رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري الثلاثين من يونيو.. كواليس القضاء على أقوى قلعة للإرهابية بالوجه البحري

جريدة الدستور

«أمان تحاور محرر قرية حوش عيس من الإخوان 
48 ساعة مع أهالي وعناصرالجماعة السابقة وضحايا الإرهاب 
 أسرار الساعات الأخيرة قبل القبض علي القادة والخلايا النوعية 
28يونيو كانت البداية والتحضير،
30 يونيو كانت المواجهة والإستقرار كان مع السيسي 
حازم قريطم: حطمنا قفص الجماعةالحديدي وخرجنا من سجنها إلي الابد 

 تأتي ذكري الثلاثين كل عام لتذكرنا بماضي الجماعة الإرهابية التي جثمت علي حكم مصر عاما فأذاقت البلاد والعباد عبء الكبر والعناد، ويعد مركز حوش عيسي من أهم معاقل جماعة الإخوان الإرهابية، وكان هناك ثلاثة شعب اخوانية رئيسية، تعد من الحصون التي اعتمدت عليها اللجان النوعة للتنظيم في فترة حكم الإرهابية وما بعد ثورة الثلاثين من يونيو.

صور إعلام الإخوان وقنواتهمالإرهابية حوش عيسى بأنه حصن حصين لا تستطيع اي جهة الإقتراب منه، كانت تصورمظاهرات الإخوان الليلية بطريقة عدسات الزوم وتحويل الكادرات ليظهر عشرات الأشخاصبهذه الطريقة علي انهم مئات وعلي انها احتجاجات عارمة ليست فقط في الحوش بل في كل محافظة البحيرة، فمن دمنهور إلي أبو المطامير، ومن المحمودية إلي كفر الدوار وايتاي البارود تكون مسيرات اخوانية محدودة تصور من كل الزويا لايهام المشاهد بوجود الكثير من المواطنين المحتجين.

فشلت الجماعة وسقطت تماما بفعل عدة عوامل، منها يقظة الأمن فيها والذي استطاع ان يقضي علي هذه العناصر المارقة ولجانها النوعية، ولكن يبقي هناك دور خفي قام به بعض الأهالي والعناصر المنشقة عن الجماعة ممن عرفوا حقيقة التنظييم السري الذي يقود الجماعة واهدافه السرية التي ترمي لها لهدم طاقة الوطن فيما لا طائل منه.

مجموعة حازم قريطم العضو السابق في جماعة الإخوان والذي كان له قدم السبق في تحطيم أسطورة الإخوان في حوش عيسي وفضح مخططاتهم الخبيثة وأهدافهم الرامية لضرب استقرار الوطن، ومع عدد من الضحايا التي احدثها الإخوان في أهالي حوش عسي، كان لنا عدة ساعات وعدد من لقاءات مع هؤلاء ممن قضوا علي هذ ا الوهم المسمي الإرهابية، لينتهي بذلك أحد اهم معاقل الإخوان في محافظة البحيرة ومركز حوشي عيسي إلي غير رجعة، وإلي تفاصيل الحوار مع حازم قريطم:

في البداية صف لنا كيف كان انشقاقك من الجماعة ؟

في عام 2007 تركت جماعة الإخوان وكان الخروج في البداية صعبا للغاية، فمن يخرج من الجماعة يدفع ثمنًا كبيرًا جدا من سمعته داخل محيط حياته وخاصة لو كان هناك ارتبطات اسرية قوية بالجماعة والتنظيم.

والحقيقية لم نكن عائلة إخوانية في الأساس مما ساعد هذا بشكل كبير علي الخروج من الجماعة بسهولة، بعد ان قضيت خمسة عشر عاما داخلها.

 وكيف كانت تدار جماعة الإخوان اثناء وجودك معها ؟

السرية والكتمان عموما خصوصا فيما يتعلق بمصادر تمويل الجماعة علاوة علي المبالغة الشديدة في السمع والطاعة، اعتماد مبدا التلقين في التحركات الداخلية والخارجية، غياب مبدا الشفافة.

