رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزهم "القرضاوي" و"الزمر".. ما مصير الإخوان الهاربين في قطر عقب المصالحة العربية؟

جريدة الدستور

بدأت جماعة الإخوان الإرهابية، البحث عن ملاذ آمن لها بعد انقلاب في السياسة الحاكمة القطرية، وذلك بعد مطالباتها بالتصالح مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقابل تخليها عن الإخوان، حيث بدأت في التواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفتح أبواب لقادة الجماعة الهاربين في الدوحة على رأسهم يوسف القرضاوي القطب الإخواني، والداعية السلفي أبو إسحاق الحويني وطارق الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية.
وقالت مصادر مقربة من جماعة الإخوان الإرهابية، إن قادة الجماعة بدأوا في التواصل مع عدد من الدول لتصبح ملاذا آمنا لكل الهاربين خارج مصر، على رأسهم تركيا وذلك من خلال الأجنحة التي يسيطرون عليها داخل الدولة التركية، كما تواصلوا مع الحكومة الماليزية لمنح اللجوء السياسي لأعضاء الجماعة الإرهابية، خاصة أن الجماعة لديها قواعد إخوانية هربوا من مصر واستقروا فى ماليزيا، كما أن العديد من شباب الجماعة يدرسون الآن فى جامعات كوالالمبور.
وأوضحت المصادر أن من بين الدول المرشحة أن تكون ملجأ للجماعة خلال الفترة المقبلة، بريطانيا، وذلك لما يربط إبراهيم منير، نائب المرشد، بعلاقة قوية بالمخابرات البريطانية، كما ستكون إندونيسيا هي من بين الدول التي سيهرب الجماعة إليها، خاصة أن الجماعة بعد سقوط حكمها فى عام 2013 عقدت بعض المؤتمرات التحريضية خلال عام 2014 فى دولة إندونيسيا، كما أن للجماعة حزبا هناك يدعى حزب العدالة والرفاهية الإندونيسي.
يذكر أن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد كشفت عن أن الحكومة القطرية تقدمت بعرض "مفاجئ" للمملكة العربية السعودية للمصالحة معها والخروج من العزلة المفروضة عليها من قبل دول الخليج.
الحكومة القطرية أكدت نيتها التخلي عن دعم جماعة الإخوان المسلمين في رسالة حملها وزير الخارجية "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" إلى القيادة السعودية خلال زيارة سرية أجراها إلى الرياض مطلع الشهر الماضي، وفقا لما أكدته الجريدة الأمريكية.
وفي ضوء التوقعات لإتمام المصالحة علمت "الدستور"، من مصادر أخرى، قيام جماعة الإخوان الإرهابية بإعطاء أوامر لعدد من قياداتها السريين وهم رجال الأعمال الكبار في الجماعة بترك قطر في أقرب فرصة ممكنة ونقل كل استثماراتهم إما لتركيا أو ماليزيا خوفا من أن يتم طردهم من قبل قطر أو تسليمهم إلى مصر في ضوء المصالحة.
ومن المنتظر أن يقوم أيضا عدد كبير من قادة تيار الإسلام السياسي الموجودين في قطر بالسفر إلى تركيا أيضا وعلى رأسهم طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، وأحد الضيوف الدائمين على قناة الجزيرة إلا أنه ينتظر قرار قطر بخروجه، وخاصة في ظل ارتباطه بعلاقات قوية داخل قناة الجزيرة قد تكون سببا في بقاءه.
وأكد منتصر عمران، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والباحث في شئون الحركات، أن قطر هي العدو الأول للدول العربية، وتخليها عن الإخوان يأتي من أجل أنها تبحث عن مصلحتها، وكل دولة تتحالف مع أي طرف يحقق مصلحتها.
وأضاف عمران في تصريحات خاصة، أنه "فى الماضي عندما كان للإخوان تواجد في الشارع العربي وكانت قطر تريد من خلال الإخوان تحقيق مصالح لها بأن تكون دولة لها مكان في السياسة العالمية لجأت إلى تبنى الإخوان أو بمعنى أصح شرائهم لأن قطر تعلم أنها دولة صغيرة، وعليه أنفقت أموالها وسخرت إعلامها المتمثل في قناة الجزيرة سعيا منها في ابتزاز دول الخليج خاصة السعودية والإمارات علاوة على الصفقة الكبرى مصر من وجهة نظر حاكم قطر.
وتابع: "وعندما نجح النظام في مصر ومن ورائه السعودية والإمارات في توجيه ضربات حاسمة للتنظيم الدولي للإخوان حتى أصبح خلايا ومجموعات متفرقة، وفي نفس الوقت نجحت مصر والسعودية في إقناع الإدارة الأمريكية في عهد ترامب بخطر الإخوان".

واستكمل: "وعندما لم تجد قطر مفرًا من التخلي عن الإخوان، عرض وزير خارجية قطر في زيارته الأخيرة للرياض التي لم يعلن لها رسميا، موقفها الجديد وهو رفع يد نظام الحمدين عن الإخوان وطرد قادتهم الموجودين على أراضيها بمغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن، وهكذا تم تضييق الخناق على الإخوان الذين لم يصبح لهم وجود إلا في تركيا، وأكيد أردوغان لو تعرض لضغوط من قبل ترامب في نهاية المطاف، ليس أمامه إلا التخلي عن الإخوان وهكذا يخسر النظام كل يوم أرضا كانت لهم صلبة، ومن ثم ينتهي الإخوان كتنطيم من الوطن العربي بأثره".
فيما قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن دعم قطر للإخوان مرتبط بالعلاقة والتحالف مع تركيا ولن تقبل الدول العربية المناهضة للإرهاب سوى بتنفيذ شروطها مجتمعة وبتفكيك قطر تحالفها مع كل من تركيا وإيران، وإيقاف حملاتها العدائية وإعلامها الموجه ودعمها المادي لمختلف التنظيمات المتطرفة والإرهابية وليس للإخوان فحسب، وعلى امتداد العالم، خاصة فى إفريقيا وليس فى مصر فحسب.