الذي استحوذ على 4 مقاعد في أول مشاركة انتخابية له.

في عام 2008 بدأ عناصر الجماعة الإرهابية يستغلون وجود حوالي 900 ألف مسلم في هولندا، وأقدموا على نشر مؤسسات تزعم بأنها تشرف على المساجد للانتشار في مفاصل المجتمع الهولندي، وبالفعل سيطروا على الكثير من مساجد هولندا وعلى رأسها المسجد الأزرق في أمستردام.

- قطر ترسل أموالها

في نفس العام (2008) تلقت الجماعة الإخوانية في هولندا أولى الدفعات المالية من دولة قطر من أجل شراء المباني والعقارات في هولندا، فقد قدمت الأخيرة أموالها لمؤسسة "يوروب ترست نيذرلاند" من أجل تمويل بناء المسجد الأزرق في أمستردام، وقد أكد يحي بوياف، رئيس المؤسسة آنذاك أن هذه الأموال جاءت من مؤسسة قطر.

لم تكن قطر هي الممول الوحيد للجماعة الإرهابية في هولندا، بل كانت الجماعة الإخوانية في الكويت وبالأخص عائلة الخرافي سخية للغاية في تحمل معظم تكاليف النشاط الإخواني في هولندا، وتحديدًا في روتردام وأمستردام ولاهاي.

كما امتلكوا الكثير من المراكز الأخرى مثل المركز الاجتماعي الثقافي في هولندا الذي يمثل الذراع الثقافية والاجتماعية لحركة النهضة الإخوانية التونسية في هولندا، وفي عام 2010 حاول عناصر الإخوان برئاسة يوسف القرضاوي،القيادي البارز وعضو التنظيم الدولي للجماعة، عقد مؤتمر إسلامي هناك.

- الاستخبارات الهولندية تكشف مساجد الإخوان

وفي عام 2016 بدأت تظهر أعمال التنظيم الإرهابي المتطرفة جلية أمام العيان، ففي هذا العام كشفت الاستخبارات الهولندية أن المساجد التي تسيطر عليها جماعة الإخوان الإرهابية تسببت في انضمام أكثر من 200 مواطن هولندي من بينهم 50 امرأة إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.

كما أنها ساهمت في تضمين عناصر هولندية أخرى لتنظيم القاعدة وغيره من الميليشيات التابعة لهم.

- روتردام تعمل لصالح أردوغان

في عام 2014 أقدم سيلكوك أوتوركن وتانهان كوزو البرلمانيان الهولنديان من أصول تركية على إطلاق حزب تحت اسم "دينك" بعد أن انشقوا عن حزب العمل اليساري، ولم يخجل هذا الحزب في الإعلان عن تبعيته لأردوغان وأنه المدافع عن سياساته ومصالحه داخل البرلمان الهولندي.

وقد أعلنت الجماعة الإرهابية " روتردام" عن دعمها للحزب الإسلامي الإقليمي "NIDA" الذي انضم فيما بعد للائتلاف اليساري الإسلامي في روتردام الذي يسيطر عليه الجماعة ويتكون من الحزب الأخضر والحزب الاشتراكي وحزب العمل.

وحظي الحزب الإسلامي الإقليمي بدعم الكثير من المنظمات، ومنها منظمة اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين التي دفعت بشخصيات إخوانية عدة لتولي مناصب في مجلس مدينة روتردام، مثل أجمت يلديريم التركي وعلى أزوزي المساعد الخاص لحفيد مؤسس الجماعة الإخوانية طارق رمضان.

- مناهضة هولندا للأخونة

في عام 2010، أكدت الاستخبارات الهولندية أن الجماعة الإرهابية المتأسلمة تشكل خطرًا على الأمن القومي الهولندي. وقالت إن الجماعة الإرهابية جماعة أصولية متطرفة ومتشددة تتعارض مبادئها مع مبادئ النظام الديمقراطي في أوروبا.

كما طلب البرلمان الهولندي من الحكومة الهولندية البحث والتحقق من الهوية الراديكالية للجماعة الإرهابية، ثم في عام 2011 قام جهاز المخابرات الهولندي بإجراء تحقيقات استنتج منها أن الجماعة الإرهابية لا تشكل تهديدا مباشرا على الأمن القومي الهولندي في ذلك الوقت، ولكنها ربما تشكل خطرًا على الدولة في المستقبل القريب.

وأكد الجهاز حينها أن الجماعة الإخوانية تتغلغل في المجتمع المدني لكسب النفوذ والتأثير، ثم في عام 2020، بدأ البرلمان الهولندي في مناقشة إمكانية إنشاء مجلس أمن قومي لمواجهة التطرف بعد تنامي نفوذ الإخوان بها.