لقد تحول النظام الخاص من كونه أحد اذرع الجماعة الإخوان إلي نظام عام يطبق علي كل اقسام وافراد الجماعة ( من جماعة لها نظام خاص إلي جماعة نظام خاص )، واصبحت تبث أفكار النظام السري في جموع الإخوان رويدا رويدا وهذا ما استدعاني أن اقف وقفة مع نفسي وعن العمل العام مع الإخوان.

لقد حملت الجماعة في اثناء وجودي معها كل أفكار العسكرة سواء في المفاهيم والتكوين والسمع والطاعة وحتي التحرك السياسي وهذا ظهر جليا في ثورة الثلاثين من يونيو2013 م.


حوش عيسي قريبة من المحمودية المعقل الرئيس للمؤسس الجماعة حسن البنا ؟

رغم ان الرجل ليست له اصول بالمحمودية وجائها وافدا إلا ان إقامته بها قد انعكست على محافظة البحيرة ومن ثم حوش عيس.

لماذا كانت تصور حوش عيسي علي أنها أكبر معقل من معاقل الإخوان ؟

كان يتم تصدير مشاهد المظاهرات في قنوات الإخوان الخارجية بشكل متعمد، وكأن حوش عيسي تخضع لسطوة الإخوان، وكان يرمز لها بانها قلب الاحتجاجات الإخوانية المطالبة بعودة مرسي وأعوانه مرة اخري، وبالطبع كان هذا حلما كبيرا لم ولن يتحقق.

كيف صوروا هذا الوضع ؟

كانوا يأخذون لقطات من اماكن مختلفة مرة من شارع مفتوح ومرة من شارع ضيق، ومرة من الزراعة ومرة من الطرق البرية والصحراوية وهي زوايا تصوير مختلفة لمنطقة واحدة فقط وهي مظاهرات شبة يومية وكان يقحمون النساء والاطفال فيها.

كان مركز شرطة حوش عيسي الوحيد في الوجه بحري الذي اقتحم من قبل العناصر الإخوانية كيف ذلك؟

لم يقتحم مركز شرطة في وجه بحري سوي في مركز حوش عيسي، ربما قرية كرداسة ايضا وهو ما يضعنا معهم فيقولون كرداسة الثانية، وقد قتل ثلاثة حينها علي يد العناصر الإخوانية وكان المقتحمين علي أسوار المركز، قتل اثنين من العناصر الشرطية وشخص كان يسير في الشارع بشكل قدري، والغريب ان الإخوان هم من ادانوا انفسهم في هذه الجريمة النكراء.

كيف أدان الإخوان انفسهم ؟

صوروا الحادث بالفيديو ونشروه علي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كنوع من الزهو والتفاخر انهم نجحوا في ضرب وزعزعة استقرار البلاد، لانهم كانوا يتصورون العودة إلي حكم الإخوان من جديد.

لقد وثق الإخوان بانفسهم جرائمهم في اقتحام مركز الشرطة لحظة بالحظة، منذ لحظات التجمع الأولي حول المراكز وتصوير غرف مركز الشرطة، وكان هناك تباهٍ وتفاخر بالعمل الإجرامي هذا، لانه كان انتقاما ورد فعل لفض اعتصام رابعة العدوية.

كان هناك نوع من الثقة الزائدة بأن الأمور تسر كما يريدون، واصبحت هذه المواد فيما بعد أدلة الإدانة وقرائن الإتهام عليهم بأنهم ارهابيون متمرسون في ذلك الأمر.


كيف هدأت حوش عيسي وخرجت من قبضة الإخوان ؟

كانت البداية مع جهود حركة تمرد وجهودنا في تنظيم الجموع الكبيرة الرافضة لوجودهم فكان يوم 28 ــ 6 ـ  2013هو بداية تحرك الشارع في تجمع كبير بعد صلاة الجمعة لرفض هذه الجماعة وسلوك افرادها وسياسات رئيسها.

وقد حدث الاعتداء في هذه الأثناء ومن هنا شعر الناس في حوش عيسي علي عكس ما كانوا يصورون انفسهم بانهم دعاة حق وسلمية، فقد شعروا بحالة من الغضب الكبيرة والكبيرة جدا من رد فعل الإخوان علي تظاهرات الأهالي السلمية ضدهم حيث توجدوا أمامنا ومنعونا من التحرك أكثر من مرة.

