رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التفاصيل الكاملة لحرب "عاصم عبد الماجد" على قادة الإخوان

جريدة الدستور

حرب ضروس شنها عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية على الإخوان وقادتهم بعد هجومهم على رسائل السجون، الأمر الذي استغربه قادة الإخوان في ظل دفاعه المستميت السابق على الجماعة.

"أمان" ترصد في السطور القادمة الكواليس الكاملة لهذه الحرب من عاصم عبد الماجد.

لستم أهل للثقة

بدأت حرب " عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية" على قادة الإخوان عندما شن ع هجوما شرسا عليهم في مقال له نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك " إعلان خلو منصب الدفاع عن السجناء والدعوة لشغل هذا المنصب".

وقال في مقاله: ثلاثة أرباع الذين استطلعنا آراءهم على الصفحة يؤكدون أن الإخوان لن يستمعوا لنصح ناصح في كيفية معالجة أزمة السجناء بما يعني أن بقاء الأزمة بلا حل وبلا تخطيط لحلول قريبة أو بعيدة أحب إليهم من أن يستمعوا لحلول تأتي من خارج مجموعتهم القيادية بلندن وتركيا.

واستطرد عاصم عبد الماجد في تصريحاته قائلا: من ثم نعلن أنه بعد تخلي جماعة الإخوان المسلمين على لسان إبراهيم منير عن السجناء وعن السعي لحل أزمتهم فقد أصبحت هذه المهمة بحاجة لمن يتصدى لها.

وافتي بأنه يحرم شرعا ترك السجناء بلا راع وقائد يخطط لحل مشكلاتهم فمن رأى في نفسه الأهلية فليقم وليخبرنا عن نفسها.. وبعدها نستمع إليه ويستمع هو إلينا بشأن خطط التحرك في المستقبل .

استقيلوا يرحمكم الله

تواصل هجوم عبد الماجد على قادة الإخوان في تصريحات جديدة عندما طالبهم بالسير على خطى جماعته، بتقديم اعتذار ومبادرة لنبذ العنف، وتقديمهم استقالاتهم من العمل العام داخل الجماعة.

وقال عبدالماجد، في هذا الصدد: رغم أن مبادرة الجماعة الإسلامية نجحت بخروج جميع معتقليها بعد تفعيل المبادرة، إلا أن نصف قيادات مجلس الشورى تقدموا باستقالاتهم لأن القاعدة كانت غير راضية عن أدائهم أثناء ما كان يطلق عليه وقتها "تفعيل المبادرة"، والنصف الآخر أُنهيت أيضا ولايته، لكن اختارتهم الجمعية العمومية المنعقدة عام 2011، ضمن مجلس شورى جديد.

وأضاف، في تصريحاته، قائلا: كان هذا هو التصرف المنطقي والأخلاقي في مثل هذا الموقف، ويُعد حدثا مهما وكبيرا، وأي تصرف آخر كان سيؤدي إلى تصدع وشقاق وفرقة، وبالمناسبة لا زال الوئام سائدا بين الجميع، رغم أنهم قد اختلفت بهم السبل، والخلاصة أن هناك وقتا يتحتم فيه على القائد أن يترجل وينزل عن حصان القيادة.

وتابع: الدين والأعراف والأخلاق هي التي تحتم عليه ذلك، فإن تجاهل ذلك كله فستطالبه القاعدة بالرحيل، فإن اعتصم بثلة من مؤيديه المتعصبين له فقد ضحى بمصلحة المجموع للحفاظ على جاهه وسلطانه، حتى وإن ادعى وادعى مؤيدوه أنه يبقى لمصلحة المجموع التي هو وحده أعرف بها، وهو وحده أقدر على تحقيقها.

الهجوم على حسن البنا

عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية لم يكتف بمهاجمة قادة الإخوان بل هاجم أيضا مؤسس الجماعة حسن البنا حيث قال: "الأسئلة العشرة الملحة والعاجلة، هل راجع العلماء ومحصوا المبادئ والأصول والأركان التي دشنها الشيخ البنا أو غيره من مؤسسي الجماعات الإسلامية؟، هل هناك- مثلاً- مَن التفت إلى أن ركن الثقة باطل شرعا وقبيح أثرا، وهو الركن الذي دمر ولا يزال يدمر الإخوان، والذي جعل قيادات ضعيفة فاشلة تتحكم في أكبر مخزون بشري من الشباب فلا تتقي الله فيهم ولا تخاف من محاسبة في الدنيا، بل وتتعامل باستهتار مع من لا يقيم وزنا لهذه الجموع التي تخاف من المطالبة بعزل القيادات التي دمرت جماعتهم لئلا تكون قد نقضت ركن الثقة؟".


وأضاف، في تصريحات صحفية له: بل يرى بعضهم فوق ذلك أن البيعة التي في عنقه تلزمه بتجديد الثقة بالقيادة والإعلان عن هذه الثقة عقب كل كارثة نتجت عن تقصير!! كل ذلك من جراء ما سماه الشيخ البنا ركنا من أركان بيعتهم، فتلقاه تلامذته وهم أقل منه علما بالقبول، وجاءت أجيال وتلتها أجيال وكلهم يتم تلقينهم هذا الركن على أنه حق وأنه من الشرع، بل هو ركن عظيم في هذا الدين.

وتابع: ولو نظر عالم في هذا الركن لاكتشف بسهولة أنه بدعة لا علاقة للشرع بها. لذا لم يجد الشيخ البنا دليلا من كتاب أو سنة يصلح شاهدا لهذا الركن فاستدل بآية مخصوصة بالرسول فقط لا يشاركه فيها أحد قط، لكن بدلا من عرض أقوال الشيخ على الكتاب والسنة قام تلامذة الشيخ البنا- ويا للعجب العجيب- بتعظيم هذا الركن من جملة ما عظموه من كلام الرجل وانشغلوا بشرحه ضمن ما شرحوه من أصول وأركان.. فكم من شرح مطول ومختصر.. مكتوب أو مسجل.. وكم من محاضرة وندوة.. وكم من درس وخطبة.. كلها في مدح هذا الركن وتعظيمه.. فحاصروا به الشباب حتى تشربت عقول وقلوب الناشئة الصغار هذا المعنى الباطل، وانسحقت تحت وطأة ذلك كله شخصياتهم، وصاروا مع كل قائد كبير أو صغير يعرفونه أو لا يعرفونه كالميت بين يدي مُغسله.

واختتم تصريحاته قائلا: أعلم أن كلامي شديد الوقع على قلوبهم.. وأعلم أن فريقًا منهم صار بعد الأداء المعيب للجماعة يدرك جيدا عبثية ركن الثقة لكن فريقا آخر لا يستطيع الفكاك مما تلقاه صغيرا وتربى عليه طويلا.. بعض هؤلاء يستشعر الآن بعد قراءته هذا المقال أنه لا بد أن يجدد إيمانه بأركان الشيخ البنا فيعيد تجديد وتأكيد الثقة بالقيادة.