رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكشف عن تفاصيل جديدة بعملية مقتل "البغدادي"

جريدة الدستور

خلال الأيام الماضية، كان شغل العالم الشاغل معرفة تفاصيل مقتل زعيم داعش أبوبكر البغدادي، الرجل الذي روَّع الآلاف في سوريا والعراق على مدى سنوات.

بعد أن أصبحت حيثيات عملية "كايلا مولر" متاحة للجميع، توجهت الأنظار إلى ما ذكره الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في وقت سابق من أنه قد ينشر مقاطع من فيديو وصورا للغارة التي شنتها القوات الأميركية الخاصة لقتل البغدادي، حيث قال لدى مغادرته واشنطن متوجهًا إلى شيكاغو منذ أيام: "قد نأخذ مقاطع معينة وننشرها".

ونشرت أخيرا القيادة الوسطى للجيش الأميركي صور العملية، بعدما أفرجت عن مقطع فيديو أيضا.

وأصبح معروفًا أن زعيم داعش المزعوم، أبوبكر البغدادي، اختبأ في قرية باريشا التابعة لمحافظة إدلب في سوريا.

وجمعت الولايات المتحدة معلومات كثيرة من أطراف مختلفة على الأرض إلى أن تأكدت من وجود رأس التنظيم الإرهابي في تلك المنطقة، أهمها كانت من المخابرات العراقية ومن قوات سوريا الديمقراطية، والتي ساهمت في صياغة معالم خطة قتل "الخليفة المزعوم".

واختار "البغدادي" مجمعًا سكنيًا معزولًا في شمال سوريا لا يبعد أكثر من 4 أميال عن مقر للقوات الكردية، وبدأت العملية عندما هاجمت القوة الأميركية المكان، وتولت حماية 11 طفلا في المجمع السكني الذي كان يحتمي به زعيم داعش، حيث عهدت بهم إلى طرف ثالث.

بدوره، أشار قائد القيادة الوسطى، الجنرال كينيث ماكينزي، إلى أن القوة المكلفة بتصفية أبوبكر البغدادي زعيم داعش قتلت 5 آخرين كانوا يمثلون تهديدا للقوة الأميركية المهاجمة.

وذكر أن أعمار الأطفال الذين قتلهم البغدادي في تفجيره الانتحاري لا تتجاوز 12 عاما.

كما نوّه إلى أن هناك امرأتين قتلتا مع البغدادي كانتا ترتديان حزامين ناسفين.

ولا أحد أصدق في نقل الواقعة إلا من رآها، حيث شرح راعي أغنام يعيش قرب المنزل الذي كان يتواجد به زعيم داعش، مجريات العملية كاملة.

وذكر الراعي أن قوات أجنبية، معها جنود عرب، هبطوا في تمام الساعة الـ11 واستخدموا مكبرات الصوت "أبومحمد سلامة سلم حالك" و"أبومحمد" نازح من مدينة حلب، كان قد اشترى المنزل الذي تمت مداهمته واستقر فيه.

وبعد أن أطلق الجنود النار على المنزل وداهموه، أخرجوا أطفالا وسلموهم للراعي، وطلبوا منه الهرب بهم مسافة كيلومتر واحد، وأخبروه بأنه يمكنه العودة إلى الخيمة التي يسكن بها قرب المنزل بعد أن يسمع 3 غارات قوية، ويقصد الجنود بذلك الغارات التي دمرت مكان العملية بعد انتهائها.

وأشار الرجل إلى أن الجنود أعطوا الراعي ضوءًا كي لا يستهدفه الطيران الذي كان يحلق في أجواء المنطقة.

البغدادي بعدما سمع نداءات تطالبه بتسليم نفسه، حسب ما أعلنه وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، حين قال إن القوة الأميركية الخاصة طلبت من البغدادي تسليم نفسه لكنه رفض، فرَّ "الخليفة" إلى نفق وركض حتى نهايته، وهو ويبكي ويصرخ ووراءه أطفاله، بعد ملاحقة الكلاب البوليسية له، ثم فجّر حزامه الناسف وقتل.

اقترب رجال الكوماندوز الأميركيون مما بقي منه بعد التفجير، ووجدوا أن رأسه انفصل عن جسمه بالكامل، أما الباقي فتحول إلى أشلاء، حملوا ما تيسّر منها معهم، ثم نقلوا من المنزل كل ما وجدوه مفيدًا للتحقيقات والتحريات والاستخبارات، إضافة إلى أسير كنيته أبومحمد ومعه ابنه.

أما المخبر الذي كان في البيت مع البغدادي، فنقلوه معهم أيضًا، بعد أن انتقم من البغدادي الذي قتل أحد أفراد عائلته، فتعمد التقرب منه إخلاصًا له، وفي الوقت نفسه كان يزود الأميركيين بكل ما سهّل لهم تصفية أخطر المطلوبين، وبعدها قذفوا المنزل الذي كان فيه بصواريخ دمرته بالكامل، وأنهوا حكاية الإرهابي الأول في العالم بساعتين على الأكثر.