الاندفاع ضد الإخوان كان فطريا وطبيعيا فقد كان الشعور العام أن من يطلقون شعارات الدين والإسلام هو الحل، ضاع من بين ايديهم الاستقرار، ودعاية مشروع النهضة ضاعت سدي، ولا يوجد له تاثير علي الارض والحركة كانت كبيرة جدا.

هل حول الإخوان استمالتك مرة أخري ؟

حسم هذا الأمر في المرحلة الاولي لخروجي من الإخوان، وكان يقود هذه المحاولات أسامة سلمان الرجل الثاني في البحيرة ومسؤولو المكتب الإداري بالبحيرة وأسامة نصر ومحمد العشار عضو مكتب الإرشاد في الإسكندرية.

تزامن مع خروجك من الإخوان خروج قيادات أخري في عدة محافظات فما كان سبب خروج هؤلاء ؟

كانت اسباب خروجهم متنوعة فمنهم من اختلف مع احد القرارات ومنهم من اختلف مع بعض القيادات ومنهم من لم يعجبه بعض سياسات الجماعة وقليلون من خرجوا لاختلافهم مع جوهر الفكرة ومن الفئة الاخيرة ثروة الخرباوي ومختار نوح، كما كان هناك من يعترض علي القفز علي نتائج الانتخابات الداخلية، والقفز علي اللائحة الداخلية للجماعة، كنا تتعامل مع الأمر في البداية بانتقادات تحول بعضها إلي استقالات ثم هجوم علي اداء الجماعة السري.

وكان رد فعل الإخوان علي خلافنا أن حولوا الخلاف إلي قضية دينية قضية تبديع وتفسيق، وقوبلنا بأفكار في غاية من القوة، وكنا نعتقد بأن الفرد اقل من المجموع ولن يؤثر فيه، فإذا الامر تحول إلي نقاش حاد وصراع فكري قوي.


ألم يجعلك وصول الإخوان إلي الحكم التفكير مرة أخري في التراجع والالتحاق بركب للإخوان من جديد؟

بعد انقطاع الصلة بدأت حملات التشوية والاغتيال المعنوي وبدأت الحرب علينا في كل الأماكن، وأطلقت الإخوان عبارات مثل " إن الدعوات المباركة تنفث خبثها وتنظف بعض العالقين بها كل فترة "  وهؤلاء خانوا الطريق " وكان ترويج لهذه الكلمات وهذه الافكار من جديد.

وصلت إلي ان هذه الفكرة تضر بالإنسان، وتضر بالأوطان، وتضر بالبنيان، وهذا ما تأكدنا منه ىوثبتنا علي هذا الفكرة وكان حتما ان يهدم هذا البنيان.

وكيف كانت الاخوان يتخيلون الإخوان 30/6 ؟

الإخوان كانت تتخيل ان تمر 30/6 بدون اي مشاكل ولما سرنا في 28حتي وصلنا إلي كبري وسط البلد ووجدنا العنف امام أحد محلات الخاصة بالإخوان واطلق الإخوان النار علينا واصيب البعض منا وتم فض المظاهرة وقمنا بتحرير محضر بالواقعة.



كنا مجروحين جدا من يوم 28/6 من تعامل الإخوان معنا وكنا حريصين أن يمر اليوم بسلام وتصل الرسالة كنا نقول لهم نحن نرفض حكمكم وطريقتكم، وكنا لا نريد الإشتباك مع الإخوان رغم أننا عندنا علم من وجود الإخوان وان معهم بلطجيية مستأجريين، وبعض العناصر منهم يريدون الصدام معنا وانهم حصلوا علي سلاح.

أين كانت الدولة ؟

كانت غيير موجودة وكاننت بعيدة عن الأطراف التي نحن نمثل بعضا منها، وحدث الصدام بيننا وبنهم وحدثت اصابات بيننا وصلت إلي 335 شخصا، منهم 5 فقدو أعينهم تماما، نتيجة هذه الاصابة من الخرطوش، وتم إخلاء مقر الحزب، ومن هنا سقطت رمزية الإخوان المعلنة في حوش عيسي، ومع الوقت هدأت حوش عيسي شيئا فشيئا مثل ما حدث في مراكز الجمهورية كلها.

