رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور تكشف.. من يقف خلف تسريبات قادة الإخوان في تركيا؟

جريدة الدستور


تسريبات عديدة تظهر ما بين الحين والآخر لقادة جماعة الإخوان الإرهابية تثبت تبنيهم العنف والعمل المسلح ضد الدولة على الرغم من النفي الدائم للجماعة ورفعها الشعار الكاذب الشهير "سلميتنا أقوى من الرصاص".
 ولعل أبرز هذه التسريبات تلك المكالمة الصوتية التي جمعت علي بطيخ، عضو مجلس شورى الإخوان الهارب في تركيا وأحد عناصر الجماعة في مصر، وشهد الاتصال مباركة من بطيخ للعمليات الإرهابية المسلحة، مؤكدا أن هذه العمليات التي يشرف عليها الخلايات النوعية الإخوانية ستتخذ منحنى جديدا وهو استهداف دور العبادة المسيحية.
أشهر التسريبات
تسبب هذا التسريب في موجة جدل كبرى داخل الجماعة، وخرج علي بطيخ لينفي أنه صاحب الصوت الموجود في التسريب الذي تناقلته وسائل الإعلام المصرية، وخرج من خلفه يكذب هذا التسريب عدد كبير آخر من قادة الإخوان وعلى رأسهم عصام تليمة الداعية الإخواني الشاب، والسكرتير السابق للقطب الإخواني يوسف القرضاوي الذي زعم أن الصوت الموجود في التسجيل هو أحد أصوات المنشقين عن الإخوان، وليس علي بطيخ القيادي الإخواني الهارب في تركيا.
التسريب الأخير والذي أثار جدلا واسعا كان لمحمد سودان، أحد قادة التنظيم الدولي للإخوان في لندن، والذراع اليمنى لإبراهيم منير، نائب المرشد العام، وفيه اعترف سودان بفشل جماعة الإخوان الإرهابية في مصر وتسرب اليأس لنفوس أعضائها وقياداتها.
 كما تطرق في حديثه لمحمد علي العميل الإخواني الهارب في إسبانيا، والذي دعا لتظاهرات فاشلة في مصر، حيث أكد توقع فشله، ولهذا قرر التنظيم الدولي عدم صدور أي بيانات من الجماعة حول هذه التظاهرات حتى لا يحسب الفشل عليها، وكان المحور الأخير في حديثه مباركته هو الآخر للعمليات الإرهابية المسلحة في مصر كاشفا استراتيجية تنظيمه في الفترة المقبلة ألا وهي العمل على محورين، المحور الأول تحالف القوى السياسية المختلفة أيديولوجيا مع الإخوان بشرط أن يكون هدفهم واحدًا، وهو ضرب الدولة المصرية، والعمل على إسقاط نظامها، والمحور الثاني استنزاف الأمن المصري بالعمليات الإرهابية المسلحة دون توقف.
محمد سودان خرج هو الآخر لينفي هذه المكالمة ويكذب الصوت الذي ظهر فيها،  إلا أن "الدستور" علمت من مصادرها داخل الجماعة عن وجود تحقيقات كبرى داخل التنظيم حول تلك التسريبات، ومن يخرجها للإعلام المصري ليذيعها على شاشاته، ولا تزال التحقيقات جارية مع الأشخاص الذين ظهرت أصواتهم في المكالمة كونهم من الممكن أن يكونوا هم من سربوها، بعد أن سجلوها على هواتفهم.
أسئلة كثيرة ملأت عقول أعضاء وأنصار جماعة الإخوان الإرهابية حول هوية مسرب هذه المكالمات؟ وشكل المكالمات المقبلة التي سيسربها؟ بينما السؤال الأهم ولكن في عقل قيادات الإخوان هو: ما موقف الغرب مما ينشر من تسريبات بعد ترجمته لهم؟ وهل سيتخذون موقفا عدائيا ضد الجماعة واعتبارها جماعة تحرض على العنف والدم؟.

تورط أيمن نور

السؤال الأهم: كان حول هوية مسرب هذه المكالمات، وأول من أجاب عن هذا السؤال هو محمد شرف الإخواني الهارب في تركيا وأحد أبرز المحرضين على الدولة المصرية، حيث شن هجوما شرسا على أيمن نور رئيس قناة الشرق الإخوانية، متهما إياه بتسليط رجاله على قادة الإخوان الذين على خلاف معه للاتصال بهم، والتسجيل لهم لفضحهم من خلال بيع هذه التسريبات للقنوات الفضائية المصرية.
وكشف شرف هوية، المتحدث في أحد التسريبات، والذي كان عبارة عن مكالمة بين بهجت صابر الإخواني الموجود في أمريكا وأحد عناصر الإخوان في تركيا، ذلك الاتصال الذي شهد اتهاما واضحا لوليد شرابي القاضي الإخواني بالتجارة في الآثار، حيث قال شرف عن المتصل إنه من كبار مؤيدي أيمن نور، وأحد العاملين في قناته ويدعى محمد إسماعيل.
واعتبر الإخواني الهارب في تركيا خروج تسريب عن "وليد شرابي" هو أحد أدلة تورط أيمن نور في نشر هذه التسريبات، وخاصة في ظل حالة العداء الكبيرة بين نور وشرابي، والتي كادت أن تصل إلى ساحات المحاكم التركية بسبب سماح أيمن نور للإخواني هيثم أبو خليل بالهجوم على "شرابي" على شاشة قناة الشرق، الأمر الذي أغضب القاضي الإخواني وحرر دعوى قضائية ضد الإعلامي الإخواني.

شباب الجماعة باعوا قادتهم
مصادر من داخل شباب الإخوان – رفضت نشر اسمها - أكدت لـ"الدستور" أن نور ليس وحده هو المتهم بنشر التسريبات حيث هناك اتهام موجه لعدد كبير من شباب الجماعة الهارب في تركيا وخاصة المعارضين للمرشد المؤقت محمود عزت ونائبه إبراهيم منير، الذين قرروا التسجيل لقادتهم تليفونيا وتسريب هذه الاتصالات لوسائل الإعلام المصرية من أجل الحصول على مبلغ مالي يتراوح ما بين 100 لـ500 دولار وخاصة في ظل أزماتهم الاقتصادية العنيفة التي يعيشونها في تركيا.
هؤلاء الشباب الإخواني أنفسهم هم من سربوا الاتصال ما بين وسيط موفد من أيمن نور وعبد الله الشريف الإعلامي الإخواني الساخر لإعطائه التعليمات التي يجب أن يمشي عليها في الفترة المقبلة لإشعال المشهد في مصر على أمل عودة الجماعة الإرهابية ونجاح الثورة الفاشلة التي يدعو إليها العميل الإخواني الهارب في إسبانيا محمد علي من خلال تأجيج مشاعر الشعب، ونشر الشائعات والأكاذيب عن النظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أيمن نور لجأ لنفس الحيلة للرد على منتقديه من قادة وعناصر الإخوان الهاربين في تركيا، حيث حرك أنصاره في القناة، وطالبهم بالتسجيل لعدد من قادة الإخوان الذي يشك أنهم هم من ورطوه في التسريب الخاص به، كي يرد عليهم بنفس طريقتهم ودون أن يعلن عن هويته هو الآخر.

في هذا الصدد، بدأ مجلس شورى الإخوان المصريين في تركيا بقيادة محمود حسين أمين عام الجماعة بالبحث هو الآخر عن حقيقة تلك التسريبات ومن سربها من داخل الجماعة، متوعدين بطرد أي شاب إخواني يتورط في هذا الأمر من تركيا والتوقف عن دعمه ماليا.