لماذا كانت حوش عيسي بها تجمع اخواني كبير؟

مركز حوش عيسي اشتهر بكثافة عددية للإخوان وكذلك تأييد شعبي واسع لمحمد مرسي، ويرجع ذلك الي طبيعة أهل هذه البلدة التي تتسم بالعاطفة الدينية الجياشة مع كثرة المساجد وحب الناس للدروس والمواعظ.

وهذا جعل للمتحدثين باسم الدين مكانة رفيعة وسلطة أدبية كبيرة بخلاف الأنشطة الاخوانية الواسعة التي طالت العديد من الأفراد لا سيما أوساط الطلبة وأصحاب الدخول المنخفضة الذين تعلقوا بالمساعدات الاخوانية الدورية سواء النقدية او العينية.

نجحتم في حوش عيسي بعد ذلك في تحجيم دور الاخوان رغم اعتبارها بؤرة إرهابية في نظر الكثيرين؟

دارت بيني وبينهم معركة شرسة منذ عام 2007 وحتي عام 2013 وبعدها اكرمني المولي عز وجل برؤية حقيقة هذا التنظيم بفضله ورحمته.

شرعت بإعلان موقفي فبدأت أولا حلقات الصراع في صورة حرب نفسية تستهدف اسكات صوتي عن طريق إشارة الشائعات الواحدة تلو الأخرى لوضع حواجز بيني وبين الناس حتي لا يلتفت احد لما أقول واطلاق التحذيرات لافرادهم من مخالطتي او الاستماع الي أوجه النقد التي اوجهها الي أفكارهم الهدامة.

 هل دوركم الآن انتهي ام تعملون علي التوعية أيضأ ً؟

 دورنا الأن أخطر فتحذير الناس في السابق كان من اخونة الدولة والحكم باسم الدين أيام مرسي واظهار فشلهم في إدارة شئون البلاد وصولا الي دعم تمرد والنزول ضدهم أما الآن فالمرحلة الأخيرة هي الأخطر فضح المظلومية الزائفة بعد 30/6 تارة و (فض رابعة) لذلك كنا نجوب القري ونجيب علي استفسارات الناس ونوضح لهم خطورة هذا التنظيم الذي يشكل دولة داخل الدولة ويعمل لحساب قوي خارجية ولا يعترف بالدولة، الوطنية من الأساس. لذلك يجب ان يستمر هذا الدور.

لماذا ينظر لحوش عيسي هذه النظرة ؟

يعود الي ردة فعل الاخوان بعد فض اعتصام رابعة واقتحامهم لمركز الشرطة باستخدام الأسلحة علاوة علي كمية الطلقات التي سبق اطلاقها علي المتظاهرين والكم الهائل من الإصابات في صفوف المتظاهرين.

وتعتبر آخر مدينة توقفت فيها تظاهرات الاخوان ويرجع ذلك لعدم وجود مركز للشرطة وقتها، أما الان فقد انتهت تلك الفترة واستقرت الأمور وعادت لبلدتنا طبيعتها الطيبة بعدما تخلصت من شرور هؤلاء الي الابد ان شاء الله.

 لذلك ادعو الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادات العليا في البلاد لزيارتنا والوقوف علي برامج التنمية والمشروعات الصغيرة التي توجد في هذه القرية البسيطة ودراسة كيف تغلغل الإخوان فيها وعمل مؤتمر الشباب القادم في مركز شباب الحوش كنوع من التوعية الفكرية.

 كيف تسير الأمور بعد فشل الاخوان في تكوين ملاذات امنة لهم في حوش عيسي؟

 محاولة تكوين ملاذ أمن لهم في كل موقع هي الشغل الشاغل للجماعة الأن، وكانت الخطة بعد 30/6 وفشل اعتصام رابعة والنهضة تحويل الاعتصام لكل محافظة او مدينة لنشر الفوضى في ربوع البلاد واستقطاب اعداد جديدة من المتعاطفين والمغرر بهم.

كان دورنا توعية الناس بمخاطر هذا الفعل واضراره علي الصورة العامة للمدينة وإمكانية تصنيفها مثل كرداسة بالجيزة. واستجاب الناس ورفضوا احتضان مثل هذا الاعتصام وشاركوا الشرطة في فضه نهائيا.


3 شهادات على وقائع خلع الإخوان من قلعة الجماعة بحوش عيسى